رأي

الدكتورة غادة جابر تكتب..  مشاهد من غياب القانون وإجرام الاحتلال في غزة

الكاتبة نائب رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات

توصيف دقيق

عندما نبحث عن وصف دقيق لما يحدث في غزة، من مجازر وجرائم وحشية ضد أهلينا في القطاع، لا بد أن نعطيها التسمية العلمية الصحيحة، فهي ليست حربا، لأن مسمى الحرب ينطبق فقط على الجيوش النظامية وليست الميليشيات الإجرامية مع المدنيين العزل، ولذلك، الوصف السياسي الصحيح للوضع القائم ومجازر الاحتلال يؤكد أنها حرب عصابات إجرامية تجاوزت القانون الدولي والإنساني.

أهداف الاحتلال

إن هدف الاحتلال هو بث الرعب والذعر في نفوس أهالي غزة، والتغطية على ما حدث يوم 7 أكتوبر، وعلى الرغم من كل ما قام به من إجرام فإنه فشل في مساعيه في ظل تمسك أهالي غزة بوطنهم وتفويت الفرصة على الاحتلال وعدم تكرار الخطأ التاريخي الذي حدث في عام 48.

مخطط صهيوني

لقد سعى رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو إلى تنفيذ مخطط صهيوني معد مسبقا، وهو تهجير أهالي القطاع إلى الأراضي المصرية (سيناء)، لكن تمسك أهالي غزة بالأرض وموقف القيادة السياسية في مصر القوي والجاد الذي ظهر في تصريحات فخامة الرئيس السيسي التي قال فيها: “نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتصفية القضية بطريقة غير عادلة”، وهو الموقف التاريخي لمصر التي فوتت الفرصة على كل المتربصين بفلسطين والشعوب العربية.

تمرير التزييف

في عصر السماوات المفتوحة التي تستطيع من خلالها الاطلاع بالصوت والصورة على كافة الأحداث والتفاصيل، سيكون من الصعب على أي دولة تزييف الحقائق وتعمية الجماهير، لأنك ببساطة ستقف عاجزا عن تمرير التزييف كل الوقت، حتى لو استطعت تمريره بعض الوقت، وهذا ما حدث في الاعتداء الصهيوني الإجرامي على أهالينا في غزة.

الكاميرات ترصد وتفضح

إن ما رصدته الكاميرات وتناقله العوام من الناس الذين تعرضوا لحرب إبادة ممنهجة في قطاع غزة، عجز نتنياهو ومن معه عن تزييفه، حتى وإن استطاعوا خداع الرأي العام العالمي جزءا ضئيلا من الوقت حتى ظهرت الحقائق كاملة من خلال المشاهد والصور والفيديوهات والاستهداف الإجرامي للمستشفيات والمدارس ودور العبادة والمصانع والمتاجر.

إعلام الإنسانية

لقد استطاع الإعلام الإنساني الحقيقي أن يوضح الحقائق فثارت الشعوب ورفضت الإجرام وتظاهرت وغضبت، مما دفع المنظمات الدولية أن تعود إلى صوابها، وها هو الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيرش” يتحدث بعبارات إنسانية ويدين الاحتلال، مما جعل إسرائيل تثور عليه كونه يتحدث بلسان الوضع الإنساني، بقلقة حول الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة، وحذر من العقاب الجماعي للفلسطينيين رداً على حماس.

تصرفات المحتل

لقد ظن المحتل الغاشم أنه سيستمر في تضليله للرأي العام، وهو ما دفع منظمة العفو الدولية أن تجمع مليون توقيع من نشطاء ومسؤولين حقوقيون حول العالم للمطالبة بوقف المجازر، كما واصلت قوات الاحتلال إجرامها باستهداف سيارات الإسعاف والمساعدات القادمة من الكويت لأهالي القطاع وهو الأمر الذي فضحته كاميرات الصحفيين في غزة، ناهيك عن مسلسل الجرائم المستمر.

إحصائيات إجرامية

نرصد كل يوم تزايد عدد الشهداء، الذي وصل حتى اللحظة التي أكتب فيها إلى أكثر من 16 ألف شهيد، 70% منهم أطفال ونساء، الأمر لم يمر مرور الكرام، رغم أن ما رحلوا كرام، فلقد قتل المحتل البراءة وأنهى المستقبل وظلم الحاضر بكل هذا الإجرام، ولن تنتهي المهازل الإجرامية التي فقد فيها المحتل الإنسانية، وانتهك القانون الدولي الإنساني، ونكتفي بهذا على أن نستكمل في العدد المقبل جرائم الاحتلال في غزة، عاشت غزة العزة.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى