رأي

ثائر نوفل أبو عطيوي يكتب.. قطار المصالحة وطول رحلة التنقل والسفر

الكاتب مستشار وحدة الدراسات الفلسطينية بمركز العرب للدراسات والأبحاث

ويستمر قطار المصالحة الفلسطينية بالتنقل بين البلدان العربية والعواصم العالمية للبحث عن قواسم مشتركة سياسة لعلها تمكن عجلات القطار من الوصول إلى المحطة الرئيسية ألا وهي الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام الذي تعمق جذوره وطالت حكايته وفصوله في ظل وطن مازال يبحث عن الحرية والتطلع لإقامة الدولة والانعتاق من الاحتلال.

يصل قطار المصالحة الفلسطينية هذه المرة للجزائر العاصمة ، الدولة التي نكن لها وكافة شعبنا كل الوفاء والاحترام والمحبة والتقدير ، لأنها الجزائر الحاضنة الوطنية للثورة الفلسطينية ، والتي لم تبخل يومًا على مناصرة ومؤازرة وتأييد شعبنا وعدالة قضيته على طريق الحرية والاستقلال.

قطار المصالحة الذي لم يتوقف عن الحركة والمسير لسنوات طوال من أجل احداث ايجابية التعيير وواقعية التأثير عبر الجولات والصولات التي لا تحصى ولا تعد ، التي كانت العاصمة المصرية القاهرة ومازالت الحاضنة الرئيسية له ، والتي لها كل الشكر والتقدير والعرفان والوفاء ، قد وضعت الأسس والقواسم المشتركة الوطنية منذ زمن ،على أمل التئام جرح الانقسام مع الأيام ، وعودة الوئام وفض كل أشكال النزاع والخصام ، من أجل تشجيع المكون السياسي الفلسطيني بأكمله على النهوض والتقدم خطوة للأمام نحو التطلع للحرية وفجر الدولة الفلسطينية المستقلة.

جولات وصولات المصالحة الفلسطينية لم تُحْدث الفرق ولا التغيير ولا حتى التأثير في ايجاد قواسم مشتركة سياسية ايجابية من الممكن التعويل عليها، أو حتى مجرد فكرة البناء عليها ، وهذا يعود لعدة أسباب ، من أهمها عدم النظر من أصحاب الشأن الفلسطيني بعين الأهمية والمسؤولية للقضية الوطنية الأساسية ألا وهي أن لازال شعبنا يرزح تحت وطأة الاحتلال، فلهذا ومن المنطق والموضوعية ألا يكون بين مكونات شعبنا وفصائله أي نزاع أو خصام أو انقسام ، وأن تكون الوحدة الشعار الدائم والقائم بين كافة مكونات شعبنا وفصائله وأطيافه في ظل الاحتلال وتطلعنا جميعاً للحرية والاستقلال.

قطار المصالحة الفلسطينية ومسيره ومسيرته المطولة بين العواصم العربية والعالمية ، يحتاج إلى محطة توقف وطنية جادة تنظر للواقع الفلسطيني العام بعين الشمولية لا بعين الأجندات الخاصة والفئوية ولا بعين الشروط ولا الاشتراطات ولا الاملاءات التي تعرقل عجلات وصول قطار المصالحة لمحطته الرئيسية الوحدة الوطنية ، لأن المصالحة في الأساس تحتاج لنوايا صادقة خالصة مستقلة فلسطينية، تؤمن ايماناً عميقاً وراسخاً بالوجع الوطني من طوال سنوات الانقسام ، وتأثيراته السلبية التي ألحقت في القضية وعدالتها وتراجعها على كافة الصعد والمستويات، وفي المحافل العربية والدولية.

علي الفصائل الفلسطينية المجتمعة قاطبة أن تدرك وطنياً أن الجزائر وشعبها الحر العظيم كان ومازال وسيبقى من أهم الشعوب العربية المناصرة والداعمة بكل عزم وقوة للإرادة النضالية الفلسطينية الساعية والمتطلعة للحرية واقامة الدولة المستقلة

قطار المصالحة ووصوله للعاصمة الشقيقة الجزائر كان له النصيب ، فلهذا علي الفصائل الفلسطينية المجتمعة قاطبة أن تدرك وطنياً أن الجزائر وشعبها الحر العظيم كان ومازال وسيبقى من أهم الشعوب العربية المناصرة والداعمة بكل عزم وقوة للإرادة النضالية الفلسطينية الساعية والمتطلعة للحرية واقامة الدولة المستقلة ،الذي يتطلب عليه من الفصائل الفلسطينية الأخذ بعين الاعتبار والجدية والمسؤولية الوطنية بأهمية احتضان الجزائر لقطار المصالحة على طريق تجسيد واقع الوحدة الفلسطينية قولاً وفعلاً.

قبل الختام : لعل الفصائل الفلسطينية التي وصلت بقطارها من أجل المصالحة للعاصمة الجزائرية تدرك بأن الجزائر من أهم الحاضنات العربية للقضية ، وأن اعلان وثيقة الاستقلال واعلان قيام الدولة الفلسطينية كان من الجزائر العروبة ، الذي من المفترض بديهياً أن يتم فلسطينياً اكمال الشطر الثاني من بيت القصيد الوطني في اعلان المصالحة واتمام الوحدة.

في الختام : الوحدة الفلسطينية في الجزائر الشقيقة على مرمى حجر، ولكن تحتاج هذه المرة فلسطينياً إلى بُعْد نظر وأخذ الدروس والعبر، من أجل أن لا تطول رحلة قطار المصالحة في التنقل والسفر.

بعد ان تناولنا موضوع قطار المصالحة الفلسطينية يمكنك قراءة ايضا

برتوكول تعاون بين الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وجامعة التراث العراقية ببغداد

المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء يكتب.. ثورة الروح

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى