مشاهد تآمر الجماعات الإسلامية والميليشيات المسلحة على الوطن العربي
منصة «العرب 2030» الرقمية ترصد ما فعله الإرهاب بالبلدان العربية
الوطن العربي فوضى الاخوان العراق لبنان
تقرير – محمد فتحي الشريف رئيس مركز «العرب 2030» للأبحاث
تونس تعاقب المرزوقي بعد خيانة بلاده
والإخوان خاصرة رخوة في ظهر الأمة العربية
انتخابات العراق تظهر دور القوى الاستعمارية الخارجية
ولبنان بين الانهيار الاقتصادي والفتنة الطائفية
شهد الوطن العربي تغيرات جذرية في عام 2011، إذ نجحت القوى الاستعمارية في توجيه سلسلة ضربات قوية لعدد من الدول العربية، تحول فيها المشهد من الاستقرار إلى الفوضى، ومن الأمن إلى الخوف، ومن التنمية إلى الدمار، ومن التقدم إلى التراجع والتخلف، وكانت البداية من العراق في عام 2003 عندما أسقط التحالف الدولي النظام في العراق وزرع فيها الفتن والتنظيمات الإرهابية والميليشيات الإجرامية، وسبق ذلك التمكين لأعوان الاستعمار في بعض البلاد العربية بشكل جزئي في دوائر الحكم منذ نشأة جماعة الإخوان المسلمين في مصر على يد القوى الاستعمارية في بداية القرن الماضي، وكان الربيع في عام 2011 هو الموجة الأقوى والانتصار الأبرز للخونة والمستعمرين الذين غيبوا وعي الشعوب العربية مستغلين الثورة المعلوماتية (الإنترنت) والمنابر الإعلامية التي تديرها القوى الاستعمارية لترويج الأكاذيب وبث الشائعات وتأجيج الشعوب واللعب على أوتار العيش والحرية والكرامة الإنسانية التي لا يعرفها هؤلاء المتآمرون.
الإخوان خاصرة رخوة في ظهر الأمة العربية
شكلت جماعة الإخوان المسلمين الخاصرة الرخوة في ظهر الأمة العربية، وكانت نقطة الانطلاق لكل المتآمرين، وخاصة بعد أن نحج مخططها في محاولة جذب البسطاء والفقراء من أبناء الشعوب العربية من خلال بعض الخدمات التي كانت تمولها دول خارجية تسعى لتنفيذ أجندتها الاستعمارية من خلال تلك المخططات التي تخدم مصالحهم في الدول العربية، وكان وقف وتجفيف منابع تمويل قوى الشر أمرا صعبا في البداية لوجود كيانات مالية تتبع هؤلاء المستعمرين الجدد ولا تخضع للرقابة المالية في حكومات الدول العربية، ولذلك توغلت تلك القوى الشريرة في المجتمع العربي.
نجاح المخطط الاستعماري الجديد
نجحت قوى الاستعمار الجديد في تأجيج الشعوب على الحكام بشكل كبير بمعاونة جماعة الإخوان المسلمين التي لعبت ولا تزال تلعب الدور الأبرز في المشهد الفوضوي الحالي في عدة دول، وعلى الرغم من فضح تآمرها في مصر وتونس والمغرب، إلا أن قيادات الجماعة يسعون للمحافظة على تواجدهم في الجزائر وليبيا، كما أن القوى الاستعمارية لعبت دورا جديدا ومختلفا من خلال أعوان جدد وعملاء مختلفين في بعض الدول مثل العراق ولبنان وسوريا من خلال تأجيج وترسيخ الخلاف المذهبي والطائفي واستحضار صراعات الماضي لتنال من استقرار تلك الشعوب وتشكل مشهدا تعجز أمام تجاوزه أي قوى وطنية مستخدمين حروب الجيل الرابع لتنفيذ مخططاهم.
مشاهد من الفوضى في العراق وتونس ولبنان
إلى ذلك رصدت «منصة العرب 2030» في التقرير التالي الحالة العربية في عدة دول عربية بشكل مقتضب، إذ نلقي الضوء على الأحداث الأخيرة في تونس وخاصة بعد سحب الرئيس التونسي قيس سعيد جواز السفر الدبلوماسي من الرئيس السابق الإخواني المنصف المرزوقي بسبب استدعائه للتدخل الفرنسي في بلاده، كما نلقي الضوء على المشهد الانتخابي الأخير في العراق وما شابه من تزوير متواصل، ونختم التقرير بما يحدث في لبنان من محاولات حثيثة لنشر الفتنة وإشعال الحرب الطائفية من جديد فإلى التفاصيل.
كل يوم نشاهد حلقة جديدة من حلقات توغل الميليشيات والجماعات المتطرفة في بعض الدول العربية، فلم تكن الانتخابات العراقية الأخيرة والتي يشوبها التزوير منذ سقوط العراق في عام 2003 إلا دليلا دامغا على سيطرة الاستعمار الخارجي الذي أسس للطائفية والمذهبية، وعلى الرغم من انتفاضة الشعب العراقي ضد النخبة الحاكمة في مظاهرات تشرين العام الماضي والتي استمرت لمدة ثلاثة شهور وراح ضحيتها عدد من الأبرياء، لم تنصلح أحوال تلك النخبة التي زورت الانتخابات الأخيرة ليستمر المشهد كما هو، هذا هو الحال منذ بداية الربيع العربي، وفي مشهد جديد من مكان آخر نجد تآمر الرئيس التونسي السابق الإخواني المنصف المرزوقي على بلاده مع المستعمر الفرنسي وسحب الجنسية منه نفس الأمر يتكرر في لبنان عندما تطوي البلاد صفحة من صفحات الفتنة تصدم بأخرى وعندما تتجاوز مشهدا من مشاهد الخراب والدمار يظهر مشهد جديد، هذا هو حال بلادنا العربية.
الإخواني المنصف المرزوقي يتآمر مع فرنسا ويحرضها ضد بلاده
عندما يرتفع الوعي وتدرك الشعوب خطر المتآمرين والخونة وتجار الدين وتنكشف حقيقتهم، هنا تبدأ مرحلة جديدة من تصحيح الأوضاع وكشف الخونة، الذين أسسوا للفساد ومكنوا للفاسدين، هذا هو ما حدث في تونس خلال الأشهر الماضية عندما خرج الشعب وطالب بإسقاط جماعة الإخوان التي أفسدت الحياة في البلاد، وكان تجاوب الرئيس التونسي قيس سعيد مع الشعب واتخاذ إجراءات لتصحيح الأوضاع وإقصاء جماعة الإخوان التي سيطرت على البرلمان من خلال حزب النهضة الإخواني برئاسة راشد الغنوشي، ولم تستسلم جماعة الإخوان لقرارات الرئيس وبدأت فصلا جديدا من التآمر على الدولة من خلال أحد قيادتها السابقين وهو الرئيس السابق الإخواني المنصف المرزوقي، الذي دعا السلطات الفرنسية إلى عدم مساعدة “النظام الديكتاتوري” يقصد نظام الرئيس قيس سعيد في تونس مضيفا إنه فخور بقيادة جهود لإلغاء قمة الفرانكفونية التي كانت مقررة في تونس.
وهو الأمر الذي دفع الرئيس التونسي قيس سعيد لسحب جواز السفر الدبلوماسي من المرزوقي، الذي طالب فرنسا بوقف مساعدتها للنظام التونسي.
وطالب سعيّد وزيرة العدل بفتح تحقيق قضائي بتهمة التآمر على أمن الدولة، وقال مشيرا إلى المرزوقي: “تعلمون كيف ذهب أحدهم إلى الخارج يستجديه لضرب المصالح التونسية وأقولها اليوم، الذي قام بهذا سيسحب منه جواز السفر الدبلوماسي لأنه في عداد أعداء تونس”.
وقال قيس سعيد: “سيادتنا قبل كل شيء.. ولن نترك أحدا يتدخل في شؤوننا.. الكلمة للشعب التونسي فقط وليست للخارج ولا للخونة الذين يضربون دولتهم التي تحملوا فيها سابقا مسؤولية”.
وكان المنصف المرزوقي قد دعا في مظاهرة في باريس ضد الرئيس سعيّد، السلطات الفرنسية إلى عدم مساعدة “النظام الديكتاتوري” في تونس. وأضاف إنه فخور بقيادة جهود لإلغاء قمة الفرانكفونية في تونس.
واعتبر منصف المرزوقي أنه “غير معني بأي قرار يصدر من السلطات غير الشرعية” وقال في بيان: “بما أن الحكومة التي عينها غير شرعية لأنها لم تحظَ بثقة برلمان في مخالفة صريحة للدستور، فإنني أعتبر نفسي غير معني بأي قرار يصدر من هذه السلطات غير الشرعية”.
وفي النهاية تبقى الكلمة للشعب التونسي الذي أزاح الإخوان وساعد الرئيس قيس سعيد في مواصلة المسيرة الوطنية حتى تستقر تونس وتنفض الغبار الإخواني عن نفسها.
التدخلات الدولية تفسد المشهد الانتخابي في العراق
إلى مشهد جديد من العراق التي عقدت انتخابات برلمانية مبكرة قبل عدة أيام ولم تحظ بمشاركة كبيرة بعد أن سئم الشعب العراقي من المعالجات الاقتصادية والأمنية التي تقوم بها الحكومات التي أظهرت مدى الولاء للقوى الاستعمارية الخارجية وعلى مدى ثلاثة شهور تظاهر العراقيون ضد الفساد وتردي الأحوال المعيشية وراح ضحية تلك التظاهرات العشرات من الشباب وكانت النتائج والمحصلة بعد عام من ذلك الحراك انتخابات مخيبة للآمال أبقت على المشهد كما هو بعد أن أضعفت الميليشيات والعناصر الإجرامية التي تسيطر على القوى تمكن القوى الوطنية من تحقيق أي شيء لصالح الشعب، وظهر بقوة في المشهد التدخل الدولي والولاء المذهبي الذي رسخه الاستعمار.
وكانت التصريحات الصحافية للأطراف في العملية الانتخابية تؤكد أنها شابها التزوير، إذ قال الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، إنه قد يمتلك قريبا معلومات تثبت بالدليل القطعي ما قال إنه “تزوير الانتخابات”.
تحذير حكومي للميليشيات
من جانبه حذر مهند نعيم، مستشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لشؤون الانتخابات، الأطرافَ التي تفكر بحمل السلاح ضد الدولة، وتحاول إظهار قوتها، بأن تكون نهايتها كما انتهت الحال بزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.
وتابع مستشار الكاظمي بقوله، إنه يتوجب على الأحزاب التعامل بسلاح القانون وهجر عقلية العسكرة، مشيرا إلى أن احتجاجات أكتوبر والدماءَ التي سفكت كانت بداية النهاية للغة السلاح في العراق.
وشهدت الأيام الماضية سجالا بين كافة الأطراف في العملية الانتخابية حول تزوير الانتخابات، إذ قالت مجموعة من المشاركين، إن الانتخابات شهدت تلاعبا واحتيالا في النتائج. بعدما سجلت تراجعاً كبيراً في هذا الاستحقاق، ما يشي بطريق صعب جدا أمام مفاوضات الكتل السياسية الساعية في البرلمان، بهدف تشكيل التكتل الأكبر الذي سيكون له الكلمة الفصل في تشكيل الحكومة.
في حين أظهرت النتائج التي نشرتها المفوضية الانتخابية العليا حلول التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في الطليعة، مؤكدا حصوله على أكثر من 70 مقعداً في مجلس النواب المؤلف من 329 مقعداً.
لبنان بين الفتنة الطائفية والحرب الأهلية
نخرج من مشهد عربي محزن ومخيف إلى مشهد آخر أكثر حزنا وخوفا، إذ ننتقل إلى المشهد اللبناني، الذي شهد في الأيام الأخيرة أجواء جديدة من الفتنة والطائفية، وذلك بالتزامن مع أزمة اقتصادية طاحنة وضعت الدولة على حافة الإفلاس وخلقت حالة من الجمود على الرغم من الإجراءات السياسية الحالية.
حزب الله يؤكد: لن ننجر إلى حرب أهلية
أصدر حزب الله بيانا صحافيا يوم الجمعة الماضية علق فيه على الأحداث التي تشهدها البلاد، إذ قال: لن ننجر إلى حرب أهلية حتى مع كيل الاتهامات لحزب القوات اللبنانية المسيحي الذي يقول إنه قتل سبعة شيعة في أدمى أعمال عنف تشهدها بيروت منذ سنوات.
ويؤكد الاتهام، الذي نفاه حزب القوات اللبنانية، تفاقم التوتر الطائفي بعد أحداث العنف التي وقعت الخميس الماضي والتي بدأت بعدما بدأ محتجون في التجمع بدعوة من جماعة حزب الله للمطالبة بعزل القاضي طارق بيطار الذي يحقق في انفجار ميناء بيروت العام الماضي.
خلاف سياسي حول قاضي تحقيقات مرفأ بيروت
بدأت الشكوك تدور حول جدية التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت من بعض الأطراف بعد خلاف سياسي مرير حول محاولات قاضي التحقيقات استجواب مسؤولين منهم حلفاء لحزب الله.
واندلعت على أثر ذلك أحداث عنف عند خط التماس بين حدود الأحياء المسيحية والشيعية في بيروت، ما ينذر بمخاوف من انعدام الاستقرار في بلد تكثر فيه الأسلحة ويعاني من أحد أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم.
وفي النهاية نقول إن بسبب الوطن العربي فوضى الاخوان العراق لبنان أصيب بنكبات كثيرة نتيجة التآمر الخارجي الذي أسس للفتنة والمذهبية والقبيلة، واستطاع هؤلاء المستعمرون أن يستخدموا قوى الإسلام السياسي في تحقيق مطامعهم، فكانت جماعة الإخوان المسلمين أحد أذرع الاستعمار لخراب ودمار الوطن العربي والأمة الإسلامية، التي بدأت الشعوب العربية تدرك خطورة هؤلاء المجرمين لتقصيهم من المشهد في مصر وتونس والمغرب، ويتبقى الأمل معلقا على الوطنيين في كل مكان.
بعد ان تناولنا موضوع الوطن العربي فوضى الاخوان العراق لبنان يمكنك قراءة ايضا
منصة «العرب 2030» الرقمية ترصد ما فعله الإرهاب بالبلدان العربية