دراساتطبية

لواء طبيب عصام عبد المحسن يكتب.. هل يعرف العالم معنى إجراء جراحات كبرى دون تخدير في غزة؟

في ظل الهجمة البربرية الشرسة التي يعيشها أهالينا في قطاع غزة، يبقى القطاع الصحي إحدى ضحايا العدوان، على الرغم من وجود قوانين دولية تجرم الاعتداء عليه، ولكن تبقى هذه القوانين دون تفعيل في ظل الصمت الدولي والبلطجة والإجرام الصهيوني، فهل يعرف العالم معنى أن يعمل مستشفى من دون كهرباء؟ وهل يعرف العالم معنى أن يقف الطبيب والممرضات يشاهدون الجرحى يتألمون ولا يستطيعون حيالهم شيئا؟ وأين الأمم المتحدة ومجلس الأمن من الاعتداء على الأجهزة الطيبة في غزة؟ وأين حماية الصليبي الأحمر الدولي؟

اقرأ أيضا:  د. شيرين مختار تكتب.. غزة العزة من نجا من نيران الاحتلال هل يمكن أن ينجو من كوارث انتشار الأمراض والأوبئة؟

إن الأوضاع الصحية في غزة تنذر بكارثة في حال استمرار الأوضاع، فبعد 25 يوما من الهجمة البربرية نجد مستشفيات غزة تدفع ثمن جرائم إسرائيل، والصليب الأحمر يؤكد وجود فوضى مع الحصار ونقص الوقود واستمرار القصف، ومع ذلك لا يتحرك أحد، كما أن رئيس بعثة الصليب الأحمر قال إن هذه حالة طوارئ إنسانية لم نشهدها منذ وقت طويل ونعمل في أصعب الظروف.. ومستشفيات كاملة تتوقف عن العمل، ولم يتحرك أحد.

ولذلك سوف أسرد لكم بعض التصريحات المهمة لكي يعرف الجميع الوضع الصحي الكارثي الحقيقي.

أولا: قال ويليام شومبورج، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، إنه بالإضافة إلى اكتظاظ المستشفيات بالمرضى الذين يعانون إصابات خطيرة بسبب القصف، فإنها تعمل كملاجئ لآلاف النازحين من منازلهم، الذين “يشعرون أنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه”.

وقال شومبورج: “أثناء زيارتنا لمستشفى القدس، كانت هناك غارات جوية شديدة من حولنا واهتز المستشفى بأكمله.. يجب أن تكون المستشفيات ملاذاً للجرحى والمرضى، وفي الوقت الحاضر هذه أماكن لا تشعر بالحماية للأشخاص الموجودين فيها”.

وأكدت زيارة اللجنة الدولية مدى خطورة ندرة الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تزود المعدات الطبية المنقذة للحياة بالكهرباء وتبقي الأضواء مضاءة، فضلاً عن شبكة المياه في غزة. ويزيد نقص المياه والصرف الصحي من خطر تفشي الكوليرا والأمراض المعدية الأخرى، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة على رأس حالة الطوارئ التي يخشى العديد من العاملين في مجال الصحة أنها وشيكة.

وقالت الأمم المتحدة إنها ستضطر إلى وقف عملياتها في غياب إمدادات الوقود الجديدة، وقالت منظمة الصحة العالمية إن نصف مرافق الرعاية الصحية الأولية في غزة، ونحو ثلث مستشفياتها، توقفت عن العمل بالفعل.

وأضافت الأمم المتحدة إن نحو 1.4 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا الآن نازحين داخليا. وقد لجأ ما يقرب من نصفهم إلى ملاجئ الأمم المتحدة، بينما وجد النصف الآخر بعض المساحة الأرضية في منازل الآخرين أو المستشفيات أو المرافق العامة. ولكن هذا لا يضمن السلامة.

ناشدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر العالم التحرك لوقف “المستوى الذي لا يطاق من المعاناة الإنسانية” في قطاع غزة.

وقالت ميريانا سبولياريتش “هذا إخفاق كارثي يجب على العالم ألا يتسامح معه”، في وقت أعلنت إسرائيل أن حربها على غزة “دخلت مرحلة جديدة” وكثفت قصفها للقطاع.

وأضافت سبولياريتش “لقد صدمتُ من المستوى الذي لا يطاق من المعاناة الإنسانية، وأحض أطراف النزاع على وقف التصعيد الآن”، مشددة على أن “الخسارة المأسوية لأرواح الكثير من المدنيين أمر مؤسف”.

جراحات كبرى دون تخدير

وتابعت “من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن للجوء إليه في غزة وسط القصف المكثف. وفي ظل الحصار العسكري القائم، لا توجد أيضا استجابة إنسانية كافية ممكنة حاليا”.

وكانت سبولياريتش تتحدث بعد ساعات على انتقاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة “التصعيد غير المسبوق” للقصف على غزة ودعوته إلى وقف “فوري” لإطلاق النار.

وحذر الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة في شمال القطاع من أن المنطقة أصبحت الآن “ساحة معركة” وأمرهم بـ”الإخلاء الفوري” نحو الجنوب.

هذه هي تصريحات المسئولين الدوليين عن الصحة سواء الصليب الأحمر أم لجان الأمم المتحدة، ومع ذلك لم يتحرك ساكن للاحتلال الإجرامي ومن خلفه مساندوه من الولايات المتحدة وأوروبا.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى