ثائر نوفل أبو عطيوي يكتب.. وثيقة الاستقلال الحاضنة النضالية والسياسية لمشروع الدولة
الكاتب مستشار الشأن الفلسطيني بمركز العرب
في الخامس عشر من نوفمبر عام 1988، صدح الشهيد الخالد ياسر عرفات في وثيقة الاستقلال ، برحيق وعبق كلمات الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، في الدورة التاسعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني في قاعة الصنوبر بالعاصمة الجزائرية ، حيث أعلن الشهيد الخالد ياسر عرفات اعلان قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ، وسط حضور والتفاف وطني فلسطيني منقطع النظير، حيث كان اعلان وثيقة الاستقلال قرارًا وحدويًا بامتياز وفلسطينيًا مستقلًا بكل فخر واعتزاز وعربيًا توافقيًا عنوانه كل الدعم والتأييد على طريق التقدم والانجاز.
تعتبر وثيقة الاستقلال من أهم المحطات الوطنية النضالية والسياسية الفلسطينية التي استطاعت أن تعطي الزخم والدعم الأشمل والأعم للانتفاضة الأولى – انتفاضة الحجارة لكي تستمر في مسيرتها الجماهيرية نحو تحقيق الانتصارات، وكذلك كان اعلان وثيقة الاستقلال الحاضنة الفلسطينية للوحدة الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، واستطاعت وثيقة الاستقلال أن تكون الحاضنة السياسية للمشروع الوطني المستقل برؤية يتسع بها الأفق السياسي الفلسطيني لكسب الشرعية والدعم والتأييد عربيًا وعالميًا ، لأن كل ما جاء في اعلان وثيقة الاستقلال كان تجسيدًا لميلاد الفجر الفلسطيني الجديد، ألا وهو حلم الدولة والاستقلال ، ليكون الحلم بمثابة الأمل الذي يعطي شعبنا مساحات نضالية واسعة، وعلى رأسها النضالات السياسية ، من أجل ايصال الصورة الفلسطينية للعالم بأسره ، أن هناك شعبًا محتلًا من حقه دحر المحتل والعيش في حرية وكرامة انسانية وسياسية ضمن دولته المستقلة.
ونحن في رحاب اعلان وثيقة الاستقلال الفلسطيني ، التي أعلنت الدولة ، وفجرت بركان حلم العودة والدولة وتقرير المصير في النفوس المتعطشة للاستقلال ، نتذكر الشطر الأول والمكمل لبيت القصيد الوطني لإعلان وثيقة الاستقلال ، ألا وهو حين اعتلى الشهيد الخالد ياسر عرفات منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1974 ، مخاطبًا زعماء العالم بمقولته الشهيرة ” جئتكم حاملًا غصن الزيتون في يدي وببندقية الثائر في يدي، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”.
وثيقة الاستقلال واعلان الدولة وفي كل محتواها الوطني ونص مفرداتها السياسية ستبقى البوصلة التي حددت الرؤية والهدف الفلسطيني من أجل دعم حقوقه الشرعية والمشروعة على طريق الحرية والاستقلال ، حيث تزينت الوثيقة وتوشحت بمقولات الشهيد الخالد ياسر عرفات ” يرونها بعيدة، ونراها قريبة ، وإنا لصادقون”، ضمن تأكيد فلسطيني وطني حر في مقولته الخالدة أيضًا، “سيأتي يوما ويرفع فيه شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن وكنائس وأسوار القدس .”
وثيقة الاستقلال، الهوية الفلسطينية والحاضنة الوطنية والروح النضالية والرؤية السياسية للمشروع الوطني الفلسطيني، الذي بوصلته الأرض المحتلة فلسطين، ضمن ثوابت وخط وطني ملتزم ومستقيم عنوانه ياسر عرفات صانع الثورة وحلم الدولة وأمل العودة عبر الانجازات والانتصارات.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب