لم تكن النهضة السنغافورية وليدة اللحظة، بل كانت نتائج جهود جبارة من قبل الدولة السنغافورية، واستطاع البطل “لي كوان يو” أن يبني نهضة اقتصادية، وأن يجعل بلده من أهم بلدان العالم كما كان يحلم، حيث اعتمدت سياسته على الاستثمار في الإنسان السنغافوري نفسه، من خلال التعليم وتكثيف البعثات العلمية للخارج وتطوير المستوى الإنساني والصناعي.
وشقت سنغافورة طريقها معتمدة على الثروة البشرية وذوي الكفاءات، رأى “لي كوان يو” أن لا نهضة اقتصادية إلا في استثمار الفرد ذاته وتأهيله، فوضعت مناهج علمية حديثة، وركزت على بناء المعلم، فهو القاعدة الأساسية لبناء الأجيال القادمة.
أصبحت سنغافورة الآن بعد مرور 58 عاما على استقلالها رابع أهم مركز مالي في العالم، ومن أغنى دول العالم من حيث احتياطات العملة الصعبة، ومن أكبر مصادر العملة الأجنبية، حيث يصل إلى سنغافورة ملايين السائحين سنوياً، ويرتفع معدل الدخل الفردي من الناتج القومي الإجمالي سنويا لتحتل سنغافورة ترتيبا متقدما على مستوى العالم. معدل البطالة لا يكاد يذكر، وتعتبر المركز المالي والتكنولوجي الأول في المنطقة. وهي أنظف مدينة في العالم، جميلة المنظر، طيبة الهواء، فناطحات السحاب والمباني ذات الأشكال الهندسية الحديثة والراقية وشموخ النخيل والأشجار والحدائق الخضراء الجميلة تجعل منها جنة في الأرض.
إن العلاقات بين مصر وسنغافورة تصل إلى مستوى الشراكة الثابتة التي تعززها المصالح المشتركة.. سنغافورة محور التجارة في آسيا، كما أن مصر أيضا لديها قناة السويس الاستراتيجية، التي تعد مهمة وحيوية للتجارة العالمية، حيث إن توسعة قناة السويس وأيضا جهود إقامة منطقة اقتصادية في السنوات الماضية في مصر تعد مشروعا قوميا يحقق الطموح والتطلعات الاقتصادية المصرية، وما زال هناك المزيد من فرص التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
خاتمة القول إن تلك الجزيرة صغيرة المساحة استطاعت أن تفرض نفسها بين عمالقة العالم، وكل شيء فيها يوحي إلى الرقي والتقدم والنظام، الفضل الكبير يعود إلى القوانين الصارمة والحرص على تطبيقها ومعاقبة من يتجاوزها ووعي الشعب وثقافته العالية.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب