رأي

جمال المحلاوي يكتب.. سوريا ماذا بعد؟

– أبهرتنا صور الاحتفالات التي قامت به جموع من الشعب السوري الشقيق وفي أوج تلك الاحتفالات أتساءل هل يعي الشعب السوري مايحاك له من مؤامرات مع علمي أن الشعب السوري من أكثر الشعوب ثقافة وقراءة أم أنها سياسة العزلة التي أحيطت بها سوريا بسور كبير في سجن يضم كل الشعب السوري بين جدران الوطن طوال تلك السنين الماضية أم أن ذلك الشعب الشقيق تم تغييبه عن الواقع ؟ لماذا فضل ذلك الشعب استبدال الرمضاء بالنار؟

– وأتعجب أنه في حين يطلق السوريون ألعاب نارية احتفالية تتلقى سوريا أكبر ضربة جوية بنيران إسرائيلية تدمركل ماتبقى من قوة مسلحة سورية طالما سميناها بقوة الجيش الأول .والتي أخرجت سوريا من حسابات ميزان القوى الإقليمية لعشرا السنوات القادمة.
– في حين يطلق الأشقاء الألعاب النارية إحتفالا خسروا أرضا رويت بدماء أبنائهم لتحريرها وطالما تغنوا بتحريرها أكثر من خمسين عاما خسروها في لحظات الاحتفال .
– في حين يطلق السوريون الألعاب النارية تطالعنا الأخبار أنه على خلفية سقوط الأسد ،اجتمع زعماء الدروز في قرية الخضرجنوبي سوريا ،وطالبوا بضم قراهم إلى هضبة الجولان ،وأن يعيشوا في واقع الأمر تحت الحماية الإسرائيلية.
وقال أحد المتحدثبن في المؤتمر “نريد أن ننضم للحفاظ على شرفنا ، وهذا لأن مصير الخضر هو مصيرالمنطقة بأكملها . ونتمنى أن يتم ضمنا إلى أهلنا في الجولان وأن نعيش بحرية وكرامة” .
– في حين يحتفل السوريون في ساحة المسجد الأموي في دمشق ،يعلن محمد البشير رئيس حكومة تصريف الأعمال السورية مع صحيفة (كوريري دي لاسيرا ) الإيطالية أن خزائن الدولة خاوية .
– في حين يحتفل السوريون بالألعاب النارية تسيطر قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على حوالي ثلث الأراضي السورية هذا وقد أدى سقوط الأسد إلى تعزيز النفوذ “التركي بشكل كبير” . وتحافظ أنقرة التي تعارض بشدة قوات “قسد” والدعم الأمريكي لها ، بعلاقات وثيقة مع هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع
( أبو محمد الجولاني) حكام سوريا الآن واضطرت قوات سوريا الديمقراطية إلى تعليق عملياتها ضد داعش الان .”وول ستريت جورنا”.
ومن العجيب أن موقع “والا” الإخباري أفاد نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأنهم طالبوا أن تمارس الولايات المتحدة بممارسة ضغوطات على تركيا حتى لاتطلق حملة عسكرية ضد المنظمات الكردية شمالي سوريا . هذا وقد دعمت إسرائيل المنظمات الكردية التي قاتلت ضد الجيش السوري واعتبرتهم حلفاء ضد التموضع الإيراني في سوريا .
وعلى ذلك وبعد وساطة من الولايات المتحدة وفرنسا ، خشية منع حدوث فراغ أمني في مناطق سجون داعش ، وقد وصل بالفعل وفد من قوات سوريا الديمقراطية الكردية صباح اليوم الجمعة ليقدم مطلبا بالحفاظ على الحكم الذاتي في شرق سوريا ، مع طرح النموذج الكردي كأساس لإدارة وتنظيم الجيش في سوريا مستقبلا ، ودمج قواتهم في الجيش السوري الموحد في إطار التسوية السياسية .
وإذا نظرنا نظرة بانورامية على مسرح الأحداث في سوريا الآن نرى
ان المخرجين والمؤلفين والمنتجين والموزعين الداخليين والخارجيين المستفيدين
هم اللاعبين الأساسيين والذين يجنون تلك الأرباح الطائلة هم :
* إسرائيل تضم المزيد وتشرعن الجولان السوري، بل خلقت النجاحات الإسرائيلية في سوريا وضعا استراتيجيا جديدا حيث أن المجال الجوي الإقليمي أصبح أكثر وضوحا ، مما يوفر لإسرائيل خيارات عملياتية موسعة .في حين ذكرت صحيفة وول ستريت الأمريكية أن ترامب يدرس بشكل جدي توجيه ضربة أمريكية استباقي للمنشآت النووية الإيرانية أو الدعم النشط لعملية إسرائيلية ضد إيران،وقد وجه نتانياهو رسالة للشعب الإيراني ن عدد فيها النجاحات التي حققتها إسرائيل في مقابل خسائر إيران وقال أنه سةف يأتي يوم تتحرر فيه إيران ، ويشير المحلون أن الإيرانيون يخشون من هجوم إسرائيلي .
* قطر وتركيا يحصدان الصيدة السورية أحمد الشرع يقود سيارة في دمشق ، وبجواره رئيس الاستخبارات التركي إبراهيم قالن ،بينما يجلس بالخلف وزير الخارجية هاكان فيدان ومدير المخابرات القطري خلفان الكعبي .

* روسيا يتضح من الموقف الروسي الذي بادر بسحب قواته من قاعدة طرطوس البحرية ، أن هناك إتفاق بين أمريكا وروسيا على حل الأزمتين السورية والأوكرانية باستعادة كلا من الدولتين سيطرتهما على مناطق النفوذ المتفق عليه تاريخيا ، حيث أن الولايات المتحدة تعتبر الشرق الأوسط هو ملعبها الاستراتيجي لوجود مصادر الطاقة أهم حليف لها إسرائيل . أما روسيا فتعتبر منطقة شرق أوربا هي دول بحر قزوين وشرق أوربا منطقة نفوذ لها يمكنها من إعادة تصدير الغاز بشكل طبيعي إلى دول أوربا الغربية خاصة ألمانيا . أقصد إتفاقا وديا يتفق فيه الدولتان على أن تطلق كل منهما يد الأخرى في مناطق نفوذها التاريخية .
* الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تحمي قواتها العاملة بالمنطقة آبار البترول حول البوكمال ودير الزور .
وبذلك نكتشف أن الممثلون الذين يتحركون على المسرح ولكنهم لم يشتركوا في التأليف والإخراج والإنتاج والتوزيع الداخلي والخارجي واكتفوا بمجرد عطاء المرتزقة أو حلوان السارق .
*جبهة تحرير الشام التي سيطرت على مناطق قطعت الاتصال البري بين إيران ولبنان وامتناع الإمدادات لحزب الله.
* قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تسيطر على الشرق محاولة منها للإندماج مع أكراد العراق في حكم ذاتي
* الدروز في الجنب ومطالبهم بالانضمام إلى إسرائيل .
وأخيرا هي خريطة الشرق الأوسط الجديد التي تعتمد على تقسيم المقسم والذي اتضح بشكل جلي للأبصار في خطة حدود الدم التي قدمها الأمريكي “رالف بيترز”
والتي تسعى إلى تقزيم وتفكيك الدول العربية المحيطة بإسرائيل لتصبح إسرائيل أكبرهم مساحة أكثرهم تقدما أقواهم سلاحا المهيمنة عليهم واحة الديمقراطية قاطرة التنمية . واعترف بكل مرارة أن ماقاله ديان قديما لايزال شاهد على تلك الأمة
” العرب لايقرأون إذا قرأوا لايفهمون إذا وإذا فهموا لايطبقون ”
ياأمة إقرأ أفلا تقرأون.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى