عمرو حسين يكتب.. بليز بسكال عالم الرياضيات وفيلسوف العقل
الفرنسي بليز باسكال المولود في مدينة كليرمون- فرّان عام 1623، الفيلسوف باسكال وجد في العقل عظمة الإنسان وشقاءه، بليز بسكال كان متميزا في عمله في مجال الأدب والفلسفة والعلوم.
اقرأ أيضا: «كارثة السودان».. هل تقود الولايات المتحدة وروسيا حربا بالوكالة على أرض الخرطوم؟
بليز باسكال الذي غيبه الموت في 39 من عمره عام 1662، هو أول من اخترع آلة كانت في أصل الآلات الحاسبة وأجهزة الكمبيوتر، وهو أول من أتقن حساب الاحتمالات والتفاضل، واستخلص نظرية التساوي بين قائمتي المثلث وزواياه، ومعادلة منحني الدائرة الدوارة. وأدت أبحاثه وتجاربه على الفراغ والسوائل والضغط الجوي، إلى اختراع البارومتر وبعض معدات الأرصاد الجوية، ومقياس الارتفاع، وأولى حافلات النقل العام في باريس.بليز باسكال الذي فقد أمه وهو في الثالثة من عمره والذي عانى من أمراض شتىّ، تمكن بفضل والده إتيان المهتّم بالعلوم وصديق كبار علماء الفيزياء والرياضيات في عصره، وبفضل حنان شقيقتيه جيلبرت وجاكلين، وشغفه بالمعرفة، من متابعة دراسته وأبحاثه العلمية واختلاطه على صغر سنّه، بأهم العلماء والفلاسفة وعلى رأسهم ديكارت الذي استقبله في باريس مرتين وعالم الرياضيات اللامع بيار دو فيرمات.
كتابه بين الفلسفة والهندسة يناقش فيه من خلال الدفاع عن أطروحةٍ مفادها ضرورة الانطلاق في العلم الهندسي، من مسلمات تمّ إثبات حقيقتها بالفعل. غير أنه سرعان ما أكد أن هذا الانطلاق شبه مستحيلٍ. ذلك أنه لإثبات هذه المسلمات والتعريفات والاستدلال على صحتها، يجب على المرء الاعتماد على مسلمات أخرى ذلك أنه لإثبات هذه المسلمات والتعريفات والاستدلال على صحتها، يجب على المرء الاعتماد على مسلمات أخرى. وهذا ما يعني بالضرورة استحالة الوصول إلى المبادئ الأولى. إن المسار المتبع في الهندسة من وجهة نظر باسكال هو إذاً مسار مثالي قدر الإمكان، لأن المبادئ التي ينطلق منها عالِم الرياضيات ليست كلها مبرهنة
ومن خلاصات وجهات نظره الفلسفية هي :
هذا العدم تجاه اللانهاية”، والتأمل في ماهيته بوصفه “عود قصب، وأوهن ما في الطبيعة”. لكن هذا العود يتميز بالعقل، أي أنه يتمتع بقدرات فكرية وطاقات خلاّقة. لكنه يملك بالإضافة إلى العقل جسداً فانياً وانفعالات شديدة. فهو قادر على أسمى الأفكار وأدنى الأحاسيس. غير أن العقل من وجهة نظر باسكال هو في الوقت عينه سرّ عظمة الإنسان وشقائه. فهو “عاجز عن المعرفة الأكيدة وعن الجهل المطلق. ما إن ينتهي إلى مستقرّ ويحسب أنه تمسك به ورسى حتى يهتز وينهزم”. من هذه الزاوية كان دفاع الفيلسوف عن الشعور “لأن العقل برأيه، يعمل ببطء وهو دائم الاستطلال على مبادئ يجب أن تكون حاضرة أبداً، وهي من الكثرة بحيث أنه يخمد ويضل لقصوره عن استحضارها جميعاً. أما الشعور فشأنه غير هذا، إنه يعمل فوراً، وهو أبداً على أهبة العمل، فيجب إذاً أن نضع إيماننا في الشعور”. ذلك أن “للقلب حججه التي لا يعرفها العقل”.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب