مصعب العدوي يكتب.. مصر حديقة في قلب الحريقة
تعيش مصر في مرحلة حرجة تواجه فيها تحديات متعددة من جميع الاتجاهات، حيث تؤثر الصراعات المحيطة بها بشكل مباشر على استقرار الدولة. يمكن القول إن مصر تعيش في حالة من “الحرب الخفية” نتيجة لهذه التحديات، التي تشمل الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة العربية.
وسوف نتناول الورقة البحثية في عدة نقاط:
فلسطين و مخطط التهجير.
إسرائيل تنفذ مخطط التهجير.
الخلفية التاريخية لتقسيم سوريا.
سوريا وتنفيذ مخطط التقسيم.
تحليل الوضع على ارض الواقع.
فلسطين ومخطط التهجير:
اسفرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية في نوفمبر 2022 بدورتها الخامسة والعشرين لبنيامين نتنياهو فرصة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية للمرة السادسة لرئاسة الحكومات الإسرائيلية.
و في ضوء المستجدات والتغيرات علي شكل الحكومة الإسرائيلية خاض نتنياهو نقاشات مع شركائه في اليمين الإسرائيلي مع تحالف الصهيونية الدينية بشان السيطرة علي الضفة الغربية وتنفيذ احكام الإعدام بحق الفلسطينيين من منفذي العمليات الاستشهادية ضد قوات الاحتلال والكثير من الصلاحيات التي تنتهك حقوق الفلسطينيين.
واستكمالا للاتفاقيات بين نتنياهو و أحزاب الصهيونية الدينية أعلنت القناة 12 الإسرائيلية، حصول رئيس حزب الصهيونية الدينية المدعو (بتسلئيل سموتريتش) علي تعهد من نتنياهو علي ضم قوات الاحتلال أراضي فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وفرض السيادة الكاملة لقوات الاحتلال عليها ونص الاتفاق والتعهد الائتلافي بين الطرفين علي انه لشعب إسرائيل حق طبيعي في ارض إسرائيل وذلك في ضوء الايمان بالحق المذكور ببسط السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة كما نص الاتفاق غلي منح المستوطنين في الضفة المحتلة تسهيلات ضريبية علي غرار سكان المستوطنات الأخرى، كما ينص الاتفاق الائتلافي علي العمل فور تشكيل الحكومة علي ربط البؤر الاستيطانية العشوائية بالمياه والكهرباء لغرض انشاء وتخطيط البنية التحتية علي ان تتم تسوية البؤر خلال 18 شهرا من عمل الحكومة الجديدة.
إسرائيل تنفذ مخطط التهجير:
يظهر جليا منذ تولي رئيس دولة الاحتلال وما قام بإبرامه مع أحزاب اليمين الدينية بالاتفاق علي التوسع وبشكل خاص قطاع غزه وما قام به من تيسيرات ضريبية علي قانتي المستوطنات الجديدة علي نيه إسرائيل من البداية الي تهجير قطاع غزه الي سينا و الأردن ولبنان وسوريا لاستكمال مخططتهم الديني ولم تكن حرب 7/10/2023 الا اداه لفتح النار علي قطاع غزه وهذا ما يدل علي وجود مخطط خفي بين حركة حماس و حكومة الاحتلال لتمكين الأخيرة للدخول وبقوه الي قطاع غزه والذي يدفع الثمن الان هم قاطني قطاع غزه وعلي الرغم من ظهور الكثير من الاعلام الغربي والعبري الذي يظهر تعجبه علي ما حدث يوم 7 أكتوبر من اختراق امني لم يسبق له مثيل من بعض الافراد يستخدموا اسلحه وأدوات بدائية بالنسبة لما تمتلكه دوله الاحتلال.
سوريا ومخططات التقسيم:
بدأت الثورة الشعبية بسوريا في مارس 2011 نظر لتدهور الحياة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد الا انه ان الحكومة آنذاك واجهت تلك الاحتجاجات بالقوة الغاشمة التي أدت الي مقتل الالاف من المواطنين الأبرياء وتهجير الملاين من المواطنين خارج سوريا حتي وقتنا هذا وبعد تدخل روسيا في صف الحكومة السورية في عام 2015 أوقفت كل السبل المعارضة للنظام السوري وكانت سندا قويا وداعما للنظام السوري وبين عشية وضحاها انسحب الدعم الروسي للنظام السوري بل و هروب رئيس النظام السوري عن البلاد دون معرفة وجهته و تركة للدولة بدون اي مقاومه تذكر لجيش النظام السوري.
الخلفية التاريخية لتقسيم سوريا:
أبرم وزير الخارجية البريطاني مارك سايكس اتفاقاً سرياً مع نظيره الفرنسي مارك سايكس في شهر مايو ١٩١٦ لتحديد مناطق نفوذ دولتيهما في المشرق العربي، ونصت المعاهدة في صيغتها النهائية على منح فرنسا كلاً من: الموصل وسوريا ولبنان، ومنح بريطانيا جنوب بلاد الشام والعراق.
وتم اعتماد الخريطة السياسية للمشرق العربي من خلال وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين عام 1٩١٧، ومعاهدة «سيفر» التي قسمت منطقة الهلال الخصيب وفق أطماع القوى الأوروبية عام ۱۹۲۰ ومعاهدة سان ريمون» التي نصت على وضع سوريا والعراق تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني تباعا في العام نفسه وإمعاناً في تفتيت المشرق العربي وضعت السلطة الفرنسية خطة فرز طائفي للمنطقة: فأعلنت إنشاء دولة لبنان ودولة حلب ودولة العلويين، ودولة جبل الدروز ودولة دمشق التي اتخذت من العاصمة اسما لها، كما فرضت نظامي إدارة محليين في إقليم الجزيرة وسنجق الاسكندرون وسرعان ما تبين للانتداب الفرنسي صعوبة الاستمرار في إدارة خمسة أجهزة حكم مستقلة، فانضمت دولتا حلب ودمشق عام ١٩٢٤ ، واتخذ قرار ضم مناطق الدروز والعلويين للدولة السورية في ۱۹٣٦ ، وأخذ الإقليم صورته النهائية بدولة لبنانية مستقلة، وبقيت الجمهورية السورية على الوضع القائم اليوم بعد ضم لواء الاسكندرونة إلى تركيا عام ۱۹۳۹.
وفي خصم حالة الفوضى التي انتابت الدول العربية عام ۲۰۱۱؛ عاد الولع الغربي بخريطة المنطقة؛ إذ بدأت تظهر رسومات جديدة وخرائط مستحدثة لإعادة تقسيم المشرق العربي وفق مصالح القوى الدولية المتنافسة.ففي محاضرة بمدرسة : جيرالد فورد للسياسة العامة طرح عراب السياسة الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر فكرة تقسيم سورية على أسس إثنية وطائفية وسرعان ما لقيت هذه الدعوة أصداءها في أروقة مراكز الفكر الغربية وبعض الجهات الرسمية التي بدأت تدعو علنا إلى حل الأزمة السورية عبر تقسيم البلاد حيث اقترحت خريطة نشرها «معهد دراسات الحرب» تقسيم البلاد إلى رقعة شمالية شرقية يسيطر عليها الأكراد، وأخرى وسط وشمال غربي البلاد نطر عليها المعارضة السنية حلب، وثالثة يسيطر عليها النظام الحلوى وتتضمن محافظات وحمص واللاذقية
سوريا وتنفيذ مخطط التقسيم
بعد اعادة تولي ترامب نحن في مرحلة توافق الكبار على تقاسم النفوذ مما يضعف قدرة القوى الإقليمية على المناورة حيث تكون فيه تركيا الطرف الذي يحاول الجميع استمالته وأياً كانت كانت طبيعة التنافس فإن تقسيم سوريا وغيرها من البلاد العربية مخطط صهيوني قديم يتجدد كل حين.
ويدخل المتآمرون على الأمة بين زمن وآخر تعديلات عليه بحسب المتغيرات، ولكن جوهر التقسيم يكاد يكون واحدا، وهو تفتيت المنطقة كي لا تقدر تحت أي تطورات مستقبلية أن تتوحد في وجه التحديات والأخطار، ومثلما وجدت المخططات القديمة للتقسيم بشأن العراق طريقها للتنفيذ بعد غزوه الولايات المتحدة الأمريكية العراق عام ٢٠٠٣م بالتنسيق مع إيران والمعارضة الشيعية العراقية سعت إيران لتحويل نتائج الغزو الحسابها.
فاستفادت من كل الخطوات التي أقدم عليها الأمريكيون؛ بدءاً من تحطيم القوة العسكرية العراقية وانتهاءً بإسقاط النظام ومروراً بتغيير البنية السكانية على حساب المكون السني، وتغيير الدستور العراقي على الهوى الشيعي، وإعادة بناء الجيش العراقي على أسس طائفية مجافية للسنة ومحابية للشيعة، وقد كان لإيران ما أرادت من خطف نتائج الغزو لحسابها وصار العراق مدة تحت وطأة احتلال مزدوج أمريكي إيراني، ثم عادت إيران لترتيب أوضاعها، كي يتعاظم نفوذها تحت المظلة الأمريكية.
تحليل الوضع على الأرض الواقع!
في فلسطين:
قامت إسرائيل بتدمير حوالي 80٪ من البنية التحتية لقطاع غزة، مما جعله غير قابل للسكن، وحولت نحو 2 مليون نسمة إلى لاجئين يعتمدون على المساعدات الغذائية والإنسانية من المنظمات الدولية. كما قسمت إسرائيل القطاع إلى قسمين، شمال وجنوب، مما أدى إلى تحول غزة إلى منطقتين منفصلتين، وأقامت قاعدة عسكرية دائمة هناك. إضافة إلى ذلك، ضمت إسرائيل حوالي 10 كيلومترات من مساحة الشريط الحدودي لغزة، وحولتها إلى منطقة عازلة، مما أدى إلى تقليص مساحة القطاع بنسبة 32٪. كما قامت إسرائيل بقتل كل من إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومعظم القادة الآخرين، معتبرة أن فترة صلاحيتهم قد انتهت.
في لبنان:
قامت إسرائيل بقتل حسن نصر الله ومعظم قادة حزب الله تقريبًا لنفس السبب (انتهاء فترة صلاحيتهم). كما احتلت جنوب لبنان، مما أدى إلى تهجير سكان بعض القرى، وضمت منطقة جنوب نهر الليطاني بالكامل لتكون حاجزًا طبيعيًا بينها وبين لبنان، مما يمنع إطلاق صواريخ محتملة في المستقبل. وفي خطوة لاحقة، من المتوقع أن تستقر الأوضاع وتقوم إسرائيل بضم الأراضي التي احتلتها في الجنوب اللبناني على غرار ضمها للجولان.
في سوريا:
أسقطت إسرائيل نظام الأسد، الذي كان الداعم الرئيسي لحزب الله وحماس من خلال المال والسلاح، مما أدى إلى تحييد سوريا عسكريًا لعقود قادمة. كما احتلت القنيطرة وجبل الشيخ وجزءًا من درعا، وهي في طريقها لضمها إلى الجولان. أصبحت إسرائيل متواجدة بشكل دائم داخل سوريا، حيث ترفع العلم الإسرائيلي على بعد 25 كيلومترًا فقط من دمشق، التي يحكمها حاليًا عناصر من تنظيم القاعدة وجبهة النصرة مع تنظيمات إرهابية أخرى، الذين أعلنوا استسلامهم وخضوعهم الكامل لإسرائيل، التي كانت في الأصل وراء نشأتهم وزرعهم، ورغم كل ذلك، لا تزال قناة الجزيرة وجميع قنوات الإخوان تردد أن هذه النكبة الثانية تُسمى “نصرًا”!
في النهاية، ومع وصول ترامب إلى السلطة،و أهداف قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف قد تتحقق، والتي كانت تهدف أساسًا إلى التهجير الكامل لسكان غزة أو الإبادة الجماعية لهم، مع الاحتلال الكامل لغزة وضم الضفة الغربي.