الرئيسيةرأي

عماد اليماني يكتب.. القائد المبدع والمدير المنفذ.. الحلقة (الأخيرة)

الكاتب العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات

تنمية المهارات

على مدار ستة أشهر كاملة، وفي أول إطلالة لي على القارئ، واختياري لموضوع شائك تناوله العديد من المتخصصين والباحثين والعلماء في مجال علوم الإدارة والتدريب والتأهيل، وهو (استراتيجية بناء الإنسان وتنمية المهارات)، أردت أن أخوض تحديا جديدا، وهو أن أتناول هذا الموضوع بشكل مختلف، من خلال مقالات متصلة منفصلة، تتحدث عن بناء الإنسان، هذا المفهوم الذي يتطلب الحديث عن أمور عدة، منها التدريب والتأهيل ووضع الاستراتيجيات واتخاذ القرار والمدير الناجح والإدارة التي تقوم على التخطيط، وفي النهاية كان الحديث عن المدير والقائد.

اقرأ أيضا: عماد اليماني يكتب.. تحديد الهدف ومواكبة التطور والانتماء طريق نجاح الإدارة – الحلقة (24)

الكتابة للعوام

وحتى يكون الحديث مختلفا وضعت إطارا للكتابة في المجال، وهو أن أكتب للعوام من الناس، من خلال كلمات ومفردات يفهمها الجميع، ولذلك أختم تلك الحلقات بالحديث عن القائد والمدير، والفرق الجوهري بينهما، وكيف نصل بالمدير إلى درجة القائد.

الإدارة والقيادة 

الإدارة علم وتطبيق، والقيادة مهارة وعلم وتطبيق، وكل قائد يصلح أن يكون مديرا، وليس كل مدير قائدا، وعندما تتوفر القيادة يسهل التنفيذ والتطبيق والاستقرار والتقدم في المؤسسة.

صفات القائد

بشكل عام تتوفر صفات في القائد مهمة تشكل الشخصية، ومنها دائما ما يسعى لتصحيح أخطاء الآخرين فور وقوعها، وبعد ذلك تأتي مرحلة المحاسبة باللين لتجنب الخطأ في المستقبل من خلال النصيحة وليس العقاب، إذ إن هذا القائد يملك شخصية متزنة نفسيا، يحب الجميع، لا يعرف الحقد أو الكراهية، يتمتع بأنه عادل في التعامل مع الجميع.

المدير والقائد

كما أن القائد دائما ما يحاول منح الآخرين صلاحيات معينة، حتى لا تكون كل الصلاحيات في يديه، فهذا أمر يساهم في إنجاز المهام، ويكون فرصة لأن يرى كل الأعمال تنفذ أمامه باحترافية، لأنه إن جمع كل الصلاحيات فلن يستطيع تنفيذ المهام.

الاعتراف بالخطأ

القائد الحقيقي هو الذي يعترف بالخطأ ويكون لديه أهداف عليا للمؤسسة وفريق العمل ولا ينظر إلى أهدافه هو، دائما يتجنب استخدام سلطاته، ويقتصر ذلك على الضرورة فقط، ويضع دائما الأمور في نصابها الصحيح، فلا ينفعل على الأمور البسيطة وفي الوقت نفسه لا يهملها، يملك القائد رؤية واقعية ورسائل هادفة يسعى لتحقيقها.

ومع تلك المقدمة عن صفات القائد يبقى هناك فروق جوهرية بين المدير والقائد لابد أن نتعرف عليها بشيء من التوضيح، ومن تلك الفروق:

فروق جوهرية 

المدير يركز على أداء وإنتاج العامل وتحقيق الأهداف المرسومة دون النظر إلى الحالة النفسية له والاستمرار وحب العمل والتحفيز، وتلك هي الأمور التي يركز عليها القائد، لأنه يرغب في تحقيق الأهداف والاستمرار فيها وتعلق العامل بالمؤسسة وحبها.

المدير يدير المؤسسة من خلال خطة عمل تقليدية لتحقيق الأهداف، في حين نجد القائد يسعى إلى تحفيز العامل وتوجيهه ودعمه نفسيا واجتماعيا حتى يصبح جزءا من المؤسسة، ويحقق في نفس الوقت الأهداف.

المدير لا ينظر إلى العلاقات بين العاملين بقدر ما يسعى إلى تحقيق الأهداف، في حين نجد القائد يشكل فريق عمل وأسرة واحدة تربطهم علاقات اجتماعية قوية.

المدير لا يملك سوى فكر إداري مرتبط فقط بالإنتاج وتحقيق الأهداف، القائد يملك فكرا إبداعيا، يحقق الأهداف ويعالج المشاكل ويخلق الانتماء للمؤسسة.

المدير لا يهتم بمشاكل العمال خارج دائرة العمل، في حين نجد القائد يهتم بهذا الأمر من خلال المشاركة معهم في كل الأمور.

المدير هدفه تنفيذ الخطط بأي ثمن، القائد الهدف تحقيق الخطط وترسيخ الحب وبناء علاقات بين الأفراد.

المدير يدير فريق العمل من خلال تنفيذ تعليمات الإدارة بشكل صارم، في حين يسعى القائد لأن يكون قدوة حسنة للعاملين يلجؤون إليه في الشدة.

القائد يخطط للمستقبل من خلال رؤية واضحة والمدير ينفذ الخطط فقط دون وجود رؤية مستقبلية.

المدير يركز على تحليل الأخطاء وتحديد الأسباب وتطبيق الحلول المناسبة دون إدخال تغييرات جذرية قد تضر العمل، بينما القائد يتعامل مع الأخطاء باحترافية ويجري تعديلات عليها لتحسين الأداء وتجنبها مستقبلا.

الحماس والقدرة

ويبقى القائد هو هذا الشخص الذي يتمتع بالعديد من الصفات الإيجابية مثل الحماس والقدرة على التعامل مع فريق العمل بحنكة واحترافية، حتى يصبح الجميع متآلفين، يسعون بكل طاقة لنجاح العمل، لأن القائد يهتم ببناء العلاقات والتوجيه والتحفيز، ويسعى إلى تحقيق النجاح من خلال قيادة فريق العمل، في حين أن المدير يسعى لتحقيق الأهداف دون النظر إلى طريقة تحقيق الهدف.

القائد مبدع

والخلاصة أن القائد مبدع مبتكر متطور ومتجدد لا يعرف البيروقراطية، ينسب النجاح للفريق ككل وليس له، ويضع نفسه وراء فريقه، والمدير دائمًا ما ينسب نجاح الفريق لنفسه، ويعزو النجاح لتفانيه، متجاهلاً تعب الفريق وحتى إن أمكن بسرقة الأفكار، فهو لا يريد مزاحمة لمنصبه العظيم.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى