رأي

«حبيبتي والبحر» شعر للدكتور علي عمر التكبالي

على بقعة في قلب الخارطة

بداخل العيون

أرى مروة تداعب الزهور

وتكتب تاريخها برشّة عطر.

حبيبتي مستلقيه

مع السراخس بجانب البحر

تلاعب الرياح شعرها الطويل

فينتثر،

ويرجع نوارس تطير

كموج عائد من السفر

يعانق التراب قبل أن يعود

إلى شواطئ بعيدة الغور.

وتبسط ساقيها السمراوين

إلى حدود الخاصره

وترتمي سواقيَ.. سواقيَ

فترتوي سنابل الشعير

بقفرة لا تعرف المطر.

وحين تسجد حبيبتي، والفجر

يلم ضوءه المبعثر على الآفاق

تدسّ تحت زندها الوثير

مراكش والقاهره

فتنتشي النساء والرجال،

وكل طفلة في الوطن الكبير.

من “البوغاز” العابق بأرج التاريخ

والحلم الكامن في مسبح العيون

تأرجحت حبيبتي على مرافئ البحر

تمدّ يدها الحنون

لكي تلمّ شعر ابنها الصغير.

ومروة التي تجيد العزف بالزهر

أصابها السحر

فصارت أغنيه..

مدينة.. سفينة.. ومروى نهر

تسابق الساعات والجزر

وتركب القلوع كي تطير

لطفلها المحبوس في بلاد الجان.

من ضرعها ينبجس الحليب،

والشفاء والعسل.

تجمعت قنافذ البحر

والأفاعي، والأشواك، والوحوش،

ومروة تسير!

تكلّم النحاة والقضاة

ونافخو النيران

ومروة تسير!

لطفلها المزروع

ترابا في بيّارة العطش

ومروة التي تجيد العزف بالزهر

تجول في مفازة الغجر

وتزرع العطور،

وتكتب العصور.

اقرأ أيضا: علي عمر التكبالي يكتب.. رفة عصفور


                         وهج الخاطر

(1)

كل السنونوات

في الدنيا تطير

نحو الشمس

إلا من كاراكاس

إلى فلسطين!

شافيز قال لا من اليمين

وعلّق أيقونة

على كل صدر حر – سجين!

أنت لا تعرف هيوجو يا بني

لكن علق عيونك

على السنونوات التي تطير

في المطر

تعرف من يكون!


             (2)

غافلت حراس الحكومة

نكشت الملفات

بدائرة النفوس في البلدية

أبحث عمّن خان القضية

سراقة، وابن علقم، وابن تيس

ومسيلمة وسجاع التميمية

تعجبت يا بني

من كثرة التيوس المخصية!

همّشت على باب الدارخانة

آردوغان، وشافيز،

وأصغر طفل في إيران

وكل من قال لا

في وجه الغولة الغبية

أشرف من كل التيوس العربية!


        (3)

لم أكن أعرف

أن رفع العلم إرهاب
وأن قذف الحجر نار

وأن خدش الجلاد بالأظافر جريمه

لم أكن أعرف

أن مناجاة الأقصى اغتصاب

وأن الصلاة نحو الشرق عار

وأن صوت الصحف نميمه

لم أكن أعرف

أن للحق ألف وجه

حتى عرفت “كاديمه”


        (4)

أن تصبح منا

وتحصل على بطاقة العضوية

وتدفع الرسوم كل سنه

مرة بالنفط،

ومرة بالشرف،

ومرة باغتيال القضية

نحميك

من سطوة الشعب

وغضبة المظاهرة!

أن تصبح منا

فتقتل طفلا

أو امرأة

أو حتى فأرة فلسطينية

نسمّيك

رسول السلام،

ونعطيك “نوبل” بالمشاركة!

 

أن تصبح منا

وتبني كما بنينا

حضارة غربيه

بنبض عشرين مليون هندي أحمر

وألف ألف عباسي

وأن تدس في القفص سجينا أصفر

أو أي أثر من حضارة شرقيه

نعلّيك

فوق أقرانك

فتصبح سلطانا بالمزايدة!

أن تصبح منا

فتقفل المنافذ

على الجرذان والقنافذ

وتطرح الشباك للنسمة

وتصطاد الفراشات البرية.

وأن تمنع الطيور أن تغني

والأسماك أن تعوم بحرية

نزكيك

رئيسا مدى الحياة

وابنك بالمناوبة

علي عمر التكبالي

طرابلس 8/1/2009

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى