فلسطين في أسبوع.. الاحتلال يعقد مسارات التفاوضي واليمن المتطرف يرفض قيام دولة فلسطينية
القدس- ثائر نوفل أبو عطيوي
رغم مرور أكثر من 10 أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الفلسطيني إلا أن مسارات التفاوض لا تزتال معقدة بسبب تعنت قادة الاحتلال الرافضون لوقف الحرب وإنهاء المعاناة في غزة، وهو ما دعا أطرافا عربية وغربية تتهم حكومة نتنياهو بتعمد عرقلة المفاوضات والسعي لإنهاء حلم قيام الدولة الفلسطينية عبر مزيد من الأزمات وإطالة أمد الحرب في القطاع الذي بات غير قابل للحياة، وتزامن ذلك مع تحذيرات مصرية وعربية بخطورة التصعيد في المنطقة، وسط مخاوف من قيام حرب إقليمية قد تدخل المنطقة كلها في نفق مظلم.
اقرأ أيضا: فلسطين في أسبوع.. الاحتلال يعقد مسارات التفاوضي واليمن المتطرف يرفض قيام دولة فلسطينية
عقبات نتياهو أمام اتفاق وقف إطلاق النار
أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي، بوجود “عقبتين رئيسيتين” أمام المفاوضات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، الذين تحتجزهم حماس منذ هجوم 7 أكتوبر.
وأوضح المصدر: “عقبتان رئيسيتان في المحادثات: أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، والثانية إنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال”، مشيرا إلى أن حركة حماس ترفض المطلبين.
وأضاف: “الجانب الإسرائيلي قدم خلال المحادثات، بناء على أوامر (رئيس الوزراء الإسرائيلي) نتنياهو، خريطة أظهرت أن إسرائيل قلصت بعض قواتها ولكنها ما تزال تنشرها على طول ممر فيلاديلفيا. رفض المصريون هذه الخطة”.
وأبرز “أكسيوس” أن “نتنياهو يرفض إعطاء مفاوضيه مساحة كافية لإبرام صفقة”.
من جهتها، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “المصريين رفضوا نقل الموقف الإسرائيلي المتعلق بمحور فيلادلفيا إلى حماس”.
وأوضحت: “ستكون مسألة محور فيلادلفيا في قلب المناقشات التي سيجريها بلينكن غدا في القاهرة وسيحاول إيجاد حلول لهذه المسألة “.
وكان بلينكن أعلن، الإثنين، أن نتنياهو أكد له أنه يدعم الاقتراح الأميركي لتقليص الفجوات لوقف إطلاق النار في غزة، وطالب حماس بالموافقة عليه.
وأفاد بلينكن للصحفيين: “خلال اجتماع بنّاء جدا مع رئيس الوزراء نتنياهو اليوم، أكد لي أن اسرائيل توافق على اقتراح تقليص (الفجوات). إنه يدعمه. من واجب حماس الآن أن تفعل الأمر نفسه”.
وأضاف: “ما أقوله لحماس ولقيادتها هو أنه إذا كانت مهتمة حقا بالشعب الفلسطيني الذي تزعم بأنها تمثّله بشكل ما، فينبغي أن تقول +نعم+ لهذا الاتفاق، وستعمل على تفاهمات واضحة بشأن كيفية تطبيقه”، وذلك غداة اتهام حماس نتنياهو بعرقلة جهود الوساطة.
ودعت حماس الوسطاء إلى تطبيق مقترح عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن في أواخر مايو، واعتبرت أن مقترح تقليص الفجوات “يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها”، مشددة على أنه يتحمّل “كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء”.
كما نقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين الإسرائيليين والمصريين والقطريين، أنهم “لا يثقون في نتانياهو كما يفعل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ويشعرون بأن نية رئيس الحكومة هي استمرار الحرب”.
وقال فرانك لوينشتاين، وهو أحد المفاوضين في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن “نتانياهو كان واضحا تماما لأشهر، بأنه لا يمتلك أي نية تنفيذ اتفاق المراحل الثلاث بالكامل، والذي يعني إنهاء الحرب”.
وأضاف لواشنطن بوست: “على الرغم مما قاله للوزير بلينكن، يبدو جدا أنه لا يرغب حقا في وقف إطلاق نار مؤقت وإطلاق سراح الرهائن”.
مقترح أمريكي جديد
والجمعة، ذكرت هيئة “البث الإسرائيلية”، الجمعة، أن الولايات المتحدة قدمت مقترحا يتعلق ببعض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تدور مفاوضات حوله منذ أشهر بين إسرائيل وحركة حماس، دون تحقيق انفراجة.
ووفقا لمصادر الهيئة، فإن المقترح الأميركي، الذي قالت إنه سيشكل “الأساس لقمة الأحد في القاهرة”، يتضمن “تقليص عدد القوات الإسرائيلية التي ستتواجد في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) بشكل ملحوظ، بحيث يبقى عدد قليل من نقاط المراقبة”.
كما يشمل “زيادة عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم (من قبل حركة حماس) كل أسبوع”.
وكان “المقترح الأصلي ينص على إطلاق سراح 3 رهائن أسبوعيا، بينما في الاقتراح الحالي ارتفع العدد إلى 4″، حسب هيئة البث الإسرائيلية، وذلك “مقابل تخفيض كبير في عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، والذي سيكون لإسرائيل حق النقض عليه”.
تقدم متواضع أم مفاوضات أكثر تعقيدا؟
وفي تقرير آخر لإذاعة الجيش الإسرائيلية، قال مصدر مطلع على المفاوضات في القاهرة، إنها كانت “بناءة”.
وأوضح التقرير الذي نقلت تفاصيله صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، واعتبرت أنه يحمل إشارة “تقدم متواضع”، أن المفاوضات شهدت تقدما فيما يتعلق بتقليل الفجوات بين إسرائيل ومصر بشأن معبر رفح، الذي توقف عن العمل منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه في مايو.
وأكد نتانياهو مرارا على أنه يجب أن يكون هناك “وجود إسرائيلي في محور فيلاديلفيا، لمنع إعادة تسليح حماس”، فيما ترى الأخيرة ومصر أيضًا أنه يجب أن تنسحب القوات الإسرائيلية من تلك المنطقة بالكامل.
وعلّق بلينكن والوسطاء من مصر وقطر آمالهم على اقتراح أميركي يهدف إلى تضييق الفجوات بين الجانبين في الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، بعد توقف المفاوضات، الأسبوع الماضي، دون تحقيق تقدم.
كاتس: لن نسمح بقيام دولة فلسطين
ورأى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن تل أبيب “لن تسمح بقيام دولة فلسطينية”، معتبرًا أن “إيران وحماس سيطرتا على القضية الفلسطينية”.
وادعى في منشور على منصة “إكس” أن “الدولة الفلسطينية تعني وجود قاعدة إيرانية في غزة والضفة الغربية، تمامًا كما هو الحال في لبنان واليمن وسوريا والعراق، ما يهدد المراكز السكانية ومسارات الطيران وطرق الشحن والمراكز الاقتصادية في إسرائيل”.
وتابع وزير الخارجية الإسرائيلي: “لا يمكننا السماح بحدوث هذا”.
وتعارض الحكومة اليمينية الإسرائيلية قيام دولة فلسطينية، بينما تدعو أغلب دول العالم إلى قيام دولة فلسطينية.
وبموازاة المواقف المتطرفة التي تخرج عن أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية، تبرز خلافات عديدة بين أعضائها، حيث اتهم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير بأنه “عديم المسؤولية ويشكل خطرًا على الأمن، بينما يقوم رئيس الشاباك رونين بارب بواجبه”.
وكان رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) قد حذّر نتنياهو وغالانت، من اتساع ظاهرة “الإرهاب اليهودي” في الضفة الغربية، ما دفع وزير الأمن القومي إلى الانسحاب غاضبًا من اجتماع وزاري.
في المقابل، رد بن غفير على غالانت قائلًا: “وعدتم بإعادة لبنان إلى العصر الحجري وأنتم تعيدون الشمال إلى العصر الحجري”.
ومع تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية، أصدر غالانت بيانًا أعلن فيه استدعاء جنود الاحتياط الذين تركوا الخدمة وهم في سن الخدمة.
وقبل ذلك، صدر بيان عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقول فيه إن هيئة الأركان العامة في الجيش عقدت ما أسماه “يومًا عملياتيًا شاملًا” للاستعداد على جبهة الشمال، برئاسة رئيس الأركان هرتسي هاليفي وكبار الضباط منهم قائد منطقة الشمال، وقائد سلاح الجو، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، ورئيس هيئة العمليات.
فلسطين تطالب مجلس الأمن بوقف الحرب على غزة فورا
طالبت فلسطين -الخميس- مجلس الأمن الدولي بوقف فوري للحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، سواء كان ذلك عبر اتفاق بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أو بدونه.
جاء ذلك خلال كلمة مندوب دولة فلسطين بـالأمم المتحدة رياض منصور في مجلس الأمن خلال جلسته الشهرية بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط وفلسطين، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وقال منصور “يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار الآن، ودون أي شروط أخرى ومطالب سيئة النية تهدف بوضوح إلى عرقلة جهود وقف إطلاق النار”.
وخاطب أعضاء المجلس قائلا “متى ستتحركون؟ سواء كان هناك اتفاق أو لم يكن، ليس هناك عذر لاستمرار إسرائيل في قتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء”.
ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، من خلال إصراره على استمرار الحرب وعدم الانسحاب من محوري فيلادلفيا على حدود مصر، ونتساريم وسط القطاع.
وبشأن زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المحتملة إلى قطاع غزة، قال منصور إن “الهدف منها الاطلاع على الأهوال التي يعيشها شعبنا”.
كما دعا مندوب فلسطين أعضاء المجلس إلى الدعم والضغط من أجل تأمين زيارة عباس إلى قطاع غزة والعمل بشكل عاجل لوقف الإبادة الجماعية ووقف الجرائم التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب