ثائر نوفل أبوعطيوي يكتب.. خليل عواودة والصرخة الأخيرة
الأسير الفلسطيني المعتقل في سجون الاحتلال الاسرائيلي” خليل عواودة ” يصارع الموت والتمسك في الحياة في ذات الوقت ، حيث يواصل اضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 169 على التوالي رفضاً لاستمرار اعتقاله الاداري التعسفي دون وجه حق أو محاكمة، وذلك وسط ظروف صحية بالغة الخطورة جراء فقدان الوزن.
” خليل عواودة ” الانسان المؤمن بعدالة قضيته وصاحب التضحية بحياته من أجل الحرية لآخر رمق ، في ظل استمراره بالتمسك بصموده عبر مواجهة الاحتلال بالأمعاء الخاوية والاضراب عن الطعام لما يقارب الـ 6 شهور ، وهنا تتمثل الصورة التكاملية الوطنية لعنفوان التضحية الفردية ضمن تعبير جمعي عن واقع شعب يرزح تحت وطأة المحتل مطالباً بالحرية. المفارقة الواقعية والمتناقضة في ذات الوقت أنه وبرغم تضحية الأسير “عواودة” تضحية فردية بروحه المناضلة وجسده النحيف ، إلا أنها تعبير جمعي يشمل الشكل والمضمون لنضال شعبنا الفلسطيني، ولكن للأسف الشديد نجد اليوم في واقعنا الفلسطيني وبرغم تجليات التضحية الفردية للأسير “خليل عواودة” إلا أنها منقوصة بسبب عدم التفاعل والتضامن المستمر والمتواصل والمؤثر من الجهات ذات العلاقة والاختصاص ومن المؤسسة الرسمية “السلطة الفلسطينية” وصولاُ لكافة الفصائل والفعاليات الشعبية. استمرار الأسير البطل ” خليل عواودة” في مواصلة المشوار الذي اختاره وكان قراره من أجل حريته، يعتبر قراراً لكافة أبناء شعبنا، ولهذا ضمنياً كلنا ” خليل”، الذي ينتظر منا الكثير والكثير في ظل اطلاق صرخاته التي تكاد تكون الأخيرة في ظل تردي أوضاعه الصحية يوماً بعد يوم ، وتصميمه البطولي على مواصلة حرب الكرامة والأمعاء الخاوية ومواجهة المحتل بكوب من الملح رغم وجع الألم و نزيف الجرح. سامر العيساوي الأسير المقدسي في سجون الاحتلال نموذج وطني وحي للصمود والتضحية وحرب الأمعاء الخاوية أيضاً ، فهو الذي انتصر على المحتل وسطوة السجن والسجان من خلال خوضه أطول اضراب في التاريخ المعاصر حيث استمر في الاضراب عن الطعام المتواصل لمدة 278 يوماً على التوالي ، حتى حقق الانتصار على المحتل ، والذي تم الافراج عنه ضمن صفقة الأحرار ، وعاود الاحتلال اعتقاله مرة أخرى. رسالتنا … رسالة تكاملية للموقف الوطني الجمعي الموحد والموقف الشعبي المساند من كافة الفعاليات والمؤسسات ، أنه لازال الأسير البطل ” خليل عواودة ” يمتلك الفرصة الأخيرة لمداعبة أنفاسه وروحه شمس الحرية من جديد ، وذلك من خلال الاسراع الفوري والعاجل من الجميع بإطلاق حملة شعبية متكاملة الأبعاد وموحدة الموقف والاتجاه ، للمطالبة في الإفراج الفوري والعاجل عن الأسير “عواودة”، وكذلك ضرورة إشراك كافة المؤسسات والبرلمانات العربية والعالمية، من أجل أن نثبت لأنفسنا كشعب يرزح تحت وطأة المحتل أن التضحية الفردية للأسير ” خليل عواودة” هي العنوان الوطني الجديد المولود من رحم التضحية الفلسطينية المتواصلة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب