“رمضان شهر القرآن” ندوة فكرية لمؤسسة رسالة السلام بباريس
عقدت مؤسسة رسالة السلام، بالتعاون مع المركز الفرنسي الإفريقي للدراسات الاستراتيجية ندوة فكرية، في العاصمة الفرنسية باريس، جاءت تحت عنوان ” رمضان شهر القرآن.
في بداية الفعالية تحدث الدكتور أحمد محمد الأمين، رئيس المركز، حول “رمضان شهر القرآن”، وعرج على رسائل الصيام في فكر المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، مشيرا إلى أن شهر رمضان يعد من أكثر شهور السنة بركةً ورحمةً؛ فقد اختصّه الله -تعالى- بفضائل عظيمةٍ؛ إذ أُنزل القرآن الكريم فيه، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[١] وكان نزوله في العشر الأواخر من رمضان، في ليلةٍ مباركةٍ هي ليلة القدر، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،[٢] و قال أيضاً: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)؛[٣].
وعرج الأمين على دعوة العديد من آيات القرآن الكريم إلى تدبره وفهم معانيه وتطبيقها في العبادات والمعاملات بين البشر. ولذلك كان من الضروري تدبر الآيات خلال شهر رمضان وليس قراءتها فقط، مشيرا إلى أنه وردت آيات كثيرة في الثناء على من تأثر بكلام الله عز وجل، تحمل في طياتها صورًا وأحوالًا لتدبر القرآن الكريم والتأثر به.
واستشهد بقول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).
وبدوره تحدث رئيس مركز رسالة السلام للدراسات والبحوث حي معاوية حسن، قائلا إن الحكمة الإلهية من الصيام في شهر رمضان، أنه جاء لتدريب النفس على طاعة الله والتمسك بشرعته ومنهاجه، وما يدعو إليه من الرحمة والعدل والتعاون والسلام والإحسان، والتعامل بين الناس بالكلمة الطيبة ، والمعاملة الحسنة ، ونشر المحبة والوئام، والامتناع عن التحريض على الكراهية والعدوان.
وقال إن المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي أكد في كتاباته أن شهر رمضان هو شهر امتحان لقدرة الإنسان على التحكم في شهوات النفس وغرائزها المنفلتة، بالتمسك بأوامر الله وطاعتها، وقدرة الإنسان السيطرة الكاملة على النفس الأمارة بالسوء، حتى يستطيع ترويضها ولجمها عن ارتكاب المعاصي والذنوب.
وتابع أنه لهذا السبب كتب الله سبحانه على الناس الصيام، لكي يتدرب الإنسان على كيفية كبح جماح النفس ، وتقييدها من الإنطلاق دون قيود في اتباع الشيطان، الذي يسوقها بعيدا عن شريعة الله ومنهاجه، وتجعل الإنسان يعيش حياته في ضنك وشقاء
وأوضح أنه جدير بالإنسان أن يترسم خارطة الطريق الإلهية التي إذا اتبعها وطبق شرعته ومنهاجه، سيحيا حياة طيبة في سكينة وطمأنينة ، يستمد عناصرها من نور كتابه المبين، الذي يضيء له دروب الحياة، ويخرجه من الظلمات إلى النور والهدى والرشاد، ويوم الحساب يجزيه أحسن ما كان يعمل من الصالحات في الدنيا، ويسكنه جنات النعيم خالداً فيها في الآخرة.
وختم حديثه قائلا: “أتمنى لكم صوما مقبولا وذنبا مغفورا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وحضر الإفطار عميد جامع باريس شمس الدين حفيظ، وعدد من مستشاري الدول الإسلامية في اليونسكو وجمع من الباحثين والمهتمين.
وفي ختام الإفطار تم توزيع عدد كبير من مؤلفات علي محمد الشرفاء الحمادي علي الحضور باللغة العربية والفرنسية ونال إعجابهم طريقةً معالجة الأوضاع التي يمر بها العالم الإسلامي.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب