عبدالرحمان الأشعاري يكتب.. هزيمة مدوية

قال سعد الدين العثماني

عبدالرحمان الأشعاري يكتب هزيمة مدوية

إن “النتائج التي تحصل عليها الحزب في استحقاقات الأربعاء 08 شتنبر، نتائج غير منطقية، وغير مفهومة وغير معقولة، ولا تعكس الخريطة السياسية، كما لا تعكس موقع الحزب وحصيلته في تدبير الشأن المحلي والحكومي”.

العبارة أعلاه جزء من كلمة العزاء التي ألقاها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية المنتهية ولايته أمام أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي المنعقد في 18 شتنبر 2021 في دورة استثنائية، نافيا أن “تنطبق أطروحة التصويت العقابي على النتائج التي حصل عليها الحزب”، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني للحزب.

البيان الختامى للدورة الاستثنائية للحزب

الأكثر من ذلك، المجلس الوطني المنعقد بمقر الحزب بمدينة الرباط أصدر عقب انتهاء دورته الاستثنائية، بيانا ختاميا، استنكر من خلاله ما أسماه بـ”الخروقات والاختلالات التي شهدتها هذه الانتخابات، سواء ما تعلق بالتعديلات التراجعية التي طالت القوانين الانتخابية أو ما ارتبط بالتشطيبات والتسجيلات المكررة بمناسبة المراجعة الاستثنائية للوائح الانتخابية أو الاستعمال الكثيف للمال”، كما أدان المجلس الوطني في بيانه ما وصفه بـ”التلاعب بالمحاضر، وعدم تسليم بعضها، وتسليم بعضها الآخر خارج مكاتب التصويت، أو التوجيه المباشر للناخبين يوم الاقتراع، أو التأخر غير المبرر في الإعلان عن أسماء الفائزين، وعدم الكشف إلى حد الآن عن النتائج التفصيلية وتوزيع الأصوات”.

تبرير الهزيمة المدوية والفاضحة من حزب العدال

ة والتنمية المغربى

هذا ما لاحظه حزب العدالة والتنمية المغربي واعتمد عليه من أجل تبرير الهزيمة المدوية والفاضحة، التي مني بها في انتخابات 8 شتنبر 2021، غاضا الطرف ومتسترا عن الأسباب الحقيقية التي هوت به في ذلكم المستنقع الكريه، أسباب يعرفها القاصي والداني بما في ذلك الفئات المجتمعية التي لا تتابع ولا تهتم بالشأن السياسي.

“هاز على ظهرو شكوة اللبن ويقول منين جاني الذبان”، هذا المثل الشعبي المغربي وحده هو التوصيف الذي ينطبق على أتباع هذا الحزب، الذي برع فقط في المتاجرة بالدين، فضائح أخلاقية ومشاكل وقضايا بالجملة وتدبير كارثي لملفات وطنية أبرزها ملف الصحة والتعليم والتشغيل والعدل وحقوق الإنسان.

أضف إلى ذلك، الضربة الموجعة التي تلقتها حكومة بنكيران، في وقت سابق، بحيث ذكر بلاغ للديوان الملكي المغربي حينها أن تقرير المجلس الأعلى للحسابات أكد أن التحريات والتحقيقات التي قام بها أثبتت وجود مجموعة من الاختلالات تم تسجيلها في عهد هذه الحكومة، وأن عدة قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية لم تف بالتزاماتها في إنجاز المشاريع، وأن الشروحات التي قدمتها، لا تبرر التأخر الذي عرفه تنفيذ برنامج الحسيمة منارة المتوسط، وهي المرة الأولى التي تتم فيها عملية إدانة حكومة بشكل رسمي وعلني، إذ لم يسبق في تاريخ المغرب الحديث ومنذ عهد حكومة امبارك البكاي إلى اليوم أن تعرضت حكومة لما تعرضت له حكومة بنكيران.

لايمكن لاى حزب ان يمكث اكثر من ولايتين؟!

ثم إن العرف السياسي في المغرب يقتضي أن لا يمكث أي حزب في تسيير الشأن العام أكثر من ولايتين، فالراحل عبدالرحمان اليوسفي المناضل الوطني والكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والوزير الأول الأسبق في عهد حكومة التناوب على جلال قدره وعظيم ما قدم للأمة وللوطن لم تمنح له إلا ولاية واحدة (1997 – 2002)، ورغم ذلك لم يرعد ولم يزبد، دخل الحكومة صامتا وهادئا وخرج منها كذلك، ولم يبد قلقه الخفي إلا وهو خارج المغرب وتحديدا في مدينة “كان” الفرنسية، ليس على نزاهة ومصداقية الانتخابات، ولكن على عدم احترام المنهجية الديمقراطية في انتخابات العام 2002، التي فاز بها حزبه.

إن الحديث عن مصداقية الانتخابات المغربية المنظمة أخيرا، حديث يثير الكثير من السخرية والضحك، لأنه

أولا فارغ من محتواه

وثانيا صادر عن حزب غارق في الفساد حتى النخاع على الرغم من تمسحه بالدين وتصنيفه على أساس أنه حزب إسلامي، ولذلك اعتبر من قبل عدد من الخبراء والباحثين والمتتبعين والمهتمين بمجال السياسة والدين بأنه أسوء حزب مر في التاريخ السياسي المغربي.

رائ الملاحظين والحقوقين المحليين

زد على ذلك، أن كل الملاحظين الحقوقيين سواء المحليين منهم أو القادمين من خارج المغرب من هيئات ومنظمات دولية معروفة أكدوا جميعهم على نزاهة الانتخابات وأنها مرت في أجواء سليمة تتسم بالموضوعية والديمقراطية وحرية الاختيار، بل إن هذه الانتخابات تمت الإشادة بها من طرف دول أوروبية عريقة في العمل الديمقراطي، مما يدل على أن تصريحاتهم المتكررة لوسائل الإعلام المغربية والدولية، ليست سوى تصريحات لتبرير هزيمتهم النكراء وخروجهم المذل من المشهد السياسي.

بعد ان تناولنا موضوع عبدالرحمان الأشعاري يكتب هزيمة مدوية يمكنك قراءة ايضا