رأي

د. سيد عيسى يكتب.. برامج التوعية بممارسة الرياضة إحدى ركائز الاستفادة من الطاقات البشرية المهدرة

الحلقة الخامسة من حلقات (تطوير الرياضة المصرية وتحقيق التنمية الاقتصادية)

طاقات مهدرة 

انتهينا في المقال السابق عند ذكر بعض الإحصائيات عن الوضع الرياضي في مصر ومعدل النماء في المنشآت والأفراد والتوجه نحو الرياضة، واليوم نستكمل الحديث عن كيفية الاستفادة من الطاقات المهدرة أولا، وبرامج التوعية بممارسة الرياضة للجميع وكيفية أن نجعلها ثقافة يومية في حياتنا، سواء على مستوى الرياضة الاحترافية أم الرياضة العادية التي يمارسها الجميع من أطفال ونشء وشباب ورجال وكبار سن من المهد إلى اللحد كما يقولون.

طاقات بشرية مهدرة 

ولنبدأ الحديث عن الطاقات المهدرة من حيث تعريفها وحصرها وكيفية التخلص منها والاستفادة بكل طاقة بشرية بشكل إيجابي وهذا موضوع يحتاج إلى أبحاث وخطط واستراتيجيات توضع على مستوى الدولة من خلال مجموعة عمل من الخبراء والمتخصصين، وتكون عبارة عن برامج وعي تدرس في مراحل التعليم المختلفة، ومن خلال دورات تدريبية تقوم بها وزارة الشباب والرياضة والتعليم والثقافة.

نماذج ومقارنات (أوروبا والعرب)

بالحديث والمقارنة بين الطاقات المهدرة في الوطن العربي وأوروبا على سبيل المثال نجد أن الأوربيين استفادوا أقصى استفادة من الطاقات البشرية المحدودة، والوطن العربي أهدر الطاقات البشرية المتوفرة من حيث التعاطي معها بشكل خطأ بعيدا عن التخطيط العلمي السليم.

الشباب والتنمية 

فعلى مستوى الأفراد نجد أن الشباب في الوطن العربي يشكلون ركيزة حقيقية للتنمية إذا تم وضع خطط للاستفادة منهم وإبعادهم عن السلبيات مثل المخدرات وغيرها من وسائل هدم الشباب والاهتمام بالتدريب والتثقيف وجعل الرياضة برنامجا يوميا مثل الطعام والشراب، وهذا لن يحدث دون وجود برامج توعية قوية.

ثقافة التغيير 

فالطاقة المهدرة تتحول من الاستفادة إلى العبء على الدولة في حال إهمالها، والثقافة حتى تتغير تحتاج إلى جهود وبرامج تطبق على الأطفال في سن مبكرة وتحتاج إلى تدريب وتثقيف للأمهات لأنهن نواة بناء المجتمع.

عادات وتقاليد 

وتظل العادات والتقاليد غير الصحيحة والموروثة والتي أصبحت تفعل دون وعي أو إدراك هي أحد أسباب إهدار الطاقات البشرية، وفي النهاية يبقى اللوم على الدولة رغم أن هناك نماذج متنوعة قدمت إلى مصر وحققت نجاحا في كل المجالات بإمكانيات أقل، وهذا يرجع إلى أنهم استغلوا الطاقات الإيجابية التي يملكونها.

استثمار رياضي

وحتى نحقق استثمارا رياضيا يساهم في تعافي الاقتصاد ويكون أحد أعمدة بناء وتنمية الدولة لا بد أن نضع مجموعة من البرامج والخطط التي تعيد إلينا كل الطاقات المهدرة وخاصة في الفئة الشبابية التي يمكن لها أن تمارس الرياضة بشكل احترافي، وهذا يتطلب منا أن نقدم بعض الاقتراحات أو الخطوط العريضة لتلك المعالجات بداية من التعرف على أسباب وجود الطاقات المهدرة وانتهاء بتحويلها إلى طاقات إيجابية تساهم وتساعد في البناء.

خطط تنمية 

وبعد ذلك نستطيع أن نضع الخطط الحقيقة لبناء قاعدة رياضية بداية من مرحلة الطفولة والنشء والشباب لممارسة الرياضة الاحترافية وانتهاء بأن تكون الرياضة للجميع، لأن الرياضة وممارستها على نطاق واسع حتى لو بشكل فردي قوة اقتصادية جيدة للدولة، لأنها تخلص الشعب من الأمراض التي تنهك ميزانية الدولة وتجعل هؤلاء الأفراد عبئا حقيقيا على التنمية.

التخلص من الطاقات المهدرة 

ولذلك سوف نضع في الحلقة المقبلة إطارا لمعالجات التخلص من الطاقات المهدرة من خلال وضع برامج توعية وتكون المدرسة بكل مراحلها هي أحد أهم أدوات تنفيذ برنامج الوعي بممارسة الرياضة وكذلك منح الأمهات برامج تدريبية مجانية على التخلص من العادات الغذائية السيئة في المقام الأول وجعل الممارسة الرياضية اليومية أسلوب حياة يمارس مثل الطعام والغذاء.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى