دراساتطبية

د. شيرين مختار  تكتب.. عودة الهلع والتحور الفيروسي ومدى استطاعة الباحثين الحد من شراسته

موجة جديدة لفيروس كورونا وظهور الإصابات حول العالم كالمملكة المتحدة وكاليفورنيا والعديد من الدول بمتحورات الفيروس كيف نتفاداها؟ خاصةً وأن التحديات التي يواجهها الباحثون كبيرة لاكتشاف لقاح فعال ضد المتحورات للفيروس، هل الوضع أسوأ من الماضي أم هناك حلول؟

هذا ما سنعرضه من خلال المقال التالي..

إن انتشار الفيروس على نطاق واسع بين السكان والتسبب في العديد من الإصابات قد يؤدي إلى مزيد من فرص تكراره، وبالتالي ظهور ما يسمى بعملية التحور أو (المتغير) للفيروس معظم الطفرات هي دليل على مواطن خلل غير مفسرة، لكنها لا تؤثر على كيفية عمل الفيروس بطريقة كبيرة، وقد يكون البعض الآخر منها ضاراً بالفيروس والقليل منها قد يجعله أكثر حدة بمعنى أن يجعله أكثر عدوى.

ما المقصود بالمتحور (المتغير) للفيروس؟

عندما يتحور الفيروس من خلال عملية النسخ المتماثل تسمى النسخة المتحورة الناتجة من الفيروس (متغيراً). قد تعطي وكالات الصحة العامة تسميات خاصة لمجموعات المتغيرات التي تشترك في نفس الخاصية أو السمة، وقد تحتوي هذه المجموعات على متغيرات تأتي من سلالة واحدة مثل سمة موروثة في شجرة العائلة أو تلك التي تنشأ بشكل مستقل، ولكنها تتصرف بشكل مماثل. في حالة SARS-CoV-2 يتم تصنيف المتغيرات وتسميتها باستخدام حروف الأبجدية اليونانية مثل متغيرات دلتا وأوميكرون.

في حين أنه من غير الممكن منع SARS-CoV-2 من التحور، فيقول خبراء الصحة إنه من الممكن تقليل فرص ظهور طفرة جديدة قد تتسبب في إصاباتٍ شرسة وفتاكة، وذلك من خلال محاولات الحد من انتشار الفيروس لذا اهتم مسؤولو الصحة العامة بنشر الإرشادات الصحية مثل ارتداء الأقنعة والتباعد الجسدي واللقاحات الهامة وبذلك تقلل من إجمالي عدد المرات التي يمكن أن يتضاعف فيها الفيروس والسماح بفرص تطوير طفرة جديدة أكثر خطورة.

هل للقاحات دور في الحد من انتشار متحورات الفيروس؟

إن انتشار المتغيرات قد أثار المخاوف من أنها قد تجعل اللقاحات الحالية أقل فاعلية، نظراً لأن لقاحات COVID-19 تستهدف منطقة معهودة ومحددة عن SARS-CoV-2، والتي تسمى بروتين السنبلة، فقد تؤدي الطفرات في جين بروتين السنبلة إلى فيروسات يمكن أن تسبب المرض حتى بين أولئك الذين تم تطعيمهم (وتسمى في هذه الحالة عدوى الاختراق).

على مدار انتشار الوباء نشأت العديد من متغيرات SARS-CoV-2 في المملكة المتحدة والبرازيل وكاليفورنيا وجنوب أفريقيا ومناطق أخرى، حيث إن متغير أوميكرون الذي يعتقد أنه نشأ في نوفمبر 2021 هو حاليا البديل السائد للفيروس في الولايات المتحدة، ويحتوي متغير أوميكرون على طفرات في بروتين السنبلة أكثر من المتغيرات السابقة المثيرة للقلق وقد أشارت البيانات إلى أنه أكثر عدوى بالمقارنة مع المتغيرات الأخرى وأكثر احتمالا من المتغيرات السابقة في التسبب بعدوى الاختراق.

كيف يعمل لقاح كوفيد 19؟ وهل هو فعال ضد المتغيرات الجديدة؟

تعمل لقاحات كوفيد 19 المستخدمة حاليا من خلال تحفيز الاستجابة المناعية الواسعة، وبالتالي من المتوقع أن توفر على الأقل بعض الحماية ضد متغيرات الفيروس الجديدة. ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتحديد مدى فاعلية اللقاحات ضد المتغيرات الجديدة التي قد تنشأ بما في ذلك أوميكرون.

تعمل منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) على تسمية وتصنيف المتغيرات إلى فئات مختلفة:

  1. حيث إن هناك صنفا مثيرا للاهتمام وهو متغير SARS-CoV-2 والذي يحتوي مقارنةً بالأشكال السابقة من الفيروس على طفرات من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة قابلية الانتقال أو التهرب من الجهاز المناعي أو الاختبارات التشخيصية أو مرض أكثر حدة وشراسة.
  2. كما لوحظ أيضاً أن هناك صنفا مثيرا للقلق أكثر عدوى وأكثر قوة للتسبب في حدوث عدوى الاختراق والتي تندرج متغيرات دلتا وأوميكرون ضمن هذه الفئة.
  3. هناك أيضاً صنف ذو عواقب أكثر حدة، وهو ما لا توفر اللقاحات الحالية الحماية منه، وتعتبر أيضاً متغيرات SARS-CoV-2 مندرجة حاليا تحت هذه الفئة.

تسمح تقنية لقاح الحمض النووي الريبوزي الرسول المستخدمة في لقاحات فايزر- بيونتيك ومودرنا للشركات بإنشاء لقاح جديد أو معزز بسرعة أكبر من الطرق المتجهة الفيروسية القائمة على البروتين، كما أيضاً أنشأت شركات الأدوية إصدارات من اللقاحات لاستهداف المتغيرات المعروفة.

نظرا لأن معظم فيروسات كورونا تشترك في مناطق بروتينات السنبلة، فإن بعض العلماء يستكشفون إمكانية تطوير لقاح “pancoronavirus” لاستهداف تلك المناطق المشتركة وتوفير الحماية ضد المتغيرات وأنواع أخرى من الفيروسات التاجية.

تقوم المجموعات البحثية بما في ذلك مختبر بيوركمان في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بتصميم مثل هذه اللقاحات اعتماداً أيضاً على التجربة السريرية والملاحظة.

التحديات التي يواجهها الباحثون: عندما يحفز اللقاح الجهاز المناعي فإنه يميل إلى إنتاج أجسام مضادة تستهدف مجال ربط المستقبلات (RBD) وهي المنطقة الواقعة على طرف ارتفاع البروتين، حيث يرتبط البروتين بالخلية المضيفة، لكن تلك المنطقة ليست بالضرورة هي نفسها عبر فيروسات كورونا المختلفة، ومع ذلك قد يكون من الممكن تصنيع لقاح ضد مجموعة فرعية واحدة من الفيروسات التاجية – فيروسات بيتا الشبيهة بسارس – من خلال استهداف جزء من RBD أقل تغيرا، على الرغم من ذلك يبدو من المرجح أن لقاح فيروس كورونا سيحتاج إلى إطلاق استجابات مناعية تستهدف المناطق غير RBD من بروتين السنبلة.

وأخيراً كما يجتهد الباحثون لتوفير بيئة آمنة للعيش بأمان وصحة جيدة ينصح باتباع الإرشادات للحماية ضد متحورات الفيروس كارتداء الكمامات واتباع وسائل التعقيم المختلفة كغسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار واستخدام الكحول والتهوية والنظافة المستمرة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، كما لا ننسى دعم أجسادنا والجهاز المناعي بالتغذية الهامة والفيتامينات المتوفرة بالخضراوات والفاكهة واللحوم وغيرها.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى