المستشار عمرو محمد أحمد يكتب.. الوطن حياة
إن الأزمات العالمية المتلاحقة سوف توجد التركيز الشديد لجميع دول العالم على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
وقد يتمخض عنها احتواء سلبيات العولمة بنشر الوعي الوطني من منطلق الحفاظ على الدولة الوطنية واستيعاب كل إيجابيات الأنظمة السياسية المختلفة واستخدام المزح حسب المتغيرات أو التحديات لتك الأنظمة وتتلاشى المسميات المذهبية مثل الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية ويتم إحلالهم بكلمة واحدة فقط وهي الوطنية.
إن أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا هي في حقيقة الأمر مواجهة مباشرة بين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية للخروج من حالة الهيمنة ومواجهة سلبيات العولمة.
إن الصدام قد يحدث نقطة نظام عالمي جديد يعبر بصدق عن سلبيات العولمة والحفاظ على الدولة الوطنية، وإن تكلفة التغيير باهظة ويتحملها جميع شعوب العالم، وإن شعار الديمقراطية يتلاشى في مجلس الأمن باستخدام حق الفيتو، وهو أكبر المؤسسات في الأمم المتحدة ونستعرض أحداث المذهبية من الواقع.
إن روسيا وهي تمثل النظام الشيوعي في العالم تحصد ثمار بيع المستثمرين الأجانب في دولتها وتحيد وحدة النقد الأكثر قبولا في العالم وهي الدولار الأمريكي.
إن الاستثمارات الأوروبية داخل الدولة الروسية يخالف المذهب الشيوعي، وقد أوجدته الضرورة للإبقاء على الدولة الوطنية الروسية بعد إعلان تفكيك الاتحاد السوفيتي في ٢٥ ديسمبر عام ١٩٩١.
وعلى الجانب الآخر..
نجد أن حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وهو يمثل المذهبية الرأسمالية (الاقتصاد الحر) يتخذ قرارات تتعارض مع المذهبية الرأسمالية وما يسمى بالاقتصاد الحر بفرض حصار اقتصادي على الدولة الروسية، وهو ما يعبر عن المذهب الشيوعي ويتعارض أيضا مع المذهب الرأسمالي والاشتراكي لدول الجوار والممثلة في الدول الاشتراكية ودول الاتحاد الأوربي للبقاء على الدولة الوطنية.
إن أكبر دولة في العالم هي الولايات المتحدة الأمريكية وتقود النظام العالمي وصاحبة فكرة العولمة والنظام الرأسمالي (الاقتصاد الحر)، والواقع العملي يقول هي تستخدم جميع المذاهب، ويوجد بها مؤسسات المجتمع المدني، وهو يعبر عن النظام الاشتراكي، وأيضا يوجد بها النظام الشيوعي، عندما يحدث تهديد للأمن القومي ومن هذا المنطلق تعلو كلمة الوطنية ونستخلص أن جميع المذاهب تعبر عن سلوك بشري.
فالاقتصاد الرأسمالي (الاقتصاد الحر) في حالة الاستقرار والنظام الاشتراكي تستخدمه الدولة في حالة فشل الإدارة الرأسمالية وتتدخل لإعادة الاستقرار والنظام الشيوعي، وهو الشعور بالخوف الشديد، وتتلاشى تلك المذاهب في كلمة وهي الوطنية.
إن المذهب الوطني سوف يسود العالم ويقوده لهدف الاستدامة وتأمين الموارد الذاتية وإعادة التحالفات طبقا للالتصاق الجغرافي (دول الجوار) ونزع بؤر التوتر، وتعود المنافسة كواقع يفرض نفسه بقوة على العالم، وتتلاشى الهيمنة بتحقيق الاستدامة، وعلينا استعراض الواقع الحالي، فإن العالم يشهد عدة تكتلات لدول العالم:
الكتلة الشرقية بقيادة روسيا والصين.
الكتلة الأوروبية بقيادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان.
الكتلة المعارضة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا.
والكتلة الناشئة بقيادة الدولة المصرية وهي تستوعب جميع التكتلات.
وقد تعتمد التجارة البينية بين دول التحالفات إلى نظام المقايضة (سلعة مقابل سلعة)، أو التمسك بوحدة النقد المحلية لكل تكتل أو دولة، كما هو في الحالة الروسية، وهو أمر طبيعي أن روسيا تبيع منتجاتها بالروبل الروسي، والاتحاد الأوروبي يبيع منتجاته باليورو، وجميع دول العالم لها الحق في استخدام وحدة النقد الخاصة بها.
إن المذهبية الوطنية تسود العالم لأن الوطن حياة.
ومصر الجمهورية الجديدة تعبر بصدق عن الضمير العالمي على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وسوف تقود تكتل الدول الناشئة وتستوعب جميع التكتلات، مصر شعب عظيم يقوده فارس.
وللحديث بقية..
حفظ الله مصر وقائدها وشعبها العظيم.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب