ليبيا في أسبوع.. القاهرة تحتضن اجتماعات الفرقاء.. ومشاورات لتشكيل حكومة جديدة
أهم وأبرز الأخبار في ليبيا تأتيكم كل سبت.. خاص منصة العرب الرقمية
تعج الساحة الليبية، بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا مع بدء مشاورات سياسية لإنهاء الانقسام الحكومي الذي بدأ منذ إعلان مجلس النواب الليبي تكليف فتحي باشاغا برئاسة الحكومة الليبية، وهو ما استدعى عقد لقاءات رسمية بين وفود ممثلة لأطراف الصراع السياسي في البلاد في الداخل والخارج لكن لم تحسم أي منها الخلافات حتى الآن.
- اقرأ أيضا: ليبيا في أسبوع.. الانقسامات تهدد بصراع جديد والقوات التركية تشرف على تخريج ميليشيات الدبيبة
«اجتماعات القاهرة» تدعم فرص التوافق في ليبيا
تشهد القاهرة اجتماعات ماراثونية بين الفرقاء الليبيين تحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة، فيما ستحتضن تونس الخميس المقبل، اجتماعاً للمبعوثين الدوليين إلى ليبيا بدعوة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة، عبدالله باتيلي. ويشير مراقبون، إلى أهمية الحراك الراهن في غير مستوى بهدف التوصل إلى حل للصراع الليبي يرضي كل الأطراف، ويفتح أبواب الأمل أمام مستقبل يضمن خروج البلاد من نفق الفوضى والانقسامات، مشيرين إلى أن الرئيس الحالي للبعثة الأممية، يبدو أكثر إدراكاً خصوصيات الأزمة الليبية، انطلاقاً من انتمائه الأفريقي وتجاربه السابقة في حل النزاعات على مستوى القارة السمراء. وأعلن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، عن لقاء مع رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري بحضور باتيلي، لإيجاد سلطة موحدة في ليبيا، قائلاً بلهجة يطغى عليها التفاؤل: «نحن في طريقنا لحل الأزمة الليبية».
ويسعى المجلسان لتشكيل حكومة جديدة تتكون من تكنوقراط وتكون قادرة على بسط نفوذها على مختلف أرجاء البلاد، بدلاً عن الحكومتين الحاليتين وهما حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والحكومة المنبثقة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، وذلك بهدف التوجه نحو تحقيق المصالحة وتنظيم انتخابات تعددية تحظى نتائجها بقبول مختلف الفرقاء.
في المقابل، أكّد نائب رئيس المجلس الانتقالي الأسبق، عبدالحفيظ غوقة، أن أي محاولة لتشكيل حكومة جديدة لن تتحقق ما لم تكن مدعومة من قبل الأمم المتحدة التي لا تزال توفر الغطاء الشرعي لحكومة الدبيبة رغم انتهاء صلاحياتها القانونية وفق ما ورد في الاتفاق السياسي، وحجب الثقة عنها من قبل مجلس النواب.
في الأثناء، أكّدت مصادر مطلعة أن البعثة الأممية تعمل على عدد من الأهداف، وأن دعم الأمم المتحدة حكومة جديدة يتفق عليها مجلسا النواب والدولة أمر ممكن، شريطة التوصل إلى توافق على النقاط الخلافية في القاعدة الدستورية. ولتجاوز الخلاف، قال عقيلة صالح، إن ما يتم الاتفاق عليه في شأن القاعدة الدستورية سيتم إنجازه، وما يُختلف فيه سيترك للشعب للاستفتاء عليه، مشيراً إلى اتفاق كبير بين رئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الدولة على إعادة تشكيل المؤسسات السيادية الخاضعة لسلطة البرلمان، على أن يتم الفصل في هذا الأمر في الأيام المقبلة، بالإضافة إلى تكوين سلطة واحدة في ليبيا.
وتستهدف اجتماعات القاهرة التوصل لقرارات حاسمة بين السلطتين التشريعيتين المنبثقتين من اتفاقيات الصخيرات، وتحت غطاء الأمم المتحدة، وفي ظل تنسيق كامل مع الاتحاد الأفريقي الذي يتابع جميع المستجدات على قاعدة التأسيس لظروف ملائمة لتحقيق المصالحة الوطنية والسير نحو الاستحقاق الانتخابي. ووفق مصادر مقرّبة من مجلس النواب، فإن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة بات قريباً، إلا أن التحدي الكبير يتمثّل في كيفية توفير إجماع إقليمي ودولي عليها. ويرجح محللون، أن يكون اجتماع تونس انعكاساً لتفاهمات بين الفرقاء الليبيين وأطراف إقليمية ودولية لتوفير أفضل الظروف التي ستمكن من تجاوز حالة الانقسام في المؤسسة العسكرية منطلقاً أساسياً لأي حل سياسي مرتقب.
أبوالغيط يؤكد لباتيلي دعم جهود إنهاء الأزمة الليبية عبر حل ليبي- ليبي
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، دعمه جهود الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم للدعم في ليبيا، عبدالله باتيلي، وكذلك كل الجهود لإنهاء الأزمة في ليبيا عبر حل ليبي- ليبي.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه باتيلي مع أبوالغيط لاستعرض الاتصالات التي يجريها مع الأطراف المعنية في ليبيا وعلى المستوى الإقليمي؛ سعيا لإنجاز الاستحقاق الانتخابي بناءً على قاعدة دستورية متفق عليها، جنبا إلى جنب مع تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع الأطراف الليبية، وفق بيان صادر الجامعة العربية.
وقال الناطق باسم الأمين العام للجامعة العربية، جمال رشدي، إن أبوالغيط ناشد الأطراف الفاعلة في ليبيا التجاوب مع مساعي إنهاء الأزمة حفاظا على وحدة البلاد وسيادتها واستقرارها.
ونهاية أكتوبر، عرض أبوالغيط، على باتيلي، «عناصر الموقف العربي من الملف الليبي» وذلك خلال استقباله بمقر إقامته في الجزائر على هامش فعاليات الدورة 49 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
وحسب بيان صادر عن الجامعة، فقد جدد أبوالغيط خلال المقابلة الترحيب بباتيلي، وأكد دعم جامعة الدول العربية لمهمته و«قدم عرضا لعناصر الموقف العربي من الملف الليبي، لا سيما ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع قاعدة دستورية تجرى على أساسها الانتخابات، وأهمية الشروع باتخاذ الخطوات التنفيذية اللازمة لإنجاز هذا الاستحقاق». كما جدد «المطالبة بخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية كافة من الأراضي الليبية».
واتفق أبو الغيط وباتيلي «على مواصلة العمل والتنسيق الوثيق، بين الجامعة العربية والمنظمة الأممية، من أجل إيجاد مسار للحل في ليبيا يفضي إلى إجراء الانتخابات وصيانة وحدة البلاد ومؤسساتها».
مصر تشدد على إتمام المسار الدستوري وإجراء الانتخابات في ليبيا
أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، أهمية إتمام المسار الدستوري وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية من أجل إنهاء الأزمة في ليبيا.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن شكري شدد خلال اللقاء، الذي عقد في القاهرة، على ضرورة “الملكية الليبية للحل، وأهمية احترام المؤسسة التشريعية المنتخبة”.
وذكر شكري أنه “لا مجال لتنفيذ الاتفاقيات القائمة والالتزام بالاستحقاقات القانونية والسياسية دون وجود آليات محددة وأطر زمنية للتنفيذ، ومتابعة حثيثة من جانب المجتمع الدولي للأطراف المسؤولة عن التنفيذ”.
وأوضح أن ذلك “يتطلب أيضا تنفيذ المقررات الأممية والدولية الخاصة بخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا في مدى زمني محدد”، مؤكدا أهمية دعم مهمة اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5).
وأشار البيان إلى أنه جرى الاتفاق على “تكثيف العمل نحو دفع الحل السياسي الليبي – الليبي بما يحقق الأمن والاستقرار والرخاء في ليبيا”.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب