رأي

 رامي زهدي يكتب.. الدور المصري للمساهمة في نقل وتوطين التكنولوجيا في الدول الإفريقية

“مقترح / ورقة عمل مبدئية بخصوص دور مصري مرجح من شأنه المساهمة البنائة في عمليات نقل وتوطين التكنولوجيا في الدول الإفريقية”

اولا: مفهوم/تعريف
يعرف مفهوم التكنولوجيا بأنه
(الأعضاء والأدوات المحققة لعملية الإنتاج ). وعرفت أيضا بشكل أوسع ، بأنها (نظام الأعضاء الاصطناعية لنشاط الإنسان الاجتماعي وأداة للسيطرة على الطبيعة).

ويمكن تعريف التكنولوجيا أيضا بأنها(ظاهرة اقتصادية اجتماعية عسكرية في جوهرها ،ذات علاقة بثقافة المجتمع وقيمة السائدة فهي مجموعة من المعارف والخبرات والمهارات الواجب توفرها لصناعة إنتاج معين أو عدة انواع من المنتجات إضافة لتلك المعلومات الواجب توفرها لإنشاء وإقامة موسسات للغاية المذكورة ) وعلية فالتكنولوجيا هي حصيلة ما قدمت البشرية منذ بدا التاريخ.

وهناك تعاريف متعددة لنقل التكنولوجيا منها ( هي نقل المعرفة والآلات التكنولوجيا ،أي أنها عملية نقل حضاري للمعرفة من الدول المتقدمة إلى الدول النامية ) مما يجب ملاحظته ان التكنولوجيا تتميز بطبيعة اجتماعية واقتصادية فهي تتغير مع تغير المجتمع وتقدمة ورقية الحضاري ،أي ان التكنولوجيا تنشا وفقا لظروف البيئة ، ومن ثم فهي تتغير بتغير احتياجات المجتمع وقدراته ، كما انه يتجسد فيها روح وشخصية كل مجتمع واسلوبة في التطور. ويمكن نقل التكنولوجيا يعني أولا، نقل المعرفة العلمية من خلال والندوات والوثائق المختلفة من التعليم والتدريب ووسائل أخرى يستفاد منها في تطويع التكنولوجيا ، وثانيا نقل السلع
الرأسمالية والتكنولوجيا المادية من خلال المعرفة العلمية والاستفادة من أساليب التخطيط والتعاقد وتشمل أيضا توفير الخدمات التي يمكن ان تتضمن إعداد دراسات الجدوى وإعداد التصاميم الهندسية للمشاريع وتدريب الخبرات وإعدادها لإدارة التكنولوجيا الجديدة

“جهود مصرية مقترحة للمساهمة المصرية في نقل وتوطين التكنولوجيا فيما بين الدول الأفريقية بعضها البعض وتبادل الخبرات ما دول العالم المختلفة”

يمكن لمصر من خلال دورها الريادي في المحيط الإفريقي وعلاقتها القوية كمحور ربط قوي بين شرق العالم وغربه ومابين الشمال والجنوب أن تلعب دورا هاما في مساعدة الدول الأفريقية الصديقة بإستحداث أنماط العمل والإدارة والإنتاج والتعاطي مع الموارد الطبيعية والبشرية بإستخدام تكنولوجيا متطورة مناسبة إن لم تكن الأحدث ثم المضى قدما من أجل توطين التكنولوجيا الحديثة وإعتمادها كمحور عمل للأجيال القادمة.

هناك نمطين متميزين لنقل التكنولوجيا تستطيع مصر الإعتماد عليهما في المرحلة المقبلة، بوساطة الشركات متعددة الجنسية والشركات المصرية الكبرى والمؤسسات المصرية الحكومية والعلمية عن طريق:

النقل العامودي للتكنولوجيا ، (على المستوى الداخلي): يعني استخدام نتائج البحث العلمي وتطبيقها في مكان استخدامها ، أي ان النقل الرأسي للتكنولوجيا هوتطويرالفكرة أو المعرفة الجديدة إلى واقع ملموس ضمن قطاع اقتصادي واحد ضمن البلد الواحد ثم النقل الأفقي بنقل التكنولوجيا التطبيقية الحديثة خارج إطار الدولة التي أنتجت هذه التكنولوجيا عن طريق طرفين مستقلين ويؤدي هذا إلى اقتسام سوق منتجات بين الناقل والمتلقي ، وأيضا نقل نتائج البحوث والجهود العملية والتكنولوجية من مصر والدول المتقدمة إلى الدول الأفريقية الصديقة.

وسائل مصر (المقترحة) للمساعدة في نقل وتوطين التكنولوجيا في أفريقيا

ا. التكنولوجيا المشاعة
هي التكنولوجيا الموجودة بوضوح تام في الكتب والأبحاث والمجلات والدوريات وهذه تنقل
عن طريق إيفاد البعثات واللقاءات والموترات العلمية .
ب. التكنولوجيا التجارية
هي التكنولوجيا التي تخضع في حركتها وتنقلها واستخدامها إلى شروط خاصة ، وغالبا ما تكون محمية قانونا عن طريق تسجيلها في مكاتب متخصصة ولا يمكن لغير صاحب الحق
القانوني التصرف بها بدون اخذ إذن مسبق ودفع رسوم كلفة مثل براءات الاختراع وحقوق الامتياز وخدمات المكاتب الاستشارية .
ج. التكنولوجيا الإستراتيجية
ان هذه التكنولوجيا لاتنشر في الكتب أو الدوريات ولا تسجل في مكاتب متخصصة وتكون غالبيتها ذات طابع سري وتحكر في هيئات ومؤسسات خاصة وتشمل على احدث
الاكتشافات والابتكارات للثورة العلمية والتكنولوجية الأكثر أهمية كبحوث الفضاء والطاقة الذرية والتقنية العسكرية وتكنولوجيا المعلومات وغيرها ، حيث أخذت مؤسسات معينة على درجة عالية من التخصص والاضطلاع بمهمة البحث والتطوير التي تشترك فيها الدول إلى جانب المؤسسات كتعبير عن اندماج جهاز الدولة بمصالح رأس المال أي ان أصبح هناك طابع مؤسسي للتقدم التكنولوجي وهو من أهم مظاهر الثورة العلمية والتكنولوجية .

توصية : إن تعاون المؤسسات المصرية بكافة أشكالها وتصنيفها مع المؤسسات المناظرة في الدول المتقدمة والأخرى في الدول الإفريقية يعني أن مصر تصبح محور نقل هام للتكنولوجيا ولتوطينها في أفريقيا ومصر مؤهلة تماما لمثل هذا الدور الهام، فقط يوصي بإستحداث كيان وزاري أو هيئة مستقلة تعني بهذا الشأن.

رامي زهدي الدور المصري

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى