إعداد الباحثة: هبة فريد محرم
مقدمة:
أصبحت التكنولوجيا اليوم من الأدوات التي لا غنى عنها في أي مجتمع من المجتمعات وعاملا من عوامل قياس مدى تطوره وتقدمه وآلية من آليات إنجاز المهام في العديد من المؤسسات والشركات خاصة بعد الانتقال والتحول من عصر الثورة الصناعية إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة الذي يطلق عليه عصر التكنولوجيا، بل وبات الانتقال إلى عصر التحول الرقمي ضرورة ملحة لمواكبة التغيرات الراهنة والمتسارعة عالمياً.
ولا ينفك يجد الباحث في الشأن التكنولوجي في أي مقام لمقال عنها – ذكر مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تحتل قسطا من الحياة اليومية كبيرا لفئات عمرية مختلفة. ومن أبرز تلك المواقع المدونات والفيسبوك واليوتيوب وتويتر وإنستغرام وغيرها من المواقع التي صارت تتنافس وتتلاحق في الاستحواذ على عدد أكبر من المستخدمين يوميا. وتسهم تلك المواقع بشكل أو بآخر بدور لها في المجتمع يؤثر على المعرفة والسلوك وطبيعة وأنماط ممارسة الحياة اليومية لدى عديد من المستخدمين مع اختلاف توجهاتهم وبيئاتهم وعقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم واهتماماتهم. بل وتستخدم في صناعة محتوى معلوماتي يتوافد عليه ملايين من المتابعين من مختلف أنحاء العالم.
وقد دأبت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي استقطاب فئات مختلفة تنشر بصفة يومية محتوى ما عليها يؤثر بشكل أو بآخر فيمن يشاهدون هذا المحتوى مع اختلاف مشاربهم وظروف تعرضهم وأدوات تعرضهم لهذا المحتوى. وباتت الشكوى كثيرة في عديد من المنصات واللقاءات والحوارات والكتب والدراسات من قلة الوازع المعرفي والثقافي بفروعه المختلفة في عصر يطلق عليه البعض مجازاً اسم عصر المعلومات. وفي المقابل نجد أن طبيعة المحتوى المنشور على كثير من قنوات اليوتيوب يميل إلى الرمزية والخيال وبعضها يميل إلى ما يثير جدل المتابعين- سواء سلباً أو إيجاباً- ولكن القيمة المعرفية أو الفائدة المستقاة تكاد لا تذكر، بل وقد يغيب معها في كثير من الأحيان ملكات فكرية ضرورية في ظل سيل متدفق من المعلومات وأحيانا -بل كثيراً- شائعات تغرق المحتوى الاتصالي على اليوتيوب في كثير من المجالات.
يسلط البحث الضوء على أهمية اليوتيوب كموقع من مواقع التواصل الاجتماعي يمكن الاعتماد عليه في استقاء المعلومات والمعارف المتنوعة خاصة في ظل التحولات الراهنة وجائحة كورونا التي أثرت على العالم أجمع. وأعطت الفرصة إلى المكوث بشكل أكبر في المنازل لقضاء المصالح والاحتياجات بدلاً من التزاحم والتقاط العدوى في ظل تلك الأوبئة التي تجتاح العالم.
والحاجة إلى الثقافة والمعرفة حاجة إنسانية مشروعة، ورغبة الإنسان في المعرفة لا تتوقف عند حد ولا يجب أن تتوقف طالما أن هناك دوافع ومعززات لطلب المعرفة وطالما أن البيئة المحيطة تستدعي التدخل العقلي في كثير من الأمور التي تستعصي التعامل معها بدون قاعدة معرفية وأصول علمية راسخة. إن التعدد والتنوع المعرفي في عصر المعلومات جعل الإنسان أمام سيل متدفق من المعارف المنظمة وغير المنظمة، وجعله في حاجة لأن يتعامل مع عدة مصادر، وأبرز تلك المصادر هي الوسائل الإعلامية التي من أهم وظائفها المتعارف عليها بين أهل الإعلام: التثقيف والإرشاد. وباتت مواقع التواصل الاجتماعي تستهلك الوقت الأكبر من حياة مستخدميها فيمكن القول بأن التعرض لما يعرض من ملفات الفيديو المرئية على اليوتيوب له كبير الأثر في تشكيل اتجاهات ومعارف واهتمامات المتابعين، ويؤثر في دعم أو انتقاد خبراتهم المعرفية السابقة، ويسهم في تكوين خبرات معرفية جديدة قد يحتاجونها بشكل أو بآخر.
وإذا ما نظرنا إلى طبيعة المحتوى الثقافي على اليوتيوب، نجد أن أغلب هذا المحتوى يتناول الألعاب الرقمية وإيجاد بيئة افتراضية للتعامل معها، كما أن بعض هذا المحتوى يتناول موضوعات سياسية محلية ودولية مثيرة للجدل بالسخرية والتهكم والانتقاد السلبي، والبعض الآخر يتناول قضايا علمية مثيرة للجدل أيضاً، لكنها تتسم بالغرابة والنزعة الأقرب إلى الخرافة وعدم التصديق في كثير من الأحيان كتلك التي تسلط الضوء على كائنات غريبة الشكل والأطوار تظهر في المحيطات أو البحار أو اكتشافات أثرية غريبة تكاد لا تصدق في دول المكسيك وإندونيسيا وغيرهم، أو اكتشافات لمخلوقات عجيبة نصفها آدمي والنصف الآخر غير آدمي، أو تلك التي تتناول الحظ في عام 2021، 2022، وتلك التي تتنبأ بأحداث غريبة وسيئة في السنوات القادمة لدول وأشخاص، وتلك التي تتحدث عن آثار على الرمال أو الأرض وتحولت لقوة تسيطر وتفعل، وأخرى تتحدث عن شائعات ترتبط بمجالات عدة طبية وصحية واقتصادية واجتماعية وسياسية. ناهيك عن بعض المحتوى الذي يتناول نهاية العالم بأشكال شتى. أضف إلى ذلك محتوى فني شديد الإسفاف، أو فكر إعلاني ودعائي مغاير لما تم التعارف عليه بأخلاقيات المهنة ومواثيق الإعلان. وبالطبع يحصد هذا المحتوى كم كبير من المشاهدات والتعليقات ويتم التعاطي معه بشكل كبير. وفي المقابل قلما نجد محتوى يهتم بالترويج لقيمة علمية ومحفزات فكرية في قضية ذات أهمية وذات أولوية.
إشكالية البحث: تتجسد إشكالية البحث في التساؤل الرئيسي الآتي: ما دور نظرية الغرس الثقافي في تفسير العلاقة بين التعرض لقناة هل تعلم على اليوتيوب وبين الوعي الثقافي لجمهور المتابعين؟
ويتفرع عن هذا السؤال الأسئلة الفرعية الآتية فيما يتعلق بموضوع تحليل المضمون للقناة:
- ما طبيعة المحتوى المعروض على قناة هل تعلم شكلاً ومضموناَ؟
- ما الموضوعات التي تعرضها قناة هل تعلم على اليوتيوب؟
- ما أبرز مصادر معلومات الواردة في الفيديوهات في عينة البحث؟
- ما طبيعة مضمون التعليقات الواردة أسفل محتوى الفيديوهات عينة الدراسة؟
- ما اتجاه التعليقات المتاحة للتحليل ضمن عينة البحث أسفل فيديوهات القناة المذكورة؟
- كيف تفسر النتائج العلاقة بين اتجاهات التعليقات الواردة والوعي الثقافي الذي تنشره الفيديوهات المذكورة؟
أهمية الدراسة: تبدو أهمية الدراسة في أنها تقوم بتوظيف نظرية الغرس في دراسة الشبكات الإعلامية والاتصالية الجديدة وهو ما يقل ويكاد ينعدم وجوده في الدراسات الإعلامية الحديثة وبالتالي فهي تثري الدراسات الإعلامية والمكتبة العربية.
كما أن البحث يقدم نتائج قابلة للتطبيق تتعلق بدور اليوتيوب في إطار نظرية الغرس الثقافي كأداة للتثقيف وزيادة الوعي الثقافي لدى الجمهور.
كما يعطي البحث الفرصة للتعرف على متطلبات توظيف نظرية الغرس في دراسة الشبكات الاجتماعية في إطار موضوعات جديدة وذات صلة بالتوعية الثقافية كقاعدة انطلاق لدراسات مستقبلية.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى:
- معرفة العلاقة بين التعرض لقنوات التثقيف والمعرفة على اليوتيوب ودرجة الوعي الثقافي لدى جمهور المتابعين.
- معرفة العوامل المؤثرة في عملية التعرض من حيث دوافع المشاهدة وأنواعها، وكذلك مدى إدراك الجمهور لواقع المضمون المقدم.
- التعرف على أبرز المضامين والموضوعات التي اهتمت بها القناة.
- معرفة مصادر المعلومات التي يتم الاعتماد عليها في عرض المضمون.
- كما تستهدف تحديد مدى إمكانية قياس ورصد الأهداف السابقة من خلال تحليل مضمون تعليقات الجمهور المتابع للفيديوهات التي تنشرها القناة.
صعوبات الدراسة:
وجدت الدراسة بعض الصعوبات فيما يتعلق بتنميط وتصنيف فئات التحليل لتتفق مع نظرية الغرس ومتطلبات أهداف الدراسة والنتائج المرجو تحقيقها؛ خاصة وأنه يتم تحليل إحدى قنوات اليوتيوب في إطار دراسة الحالة. كما أن البحث حالياً يجد صعوبة في توفر بعض الدراسات المماثلة لاستخلاص النتائج المشابهة التي يمكن الاستشهاد بها في هذه الدراسة، وبالتالي فهو يعد من البحوث النادرة في نفس الإطار. مما يعني ضرورة إجراء بحوث مستقبلية مماثلة على قنوات مختلفة في مجالات مختلفة، لإثراء المكتبة الإعلامية.
منهج الدراسة:
يوظف البحث منهج دراسة الحالة؛ حيث تم التعامل مع عينة من فيديوهات قناة هل تعلم المنشورة على اليوتيوب بغرض تحليل مضمونها في إطار نظريات الدراسة؛ بغرض التوصل إلى سماتها وخصائصها ومن ثم تحقيق النتائج المرجوة، ثم بعد ذلك يتم تحليل جزئي لبعض التعليقات المنشورة؛ بغرض استخلاص السمات الخاصة التي تميز بعضها داخل القناة. ثم تحديد الخصائص والسمات النهائية للقناة كأداة تثقيفية ولتوجهات التعليقات المندرجة بها كطرف متأثر بمضمون القناة، وبيان مدى اختلافها أو اتفاقها مع المضمون المقدم والنتائج المرجوة من إجراء البحث.
مجتمع البحث:
يتمثل مجتمع البحث في مستخدمي اليوتيوب من المشاهدين والمتابعين لقناة هل تعلم على اليوتيوب، وعليه أمكن تحديد عينة الدراسة.
عينة البحث:
اعتمد البحث على العينة الغرضية في اختيار الفيديوهات الخاصة بالتحليل من ضمن فيديوهات إحدى القنوات التي تهتم بنشر الموضوعات الخاصة بالمعارف والأحداث المعرفية؛ للوقوف على دورها في تنمية الوعي الثقافي لدى المتابعين. وقد تم اختيار قناة هل تعلم عينة لدراسة الحالة؛ كأحد القنوات التي تهتم بنشر المعرفة والمعلومات الثقافية المتنوعة على اليوتيوب؛ فهي تتسم بتنوع موضوعاتها وللتعرف على مدى احتوائها على محتوى يمس الخرافة من قريب أو بعيد، بجانب كونها من أكثر القنوات مشاهدة ومتابعة مقابل عدد من القنوات الأخرى، مثل: قناة أغرب وقناة مجلة المعرفة وبعض القنوات الناشئة، ورابط قناة هل تعلم كالتالي: هل تعلم؟[1] –
وقد تم ترتيب صفحة فيديوهات القناة المذكورة حسب الأكثر شهرة ليقع الاختيار على أول إثني عشر (12) فيديو في الترتيب، كما سيظهر في الشكل التالي:
وبالتالي يمكن تحديد خصائص عينة الدراسة كالتالي:
بالنسبة لخصائص القناة مقارنة ببعض القنوات الأخرى: تمت متابعة عدد من المعلومات حول القناة، مثل: عدد الاشتراكات، موقعها الجغرافي من خلال البيانات المتاحة على حساب القناة على اليوتيوب ومعلومات الاتصال، وتمت متابعة بعض القنوات الأخرى لتبينها ومعرفة خصائصها مقارنة بالقناة المذكورة. وقد كانت البيانات المذكورة كما بالجدول رقم (1) في ملحق رقم (1).
بالنسبة لفيديوهات القناة عينة الدراسة: وقع الاختيار على عينة من الفيديوهات التي تنشرها القناة؛ إذ تم ترتيبها حسب الأكثر شهرة، الأحدث من حيث النشر، والأقدم من حيث النشر، وقد وقع الاختيار على الفيديوهات المُرَتّبَة حسب الأكثر شهرة؛ لأنها تدل على انتشارها لدى جمهور المتابعين وتحظى بدرجة مشاهدات أعلى من مثيلتها، كما أنها قد تكون منشورة قديماً أو حديثاً حسب نسب المشاهدة وزمن النشر. وعليه تم الاعتماد على عينة غرضية قوامها (12) فيديو في إطار منهج دراسة الحالة. والعينة الغرضية هي عينة منطقية موضوعية تذهب مباشرة إلى تنفيذ الغرض[2]، وقد تم عمل مسح عام لسمات تلك الفيديوهات من حيث نسب المشاهدة وعدد التعليقات والإعجابات وزمن العرض وتاريخ النشر، وكل فئة منها تحمل دلالة محددة سيتم التطرق لها لاحقاً.
الإطار النظري
أصبحت وسائل الإعلام تمارس دوراً جوهرياً في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة، حيث تعد وسائل الإعلام مصدراً رئيساً يلجأ إليه الجمهور في استقاء معلوماته عن كافة القضايا السياسية، والثقافية، والاجتماعية بسبب فاعليته الاجتماعية وانتشاره الواسع فهو – الإعلام – بقدرته على الحراك ومخاطبة القسم الأعظم من التكوين المجتمعي، يمتلك الإمكانية على التـأثير الذي لا يأخذ صورة مباشرة وإنما يقوم بتشكيل الوعي الاجتماعي بصورة غير مباشـرة، وبوتيرة متسارعة غير ملحوظة دون مقدمات. كما يمثل الإعلام عنصراً مؤثراً في حيـاة المجتمعات باعتباره الناشر، والمروج الأساس للفكر والثقافة، ويسهم بفاعلية فـي عمليـة تشكيل الوعي الاجتماعي للأفراد إلى جانب الأسرة والمؤسسات التعليميـة والمؤسـسات المدنية؛ بل إنه في كثير من دول العالم أحد منتجي الثقافة عن طريقه التفاعـل والتـأثير الإنساني المتبادل، وفى السنوات الأخيرة اكتسبت وسائل الإعلام، باختلافها، أبعاداً جديدة زادت من قوة تأثيره على الأفراد والجماعات. أضف إلى ذلـك أن الإعـلام باعتبـاره مؤسسة اجتماعية هامة في المجتمعات البشرية يحمل مـضامين اقتـصادية، وسياسـية، وأيديولوجية إن لم تكن لها القدرة على ترسيخ ثقافة المجتمع وهويته، فإنها تـؤدي إلـى تزييف الوعي وإفساد العقول[3]. يقوم البحث بتوظيف نظرية الغرس الثقافي في سبيل التوصل إلى نتائج تتعلق بمدى تأثير المحتوى الإلكتروني على اليوتيوب كأحد مواقع التواصل الاجتماعي على الوعي الثقافي لدى جمهور المتابعين.
وطبقاً لجربنر فإن هناك ثلاثة أنواع من القصص المحكية: كيف تعمل الأشياء: هناك قصص خيالية تكشف عن تفاعلات غير مرئية في الحياة الإنسانية، كيف هي الأشياء؟: هناك قصص للأخبار تؤكد رؤى وقواعد وأهداف خاصة للمجتمع. ماذا تفعل الأشياء؟: هناك قصص لقيم واختيارات؛ كالقوانين والدين.
وقد أدى ظهور وسائل الاتصال الحديثة من الأقمار الصناعية والتليفزيون الكابلي، والإنترنت إلى طرح تساؤل مهٍم حول مدى تأثير ظهور هذه الوسائل على عملية الغرس الناتجة عن المشاهدة التليفزيونية، ومعرفة تأثيرات البيئة الاتصالية الجديدة على مفاهيم وقيم المجتمع[4].
وهناك 3 أنواع من القيم التي تكون مفهوم الثقافة مع بعضها البعض، والتي تنتشر بشكل أكبر من خلال التلفاز. تتنوع البرامج المتاحة إلى إخبارية وثقافية وتسلية وتعليمية وبرامج للأطفال والمرأة وغير ذلك، ولكنها جميعا تؤثر في المعلومات الثقافية للأفراد والمجتمع ككل.
تؤكد نظرية الغرس على أن التلفاز لا يؤثر على ما يحدث في العالم الخارجي، ولكنه يقدم عالماً افتراضياً يركز على قضايا معينة تعتمد على إرادة واهتمامات المتحكمين بالاعلام. فعلياً، إن التعرض للتلفاز ونقص الخبرة المباشرة حيال قضايا متنوعة، من شأنه أن يخلق واقعاً أقرب لأن يكون حقيقياً للمتلقين.[5] وتكون الصورة أكثر مقاربة بالنسبة للمستحدثات التكنولوجية؛ حيث أن اليوتيوب يمثل إحدى أدوات إعلام المواطن، والذي يستخدمه الأفراد لبث محتويات تقارب اهتماماتهم وتتحدث عن قضاياهم سواء الخاصة أو العامة- مهما كانت طريقة تعاطيهم وتعاملهم معها، ومهما كانت تمثل الواقع أم لا إلا أن كثير من متابعي القنزوات على اليوتيوب يتعاملون معه على أنه يمثل نافذة حقيقية لواع وحياة أشخاص ومجتمعات.
إجراءات تطبيق بحوث الغرس الثقافي:
حدد جربنر أربع خطوات يمكن اتباعها عند إجراء بحوث الغرس الثقافي[6]:
- تحليل الرسالة الاتصالية: في هذه الخطوة يقوم المؤلف بتحديد الأطر الأكثر تكراراً وإثارة واستعدادا؛ بما تشمله من صور وقيم وأطر تصويرية Portrayals.
- تحديد توقيت التعرض: يحدد فيها الباحث حجم الوقت الذي يقضيه المشاهد أمام التلفاز باليوم، ثم يقارن المشاهد الأكثر تعرضاً بالآخر الأقل تعرضاً.
- فحص مشاهدات الناس عن العالم: وفيها يوجه الباحث للمتلقين مجموعة أسئلة ليست ذات علاقة مباشرة بالتلفاز. ويختلف البحث الحالي في إجراء الدراسة من حيث اعتماده على التحليل الكمي والكيفي للمضمون لفحص مشاهدات الجمهور المتابع لقناة هل تعلم عن العالم ” من خلال رصد حجم المشاهدات والتعليقات والإعجابات على كل فيديو ضمن عينة الدراسة)، بجانب أنه يهتم بدراسة التعليقات كيفياً لاستخلاص نتائج في نفس الاطار.
- تأسيس وإقامة علاقات. وفيها يتم تحديد ما إذا كان حجم المشاهدة له علاقة بنيتهم للاستجابة لتساؤلات مشابهة لأيديولوجيات وقيم وحقائق متكررة ومهيمنة في عالم التلفاز. قد تؤثر هذه العلاقات في مساهمات المشاهدين في تكوين تصوراتهم حول الواقع الاجتماعي. المجموعات المختلفة لديها آراء متباينة ولذلك تأثيرات التلفاز لا يتم اكتشافها إذا تشابهت إجابات الجمهور، ولكن الأشخاص الأكثر تعرضاً يعطون إجابات مختلفة قليلا عندما يتجاوزون هذه المجموعات. ويتم تطبيق ذلك في البحث الحالي من خلال دراسة تأثيرات الغرس التي تظهر في نصوص التعليقات الخاصة بالمتابعين، من خلال عملية تحليل كيفي في إطار عدد من الفئات ذات الصلة.
مفاهيم النظرية:
النافذة السحرية: كبعد من أبعاد مفاهيم دراسة نظرية الغرس حددها هاوكينز على أنها الدرجة التي يسمح بها التلفاز للجمهور بملاحظة الحياة المستمرة، سواء كانت موجودة في العالم الحقيقي أو تقدم نفسها من خلال الدراما….. وبالتالي حدد العلماء ثلاثة عوامل لتقييم التوقعات الاجتماعية والواقع الاجتماعي[7]:
–الواقع المادي Physical Actuality: والتي يستخدمها الأطفال لتحديد ما إذا كانت المادة التليفزيونية واقعية أو غير ذلك.
–الإمكانية: التي يتم تحديد مدى قابلية أن يحدث ذلك في العالم الحقيقي أو لا؛ مثل: تقديم الناس على أنهم يطيرون بأجنحة ويسمى هذا الاستحالة الفيزيقية Physical Impossibility.
–الاحتمالية والربط: تشبه المعيار السابق، ولكن الربط يشير إلى مدى إمكانية ملاحظة أن الظاهرة على التلفاز موجودة في العالم الحقيقي أم لا، بينما الاحتمالية تشير إلى مدى إمكانية حدوثها من عدمه.
ونحن لا نستقي معارفنا فقط من الخبرات الشخصية، بل أيضا من خلال قصص متنوعة[8]. ويعد نموذج تمثيل تأثيرات الغرس من أبرز الاتجاهات الحديثة لنظرية الغرس الثقافي، حيث يركز على استخدام النماذج التليفزيونية كمعلومات أساسية لبناء الأحكام، وتكون تأثيرات الغرس نتاجًا لعملية تمثيل النماذج التليفزيونية، وهي عملية تتطلب القليل من الجهد، واستخدام بعض المصادر المعرفية. كما أن المبحوثين في دراسات الغرس يوظفون إستراتيجية التمثيل المعرفي، والتي يفكرون بدقة قبل صنع الأحكام على ما يشاهدونه. وفى بعض الأحوال، يقوم المبحوثون بالبحث عن المعلومات خلف ما يشاهدونه على شاشات التليفزيون، وفي تلك الحالة تكون تأثيرات الغرس التليفزيوني محدودة وغير متكاملة[9].
تؤكد الدراسات والأبحاث على انتشار عملية استخدام مواقع التواصل لدى شريحة كبيرة من الجمهور. وتختلف طبيعة الاستخدام في مجتمع دون الآخر[10].
يدعم القول السابق أيضاً نتائج دراسة أجرتها (سارة نصر، 2021، ص131)[11] على عينة من مستخدمي الشبكات الاجتماعية، قوامها (400) مفردة، بهدف التعرف على مدى اعتمادهم على الحملة الإعلامية الحكومية لتصحيح الشائعات وتأثيراتها المختلفة وعلاقته بمصداقية المواقع الاجتماعية الإلكترونية لديهم كمصدر ومروج للشائعات- توصلت إلى أنهم يستخدمون الفيسبوك بنسبة (100%)، واليوتيوب في الدرجة الثانية بنسبة (85.5 %)، فإمكانياته تتيح عرض الفيديوهات، ما يتطلب مستخدم أكثر وعياً ومضمون أكثر تحديداً.
ولا بد من الاعتراف بأن الشباب العربي هو أكثر فئات المجتمع تأثراً بعمليات الغزو الثقافي؛ نتيجة للانفجار المعرفي الهائل، وتطور وسائل الإعلام الجماهيريـة، وبالـذات الفضائيات التي توصف وسائل الإعلام بوصفها الراهن إذا تمثل متغيراً اجتماعيا، وثقافياً مهماً في حياة الشباب، فهو المصدر الرئيس للمعلومات والتعلم وهو أحد مصادر عمليات تشكيل الوعي الاجتماعي في عصر العولمة الإعلامية[12].
في واقع الأمر، يعيش الشباب العربي أزمة ما يسمي بالتغيير، حيث يواجه الـشباب العربي العديد من الظواهر السلبية التي تتعلق بالمحيط الاجتماعي الذي تسوده جملة مـن القيم الرديئة، والتناقض الثقافي، والفوضى الاقتصادية، والفقر، والتسلط، والانحراف بكل صوره وأشكاله وأنواعه، في عصر تتزاحم فيه وسائل الإعلام وشبكات الإنترنت على بث أكبر قدر ممكن من المعلومات المختلفة وفي ظل سياسة الانفتاح وفي عـصر الإعـلام المعولم يمكن مشاهدة ومتابعة ما يجري بسهولة، وفي ظل محـاولات أصـحاب القـوة والنفوذ نشر أفكارهم وتسويق توجهاتهم، أصبح الشباب أكثر عرضة للتيارات المتلاطمـة والأفكار المتناقضة والمعلومات المتجددة التي أصابت قدرتهم على تحديـد خيـاراتهـم وأولويات مجتمعهم واحتياجاتهم. مما يجعلهم يستمدون من هـذه الـسماوات المفتوحـة، سلوكهم، ونمط تفكيرهم، وأسلوب حياتهم بحيث يصبح التقليد والمحاكاة لمظـاهر الحيـاة الغربية نمطاً اجتماعيا سائداً في حياتهم اليومية، وسلوكاً متحضراً في عمليـة التثقيـف[13].
وتتضمن ميكانيزمات التفاعل الاجتماعي للشخصية التأثير المتبادل لسلوك الأفراد أو الجماعات الذي يتـم عادة عن طريق الاتصال الذي يتضمن بدوره العديد من الرموز المشتركة، كما أنه نظام ترتبط أجزاءه كالإقبال، والتعاون، والاتصال، كالاهتمام بالآخرين مع بعضها، ويتوقف عمل كل جزء على عمل بقية الأجزاء وعلى هذا الأساس يقوم الأفراد الذين يحدث بينهم التفاعل بتغيير سلوكهم [14].
مفهوم الثقافة والوعي الثقافي:
يتفق معظـم الأنثربولوجيون علي أن الثقافة تشير في معناها العام إلي أساليب الحياة التي تنشر في كافة المجتمعات الإنسانية خلال فترة زمنية محددة مع الأخذ في الاعتبار عدم الخلط بين الثقافة كمفهوم تحريري للسلوك كالأنشطة والأفعال المادية التي جاءت في صورتها المصنفة نتيجة أنماط معينة من السلوك الإنساني، فالإنسان يحقق توافق جمعي من خلال الثقافة مع البيئة المحيطة، كالظروف التاريخية الأمر الذي يجعلنا نفهم الثقافة على أنها استجابات توافقية لمثل هذه الظروف التي يعمل الإنسان من خلالها على تطور الثقافة حتى لا تحد من حركته وسلوكه[15]. ويرى هكسلي- (Hicksely) أن الثقافة هي كيان مشترك أو قابل للمشاركة من التكوينات المادية والاجتماعية التي يخلقها الأفراد الذين يعيشون معا في مجتمع ما.
والثقافة من منظور آخر هي كل ما يصطنعه الإنسان من مؤسسات وقيم وعادات ومعارف ومنظومات أخلاقية ينظم بها وجوده[16]. كما يرى رادكليف براون brown Radcliffe) أن الثقافة هي العملية التي يكسب الفرد بواسطتها المعرفة والمهارة والفكر والمعتقدات والذكاء والعواطف، وذلك عن طريق الاتصال بأفراد آخرين أو من خلال أشياء أخرى كالكتب والأعمال الفنية. وتختص الثقافة بكل أمة على حدة، ترتبط قبل كل شيء كأكثر من أي شيء مبلغة الأمة أولها، لأن اللغة واسطة التفكير فضلَا عن كونها واسطة نقد الآراء كالأفكار ولتبليغ الأحاسيس والانفعالات، وقد عبر العلماء عن عمل اللغة في تفكير الإنسان بقولهم ” التفكير بمثابة التكلم سرا، والتكلم سرا بمثابة التفكير جهرا”.
واستنادًا إلى نظرية الغرس، يمكننا أن ندعي أن الجماهير من البلدان المستوردة لديهم فرصة أكبر في أن يتم تربيتهم نحو فهم أعمق تجاه الثقافات المتباينة وخيال أكثر وضوحًا بسبب التعرض الطويل المدى للمنتجات الإعلامية التي تم إنشاؤها من أنظمة وسائط مختلفة. في المقابل، سيختبر الجمهور من البلدان المصدرة تعرضًا طويل المدى لوسائل الإعلام التي تم إنشاؤها من نظام إعلامي واحد وقد يكون أقل حرصًا على فهم أو حتى تفسير الوسائط المنتجة من أنظمة وسائط أخرى[17].
وتوصي (دعاء يوسف، 2017) في دراستها بضرورة الاهتمام بزيادة تقديم البرامج الإرشادية.. والتوسع في استخدام الوسائل الحديثة عبر الإنترنت وإنشاء صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وغيرها[18]. وهو ما يؤكد دور هذه البرامج الإرشادية ومواقع التواصل في نشر الوعي الثقافي بين الجمهور بصورة كبيرة.
الدراسات السابقة:
- دراسة (هدير متولي عليوة، 2020)[19]: توصلت إلى وجود فروق بين الجمهور المصري عينة الدراسة في درجة الانتماء الوطني وفقا لأسباب ودوافع تعرضهم للأفلام المصرية التي تناولت الجاسوسية على موقع اليوتيوب بتقدم الدوافع النفعية بمتوسط 2.285% ونسبة 76.2% على الدوافع الطقوسية بمتوسط 1.99 ونسبة 66.3%، وأرجعته الباحثة إلى رغبة الجمهور في التعرف على الجاسوسية وتأصيل الانتماء الوطني.
- دراسة (نصيف غالي حنا، 2014) [20]: توصلت إلى صحة الفروض التالية: تعد وسائل الإعلام من المؤسسات الأكثر تأثيرًا في معدلات المشاركة السياسية للمرأة. كما أن هناك علاقة ارتباط طردية بين دور وسائل الإعلام ومستوى المشاركة السياسية للمرأة. كذلك تعد وسائل الإعلام وما تبثه من رسائل وبرامج هى المسئول الوحيد عن تمكين المرأة من المشاركة السياسية داخل المجتمع. وبالتالي يتوافق ذلك مع ما ذهبت إليه نظرية الغرس الثقافي في أن كثرة التعرض ومشاهدة قنوات التليفزيون يساعد الناس على تدعيم الصورة الذهنية المتكونة لديهم عن الأفكار والمعتقدات حول الواقع المحيط من خلال ما يشاهدونه.
- دراسة موسى عبد الرحيم، وناصر مهدي(2010)[21]: خلصت الدراسة إلى ارتفاع دور وسائل الإعلام في تشكيل الوعى الاجتماعي؛ خاصة الراديو، وبالتالي فهي أدت دورًا مهمًا في تشكيل الوعى الاجتماعي ونقل التراث الثقافي بدرجة متوسطة لدى الشباب الخاص ببعض القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ويساندها دور الأسرة في تنمية وعى الشباب. كانت قضايا الشباب والمراهقين ومشكلاتهم أكثر الموضوعات جذبًا في وسائل الإعلام. وتوصي الدراسة بوضـع آليـات، وإستراتيجيات عملية لمواجهة طوفان المـادة الإعلامية، وغير الهادفة، والتي تستهدف قـيم ومفاهيم المجتمع الفلـسطيني، والعمـل علـى تحقيــق الإشــباع الــسياسي، والثقــافي، والاجتماعي، والتربوي.
- دراسة (محمد عباس المساوي، 2020)[22]:
توصلت الدراسة إلى تنوع المصادر التي يعتمد عليها المبحوثون في متابعة أخبار مستجدات انتشار وباء كورونا؛ يتصدرها “تويتر”، ثم “المواقع والصفحات الرسمية للدولة، يليها “المواقع الإخبارية العربية”، فـ”الصحف الإلكترونية”، ثم “القنوات التلفزيونية على الإنترنت”، وأخيرًا “الفيس بوك”. كما يختلف تقييم المبحوثين لنجاح حملات التوعية الصحية لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 عبر هذه الوسائل في المملكة، فذكر أغلبيتهم أن “الحملات ممتازة”، وتوجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين دوافع المبحوثين لمتابعة حملات التوعية الصحية لفيروس كورونا المستجد ومدى ثقتهم في الوسائل الإعلامية التي تقدم هذه الحملات التوعوية. وكذلك وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين مدى اهتمام المبحوثين بحملات التوعية الصحية لفيروس كورونا المستجد عبر وسائل الإعلام وقوة دوافعهم لمتابعة هذه الحملات التوعوية.
- دراسة Qiongyao Huang, & Others, 2021))[23]: توصلت الدراسة إلى أن شركات الصرافة الصينية توظف الإعلام الاجتماعي بشكل فعال- ولو بدرجات مختلفة- في التفاعل مع الجمهور عبر محتواها عليه خاصة أثناء جائحة كورونا؛ فهي تسعى للحفاظ للجمهور، كما أن إمكانية الوصول والدخول للشركات كتكتيك له علاقة دالة بأبعاد التفاعل الجماهيري الثلاثة. كما أن توظيف العاطفة في المحتوى المنشور له أثر إيجابي متوقع على ردود فعل الجمهور العاطفية حيال مضمون المحتوى.
- دراسة (Zakir Shah& Others, 2020)[24]: توصلت إلى أن التعرض الكثيف لأخبار كارثة ما ومتابعة تصورات الأفراد نحوها، يولد الشعور بالخوف من الإيذاء، كما أن الشعور بالخوف من الإيذاء يؤثر سلباً على السلوك الإيثاري لدى الأفراد، وبالتالي فإن وسائل الإعلام تلعب دورا هاما في غرس مشاعر الخوف لدى الأفراد وتشجيعهم على تبني السلوك الإيثاري.
- دراسة (Zhenya Tang& Others, 2021)[25]: توصلت الدراسة إلى أن تصورات متابعي الصفحات الحكومية على الإعلام الاجتماعي تؤثر على سلوكياتهم الوقائية، من حيث درجة الخطورة المدركة والوهن المتصور، والفعالية الذاتية، وكفاءة الاستجابة.
- دراسة (Jackson-Cruz& Elizabeth R. , 2019)[26]: تدعم نتائج الدراسة اتجاهات التقارير الموردة لجرائم الأحداث (صغار السن)، وأن ليس هناك تأثير زمني محدد ومتداخل، بل قد يطول قُبَيْلَ بناء أسطورة (فائق البطش)، ولا توجد علاقة دالة إحصائياً بين الجاني بناءً على أسطورة (فائق البطش)، وبين والضحية وسمات الجريمة؛ إذ وجد أن بعض السمات مستقلة وثابتة في علاقتها بالمتغيرات الأخرى.
- دراسة (Niels G. Mede, 2022)[27]: توصلت إلى انتشار الاتجاهات المناهضة للعلم عبر الدول بنسب متفاوتة، وتزداد خاصة في دول أمريكا اللاتينية، كما كشفت الدراسة عن أن معدل استخدام الصحف والإذاعة والتليفزيون يخفف بالفعل من حدة الاتجاهات المناهضة للعلم في بعض الدول، ولكنه يعززها في دول أخرى خاصة تلك التي تتسم خطاباتها العامة بالشعبوية، لأنها غالبًا تتحدى الخبراء والأكاديميين.
- دراسة (Terigele, 2015)[28]: تشير النتائج إلى أن المشاهد الصيني يتابع المحتوى الأجنبي أكثر من المشاهد الأمريكي، ورغم ذلك فإن إنتاج المحتوى الأجنبي أقل مما يتم استهلاكه في الولايات المتحدة. وبعيدًا عن بيئة الإعلام؛ فإن المشاركين من الأمريكيين في الدراسة لديهم كفاءة اتصالية ثقافية أعلى نسبيا كما أنهم يتفاعلون شخصيا مع أشخاص من ثقافات أخرى بدرجة أكبر من المشاركين الصينيين. لم يتم العثور على فرق كبير في التنقل أو تحديد الهوية عندما يقرأ المشاركون روايات تؤكد على شخصيات من ثقافات مختلفة.
- دراسة (Yoori Hwang& Se-Hoon Jeong, 2020)[29]: وجدت أن استخدام Instagram مرتبط إيجابيًا بتقديرات الثراء والقيم المادية. وبينت أن استخدام Instagram مرتبط بشكل غير مباشر بتدني احترام الذات بواسطة معتقدات مادية أكبر.
- دراسة (Anuradha Mishra, 2019)[30]: توضح النتائج أن الوصول إلى وسائل الإعلام يؤثر على تكوين رأي الفرد، مما يؤثر على قدرته على اتخاذ القرار في إحداث تغيير في المواقف بما يؤدي إلى حدوث تحول اجتماعي. في الهند، وصلت وسائل الإعلام المدفوعة بالتكنولوجيا إلى المناطق الريفية من البلاد، ويبدو أنها تؤثر بشكل كبير على الثقافة الأصلية للقرية.
- دراسة (Manisha Behal & Pavleen Soni, 2020)[31]: بينت أن وسائل الإعلام تسهم في غرس النزعة المادية في الشباب، ولكن حجم تأثير التلفزيون أقوى في تعزيزها مقارنة بالإنترنت بين الشباب. وبتوظيف نماذج الوساطة المتعددة المتوازية تبين أن المشاهدة المشتركة والأنماط التقييدية للوساطة الأبوية تتوسط بشكل كامل في العلاقة بين التعرض التلفزيوني والنزعة المادية، في حين أن التعرض للإنترنت تم التوسط فيه جزئيًا عن طريق المسار الذي يتضمن الاستخدام المشترك النشط وأنماط المراقبة للوالدين أساليب الوساطة. يمكن للدور الذي يؤيده الآباء في هذه الدراسة أن يساعد الأطفال في تطوير موقفهم تجاه محتوى الوسائط وتمكينهم من أن يصبحوا مستخدمين ناضجين لوسائل الإعلام.
- دراسة (Ana Sofia Cardoso& Others, 2022)[32]: أظهر تصنيف الصور حسب مدخل Peneda Gerês البرتغالي: تقدير مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي للقيم الجمالية، بينما ينخفض أداء النموذج في حالة الطريقة الإسبانية Sierra Nevada، لكنه مرضيًا؛ مما يشير إلى أن غالبية المستخدمين تسعى وراء التراث الثقافي والإثراء الروحي. تُظهر نتائج الدراسة إمكانات كبيرة للتعلم العميق للمساعدة في التصنيف الآلي للتفاعلات والعناصر الإنسانية في محتوى الوسائط الاجتماعية، ومن ثَمّ، دعم الباحثين وأصحاب المصلحة في فك تشفير توزيعات وفوائد وقيم النظام الثقافي البيئي CES على مواقع الإعلام الاجتماعي.
- دراسة (Jonathan Intravia& Others, 2017) [33]: توصلت إلى أن الاستهلاك العام لوسائل التواصل الاجتماعي له دور كبير فيما يتعلق بالخوف من الجريمة، وأن هذه العلاقة تختلف حسب تصورات الأمان.
- دراسة (Allan Pearlstein, 1966)[34]: وجدت أن هناك علاقة سلبية بين مشاهدة التلفزيون اليومية بكثافة والاعتقاد باحتمالية أن J. كان سيمبسون مذنبًا، وأن هناك ارتباط سلبي بين المشاهدة المكثفة لبرامج الدراما الإجرامية الواقعية والاعتقاد باحتمالية أن O.J. كان سيمبسون عنيفًا مع زوجته السابقة نيكول، إضافة إلى وجود علاقة إيجابية بين قراءة الصحف والمجلات بكثافة والاعتقاد باحتمالية أن O J. Simpson كان مذنبًا. وكانت النتائج لكل من متغيري مشاهدة التلفزيون غير متوافقة مع نظرية الغرس لأن قليلي المشاهدة للتلفزيون يميلون إلى الاعتقاد بأن O.J. كان سيمبسون مذنبًا. على العكس من ذلك، كانت النتائج لقراء الصحف والمجلات متوافقة مع نظرية الغرس لأن القراء كثيفي التعرض لها يميلون إلى الاعتقاد بأن O.J. كان سيمبسون مذنبًا.
- دراسة (Matabane, Paula Ione Whatley, 1986)[35]: وجدت أنه يرتبط مقدار مشاهدة التلفزيون والإيمان بواقعية برامج الشخصيات السوداء ارتباطًا إيجابيًا بتقديرات أعلى لدمج السود في المجتمع السائد، وتقييمات أكثر سلبية للأحياء السوداء، وتقديرات أعلى لإيذاء الشرطة للسود. في ظل ظروف مشاهدة التلفزيون المرتفعة، تتضاءل الاختلافات المنبثقة تجريبياً في المفاهيم الاجتماعية. يتضح هذا بشكل أكبر داخل المجموعات الفرعية القائمة على التوليد والتعليم وهوية الطبقة الاجتماعية الذاتية والمشاركة المجتمعية. يتوافق التصور الاجتماعي المغروس حديثًا مع عرض الصور السوداء في الدراما التلفزيونية التجارية. تعتبر مشاهدة التلفزيون مؤشرًا هامًا على التصورات الاجتماعية، ولكنها لا تشمل أشكالاً أخرى من الوعي. خلصت الدراسة إلى أن مشاهدة التلفاز تساهم بشكل مسيطر في المفاهيم الاجتماعية.
التعليق على الدراسات السابقة:
بعد عرض الدراسات السابقة، نجد أنها تتفق فيما يلي:
- لوسائل الإعلام دور كبير في عملية الغرس.
- تؤدي وسائل الإعلام بجانب الأسرة دوراَ كبيرًا في عملية التنشئة الاجتماعية، كما أنها تعمل على خلق واقع يتفق مع تصورات الجمهور أو يعبر عنها بشأن العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية.
- تسهم وسائل الإعلام في تشكيل الاتجاهات العاطفية لدى الجمهور وشحنها حيال الجرائم والكوارث والقضايا الاجتماعية والثقافية كلما تطلب الأمر.
- تسهم وسائل الإعلام في تشكيل الوعي الاجتماعي والثقافي للجمهور في إطار نظرية الغرس؛ من حيث دوافع التعرض، وحجم ومدى كثافة المشاهدة.
- تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز القيم الجمالية والثراء الروحي، ونقل التراث الثقافي وتعزيزه.
- تلعب وسائل الإعلام دورًا في جذب الجمهور نحو المحتوى الإعلامي الذي يتم استيراده ونشره محليًا.
- تؤدي وسائل الإعلام دورًا في تدعيم الصورة الذهنية المتكونة لدى الإفراد كثيفي المشاهدة عن الأفكار والمعتقدات حول الواقع المحيط.
- وبالتالي؛ فاتفقت الدراسات السابقة على دراسة الفرض الرئيسي لعملية الغرس، والذي يقول بأن: “الأفراد الذين يتعرضون لمشاهدة التليفزيون بدرجة كثيفة Viewers Heavy يكونون أكثر إدراكًا لتبني معتقدات عن الواقع الاجتماعي تتطابق مع الصور الذهنية والنماذج والأفكار التي يقدمها التليفزيون عن الواقع الاجتماعي المعايش، أكثر من ذوي المشاهدة المنخفضة Viewers Light.”
تختلف دراسة البحث الحالي عن الدراسات السابقة: أنها اعتمدت على عملية تحليل المضمون كأداة وطريقة كمية وكيفية في تحديد تأثيرات الغرس من خلال موقع التواصل الاجتماعي: اليوتيوب. كما أنها اعتمدت على منهج دراسة الحالة في التوصل إلى النتائج المرجوة. بينما اعتمدت غالبية الدراسات السابقة على منهج المسح الاجتماعي وأداة الاستبيان في قياس فروض نظرية الغرس المستخدمة والتوصل إلى النتائج المرجوة.
ملخص لنتائج البحث:
ظهر عدد من النتائج باستخدام الدراسة التحليلية في هذا البحث، لعينة من الفيديوهات التي نشرتها قناة هل تعلم على اليوتيوب – بلغت إثني عشر فيديو، وكذلك من تحليل عينة من التعليقات بلغت إجمالًا (220) تعليقًا- يمكن الاستفادة منها في تحليل ودراسة قنوات مماثلة لاستكشاف مدى تأثر الجمهور بالمحتوى المعروض في إطار نظرية الغرس الثقافي. وقد جاءت النتائج كما يلي:
- كانت التعليقات ترتبط بمحتوى الفيديو المعروض بنسبة 82%، وهو ما يعني تأثرهم بمحتوى الفيديوهات عينة الدراسة بشكل أو بآخر.
- أغلب التعليقات أسفل كل فيديو تتخذ اتجاهًا إيجابيًا نحو مضمون الفيديو والقناة بصفة عامة، وكانت نسبة التعليقات الإيجابية (85%)، وهو يشير لعدة دلائل منها: أن الجمهور يتابع محتوى الفيديوهات بشغف حقيقي، وأنهم يتأثرون بالمحتوى المعروض بشكل ما تأثيراُ إيجابيًا، وأنهم يُكَوِّنون وعيًا إيجابيًا ذا صلة بمضمون الفيديو يعتمد على استجابتهم الإيجابية لمحتوى الفيديو، والتي أدت إلى تفاعلهم وإبداء آراء إيجابية نحو المحتوى.
- استخدمت التعليقات اللغة العربية الفصحى بنسبة (56%)، بما يعني أن أغلب متابعي القناة من الجمهور العربي الناطق بها.
- لم تتضمن غالبية التعليقات رموزا، بنسبة (60.1 %) تقريباً؛ ما يدلل على عدم اهتمام كاتبيها باستمالة القارئ عاطفيًا بشكل أو بآخر بقدر ما يهمه أن يقرأ لمجرد ذلك، بينما بلغت نسبة الاشتمال على رموز عاطفية في التعليقات (39.9%)، وهي نتيجة طبيعة حيث تستدعي طبيعة المحتوى المعروض ذلك، وهو ما يعني أن المحتوى قد أثر بشكل أو بآخر في نفوس المتابعين. ويرتبط هذا بما تحتويه الفيديوهات من محتوى يثير عواطفهم.
- غلبت الموضوعات العلمية على محتوى عينة الدراسة، تلتها الموضوعات الفنية. بينما تقل درجة توظيف اليوتيوب في توجيه محتوى يتضمن معلومات أو قضايا تتعلق بواقع الحياة الثقافية أو بما من شأنه أن يرفع مستوى الوعي الثقافي لدى متابعي القناة. فقد تركزت الموضوعات العلمية على ما يخص عالم الحيوان من غرائب.
- هدفت القناة من تقديم محتوى اليوتيوب إلى:
- الدعاية والترويج للقناة، وذلك بنسبة (31%)؛ إذ هدفت القناة من نشر محتوى مرئي على القناة إلى الانتشار والذيوع استغلالاً لإحدى السمات التي تميز الإعلام الجديد عبر الفضاء الإلكتروني، في إطار القرية الكونية الصغيرة التي لا توجد فيما بينها حواجز زمكانية.
- إكساب معارف ومعلومات متنوعة: وهو على ما يبدو من أحد الأهداف الرئيسية للقناة، حيث هدفت إلى تعريف الجمهور بمعلومات في مجالات الفن والبناء والعمارة الهندسية وفي مجال علم الحيوان، وغير ذلك.
- غرس قيم: تبنت القناة نشر عدد من القيم الإيجابية والتحذير من بعض السلبيات.
- وكذلك التسلية وقضاء الوقت، بجانب نقل خبرات عالمية خاصة في مجال العمارة والبناء، والتحذير من بعض سلوكيات الشراء السلبية للمنتجات التقنية.
- لم يكن المحتوى المعروض – على قناة “هل تعلم” من الفيديوهات عينة الدراسة- ذا جدل بين المتابعين بنسبة بلغت ( 58%)، رغم أن القناة لم تغفل بعض القضايا الهامة، مثل العنف ضد الأطفال وجرائم الخطف ضدهم، وقد ظهرت في الفيديو رقم (6)، وبعض القضايا التقنية مثل سلوكيات الشراء لدى مستهلكي التكنولوجيا وهي قضية ذات جدل أيضاً، وقد ظهرت في الفيديو رقم (8) حول مسالك بعض المشترين لجهاز I Phone، وكذلك قضية السمنة وما يتعلق بها من أمور التغذية الصحية، تعرضت لها القناة بشكل غير مباشر من خلال فيديو عن تصريحات أحد الرياضيين المشهورين حول أسلوب الحياة الصحي في التغذية واستشهاده بحياة المسلمين، وهو الفيديو رقم (11)، بينما تضمن أحد الفيديوهات التي تناولت عادات وتقاليد في المجتمع الهندي عدة قضايا جدلية شبيهة بالمجتمعات الأخرى، ومنها: ( قضية النظافة والصحة العامة، قضية الديموقراطية، وبعض القضايا الاجتماعية كالزواج). على جانب آخر، تناول أحد الفيديوهات قضايا العنف والجريمة والتي تجسدت من خلال شخصية الجوكر التي تناولتها القناة بالعرض وتحليل لماضيه من خلال وسائل الإعلام.
- تجنبت القناة عرض الفيديوهات التي تغطي أحداثاً، أو موضوعات محلية أو إقليمية أو عربية، بل كانت التغطية تتجه إلى الموضوعات والأحداث العالمية بنسبة (92%)، وهي ليست قضايا سياسية أو ثقافية بل كان غالبيتها موضوعات علمية، ورغم ذلك لا يمكن القول بأن هذا يعني أن القناة لم تهتم بتثقيف الجمهور أو زيادة معلوماتهم، لكنها لم تؤثر بالشكل المطلوب في وعيهم بالقضايا الثقافية والأحداث الثقافية الإقليمية والعربية على وجه التحديد وهي نتيجة سلبية.
- اعتمدت القناة في عرضها للمحتوى على المعلومات الوثائقية بنسبة أكبر؛ بلغت (41%)، وهو ما يشير من ناحية إلى رغبتها في الترويج لمصداقيتها؛ حيث إن المعلومات الوثائقية تكون أكثر مصداقية لدى المتابعين أكثر من غيرها وأحياناً تكون أكثر جذباً؛ إلى جانب أن المعلومات الوثائقية تثير الدافع النفسي لدى المتلقي للمعرفة فتكون الاستجابة لها في إطار عملية الغرس إيجابية بشكل أكبر؛ بما يُدَعِّم طول مدى عملية الغرس. يلي ذلك (عرض معلومات عن أشخاص) بنسبة (22%)؛ بما يعني أن القناة تسعى إلى إحياء مفهوم القدوة لدى المتابعين؛ حيث أنها كانت تركز في الغالب على عرض حياة أشخاص مشاهير أو سلوكيات أو عادات لهم؛ مثل: النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الفيديو الذي تحدث عن تصريحات فان دام، ومؤدي شخصية الجوكر ” روبرت هيدث” باستعراض ماضيه، وصاحب رشة الملح الطاهي التركي ” (نيزريت غوكشي). ويشير هذا من ناحية أخرى إلى تحيز عملية العرض نحو هؤلاء المشاهير ورغبة القناة بناء صورة نمطية معينة عنهم لدى المتلقين.
- لم تعتمد القناة على الأبحاث والدراسات العلمية في عرض المحتوى، ولا الكتب، ولا حتى المواقع الإلكترونية الرسمية وغير الرسمية التي تشير إلى نوعية المعلومات المعروضة، بل اعتمدت بالدرجة الأولى على وسائل الإعلام بنسبة (23 %)؛ وقد تبين ذلك من خلال فيديوهات مثل الذي تحدث عن تصريحات فاندام عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلمصادر المعلومات في عملية الغرس دور كبير تسهم به. كما لم تعتمد القناة على مصادر معينة في كثير من الفيديوهات عينة الدراسة أو لم يتم ذكرها بالمرة؛ بما يدلل على ضعف نوعي في موثوقية المحتوى ومصداقيته من ناحية أخرى.
- هدفت القناة إلى غرس قيم معينة في نفوس المتابعين من خلال المحتوى بنسبة (67 %)، ومن هذه القيم: التعاطف مع الضحية بنسبة تساوت مع قيم الإبداع والحث عليه؛ إذ بلغت (25 %)؛ كما بدا في محتوى حول معلومة فنية أو العمارة والهندسة الإبداعية، أما القيم التي ترتبط بالسخرية من أفعال البعض كانت نادرة وتم عرضها لانتقاد ما يقومون به؛ مثل محتوى يعرض هوس بعض الأشخاص حول العالم بالتكنولوجيا لدرجة أن يبيع أحدهم جزءاً من جسده مقابل الحصول على هاتف آي فون. بجانب عرض محتوى عن بعض عادات وتقاليد الشعب الهندي، والتي منها يمكن استخلاص مجموعة من القيم، مثل: تنمية روح الجماعة والعمل الجماعي، والصداقة، واحترام الآخر، بجانب بعض القيم الصحية كالنظافة والحفاظ على الصحة العامة.
- تبين أن الجمهور يتابع القناة طبقاً لدوافع تحفزه على المتابعة والتعليق على الفيديوهات التي يتابعها؛ حيث كان الدافع وراء تقديم تحليلاً للمعلومات الواردة بالفيديو يحتل الرتبة الأولى بنسبة (51%)، وكانت أعلى فيديوهات التحليل نسبة في ذلك هو الفيديو رقم (12) الذي كان يتحدث عن صاحب رشة الملح التركي، ويليه في ذلك الفيديو رقم (3) الذي تحدث عن مباني رائعة شيدها البشر، أما بالنسبة لتقديم النقد حول المحتوى المعروض فكانت نسبته (48%)، وأكثر الفيديوهات التي تعرضت للنقد هو الفيديو رقم (12) حيث ركزت أغلبها على تصحيح اسم الشخص الذي يدور حوله المحتوى. وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة (هدير عليوة، 2020)[36] والتي وجدت أن دوافع وأسباب التعرض لأفلام الجاسوسية من قبل الجمهور المصري على اليوتيوب تؤثر في درجة الانتماء الوطني. وبالتالي فإن دوافع تعرض المتابعين لقناة هل تعلم تؤثر في درجة الوعي الثقافي المتكون لديهم؛ حيث كانت الدوافع النفعية المرتبطة بالمشاهدة تتمثل في: تقديم تحليل للمعلومات الواردة بالفيديو والنقد لمحتوى الفيديو، بنسبة (71.8%). ويتفق ذلك مع القول بأن المشاهدة النشطة تعني بأن هناك انتباه للمحتوى مما يفيد في عملية التعلم المكتسبة.
- احتوت التعليقات على ما يدل على ملامح لعملية الغرس التي تقوم بها المعلومات المقدمة عبر محتوى القناة على اليوتيوب؛ فالجمهور يقوم بعملية مشاهدة وتعرض للقناة بسبب دوافع تحفزه على ذلك، وتتدرج تلك الدوافع ما بين تقديم نقد لمحتوى الفيديو أو تحليل للمعلومات الواردة فيه. وهو ما شهدت عليه غالبية التعليقات بنسبة (71.8%)، مثل تعليقات تضمنت عبارات دالة على النقد ؛ كالذي يقول: ” مبدع الشيف نصرت والشيف بوراك. /لكن الشيف بوراك متواضع كثير وإنسان طيب ومبتسم دائما. ويتكلم اللغة العربية. وصغير السن.. لذلك أعتقد هو الأفضل. ربي يوفق الجميع“، وآخر يقول: ” نصرت رائع وأسلوبه فريد خرج من زقاقات الفقر جعل لنفسه شخصية مشهورة ولم يحتج من ينتقده بوراك ونصرت هم الأروع ولا جدال لكن كونك تفضل واحدا على آخر أنت مخطئ نصرت كل الحب“. إضافة إلى توفر العناصر المعرفية بالتعليقات من حيث كونها تناقش محتوى الفيديو بالسلب أو الإيجاب، ومن حيث كونها شملت جدلاً يستدعى الرد عليها، كما توفرت العناصر العاطفية التي تثير نفوس المتابعين فيستجيبون بشكل ما لمحتوى الفيديو أو يروج بشكل إيجابي للمحتوى لدى متابعين آخرين
- تبين أن الجمهور المتابع للقناة لم يتأثر كثيراً بالمحتوى المعروض من الفيديوهات حيث أن النسبة العامة لعملية الغرس ضعيفة؛ لأنها تمثل (5.5 %). ورغم ذلك فقد دللت تعليقات الجمهور على أن الجمهور يتعرض للمحتوى ويشاهده في إطار عملية انتقائية وهادفة باستخدام عبارات مثل: ” شكراً هذا ما كنا نبحث عنه” وجاءت بنسبة (1.8%)؛ بينما استخدم عبارات مثل ” اعرض لنا معلومات عن….” وما يماثلها معنى ومضموناً بنسبة (3.6%). وإجمالًا هي نسب ضعيفة لا تمثل قوة عملية الغرس في إطار مشاهدة هادفة وانتقائية.
- اشتملت معظم التعليقات على عبارة مماثلة ل: “استفدت مما قدمت” بدرجة كبيرة تبين قدرة الجمهور على تحديد مدى استفادته من المحتوى المقدم، ويليها سعي الجمهور إلى تجريب بعض التجارب المعروضة مثل: النظر إلى صور معينة بطرق معينة عدة مرات وملاحظة ما سيحدث بعد إغلاق العين مدة زمنية معينة، وكذلك استخدام بعض نماذج البناء التي أوردتها فيديوهات متعلقة بالعمارة والهندسة.
- تشير النتائج إلى عدم وجود ما يدل على توحد الجمهور مع الشخصيات أو حتى وجود ما يستدعي ذلك في المعلومات المقدمة، ولم تشر إليه التعليقات كماً وكيفاً من قريب أو بعيد. رغم أن النتائج السابقة تؤكد أن القناة اهتمت بعرض معلومات حول شخصيات مختلفة بنسبة (22%)؛ مثل شخصية الجوكر وشخصية – والسيرة الذاتية- لصاحب حركة رشة الملح المشهورة، وشخصية النبي صلى الله عليه وسلم. ورغم أنها أيضاً عرضت لملامح وسمات المجتمع الهندي، إلا أن تعليقات الجمهور لم تبين ما يدل على اندماجه الشديد في شخصية أبطال هذه المحتويات المعروضة من القناة، وإن جاءت بعض التعليقات في صورة نمطية تقليدية. ورغم أن أغلب التعليقات جاءت إيجابية بنسبة (85%) وذات علاقة بمحتوى الفيديو بنسبة (82%) كما بينته النتائج السابقة، إلا أن هذا لم يكن مؤشرا على اندماج الجمهور واستغراقه العاطفي الشديد مع المعلومات التي يستقيها ويتعرض لها، مما يدلل بشكل أو بآخر على درجة تأثير ذلك على الوعي الثقافي والمعرفي لديه..
- تبين أن نصف تعليقات الفيديو الأول تضمنت عبارات تمثل وجود ” النافذة السحرية” من خلال عبارات مثل: (حدث معي بالفعل/ شعرت بما قلت تحديدًا)، وهذه نماذج منها:
1- والله لقد أثرت في جميعها 👍👍👍👍 أحسنت
2- وربي الخدعة غير عادية 😱😱😱😰😰😰😰😰👏👏👏 3- صراحه شفت كل شي عم يتحرك محترف الي طالعها لهي الشغلة🤗 4- واو تأثرت بجميعها♥️♥️♥️♥️♥️ 5- مره حلوه ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ 6- وربي ال خدع اسطووورية شكرا لك❤️🔥 7- أحببته أثروا فيا جميعا 👍👏👏👍 8- نجحت ولله واااو 😍🤪 9- ان الخدع الاولى وعلى خدع الاخيره هم اللي عجبوني اكثر لكي صراحه كلهم الدنيا كلها كده تعريف 🇪🇬🤲😭😙😇😛😘 10- واو 😍 شابة بزاف وخيالية |
وهذا يبين أيضًا قدرة الرسائل التي احتوتها الفيديوهات على خلق مقارنة لدى المتلقي بين واقع المحتوى المعروض وبين واقعه الفعلي، وكذلك قدرة الجمهور المتابع على تحديد ما يتفق ويناسب واقعه من حوله من عدمه، إضافة إلى تحديد الجمهور لمدى تكيف الواقع المصطنع داخل المحتوى على اليوتيوب مع الواقع الفعلي للمشاهد- أي تجربة المشاهد له والاستفادة منه. تتفق النتائج السابقة مع القول بأن المهمة الرئيسة لتحليل الغرس هي تحديد مدى إسهام الرسائل التلفزيونية في تكوين الواقع الاجتماعي لدى الأفراد، بطريقة تتفق مع معظم القيم والأعراف، وكذلك الصورة الذهنية التي تتضمنها هذه الرسائل. فمساهمة التلفزيون تبدو وكأنها تحقق التجانس داخل الفئات الاجتماعية المختلفة، ويمكن ملاحظة هذا التماسك من خلال مقارنة كثيفي المشاهدة للتلفزيون مع الذين يشاهدون بنسبة اقل من نفس الجماعة؛ فالأشد كثافة يشاركون التلفزيون نظرته السائدة وهو ما يطلق عليه الاتجاه السائد.[37] ولم يقف الأمر عند الفيديو الأول فقط فقد بينته نتائج التحليل الكيفي للفيديوهات الأخرى؛ حيث يتم إرفاق تلك النماذج الدالة عليه من التعليقات كما يلي:
1- كل شيء جائز من هذه المخلوقات من من لا نراه في حياتنا بهذا كوكبنا نحن البشرية التي نعيش فيه دائما سبحان الله.
2- ليتني كنت عايش ف أيام الديناصورات😔💔. 3- هذه اجمل مباني على كوكب الأرض واهني من بناهى 4- الجسر المعلق في الرياض من اكثر الجسور ازدحاماً ورعباً في الحوادث اتمنى تضيفونه 5- هناك كائنات اكبر بكثير هناك حتى غوريلات وفيلة اكبر من العمارات ولكن لاتضهر نفسها للبشر 6- الا راح اتخيل ( ويخلق مالا تعلمون ) احنا تقريبا اكتشفنا ٢٠٪ من عالم الحيوانات سبحان الخالق 🌹 7- انا اعيش بالهند…. بس صراحةً هناك… حقائق اكثر غرابةً لم تتطرق إليها! 😊 تحياتي 8- لكن الهند دولة متطور في الأبحاث العلمية وهذا يعني 9- أنها يحسب لها الف حساب 10- شي جدا رائع ماشاء الله.. من اشياء بسيطة تصير روعة وفريدة من نوعها ياريت عندنا في السعودية كذا تصير اشياء حلوة أو مجسمات هذي الاشياء نادرة عندنا 😧😓 الي معي في هذي الفكرة يحطلي تعليق أو لايك نشوف الافكار 11- فعلا افكار جاذبة ومثيرة واتوقع اكثر من الاسفلت الذى يمتص الماء ف زمننا وتصنيع مواد توهمك ب مادة اخرى كما ف الياجور المزيف 12- الشخص لما يريد حاجة يبقى متعلق بها حتى يشتريها ولما يشتريها يسعد لبعض الوقت پأنوا اشتراها بعد مدة وينساها بسرعة 13- حرام عليهم لأنهم باعوا ابنتهم 14- هل تعلم انك ذكي تعرف تجذب المشاهدين بالكذب الزايد😂😁😂😁برافوا عليك طلعت معلم 15- ما يعجبني في الغرب هو انهم يقدرون الحيونات مهما كانت وضعيتها هادهي الرحمة يا اخوان وليس ان تادى كلبا ضالا بكلبك المدرب 16- الجوكر هو شخصية شريرة محبوبة اكثر من البطل في الفيلم وكل ما تكبر في العمر تعرف انه فاهم الدنيا صح ولا يأبه لشيئ هو فقط يفعل ما يمليه عليه رأسه 17- سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم لا يحتاج لأحد كفندام ان يشهد له بالذكاء أو الحكمة لان النبي صلى الله عليه وسلم قد شهد له رب العالمين بالخلق العظيم والحكمة وقد شهد له بذلك كل المسلمين 18- اللهم صلي وسلم وبارك على نبي الرحمة المهداة للعالمين سيدنا محمد خاتم النبيين تحية وشكر الى الفنان فان دام لانه اعجب بالنبي واعجب بالمسلمين واعجبه ذكاء سيدنا محمد وانه لشرف لنا نحن المسلمين ان يقر غير المسلمين ان نبينا الامين كان على حق 19- لمن كنا صغار كنا نفكر باتمان على حق وأسا طلع الجوكر أكثر واقعية……….😪😎😏 20- مبدع الشيف نصرت والشيف بوراك. /لكن الشيف بوراك متواضع كثير وإنسان طيب ومبتسم دائما. ويتكلم اللغه العربيه.وصغير السن.. لذلك أعتقد هو الأفضل.ربي يوفق الجميع 21- مطعم فعلا يستحق التجربه. تغيرت نظرتي تماما عن المندي والمدفون والمضبي بعد ما اكلت في مطعم نصرت. والله الذ لحم اكلته يوماً. صح السعر غالي شوي لكن تجربه رائعه لطم لذيذ لا ينسى |
ملحوظة: تم إدراج عدد تعليقين فقط من أصل (20) تعليق لكل فيديو على حدة، تمثل ما يدل على النافذة السحرية
توصيات البحث:
بعد استعراض النتائج السابقة نرى ضرورة الاستفادة من مثل تلك القنوات في تطوير محتوى يُقَدّم للجمهور العربي يتضمن قضايا تسهم في خلق وعيَا ثقافيَا أكثر قدرة على تمييز ما يتم بثه من محتوى آخر في البيئة الإلكترونية، فيساهم في مناهضة الأفكار الضالة والمتطرفة التي قد تحث على العنف والجريمة، ونشر الشائعات، وكذلك الاختراق الثقافي للعقول في ظل تدفق المعلومات الذي تتسم به الشبكة العنكبوتية، وفي ظل تداول أفكار قد تكون غريبة على الواقع الاجتماعي والثقافي الداخلي. إضافة لذلك يمكن تطبيق نظرية الغرس في إطار أداة الاستبيان على جمهور المتابعين لمثل تلك القنوات لمعرفة مدى تأثرهم بها فعليَا، ومدى إمكانية توظيفها في إطار يخدم مصالح الجمهور العربي. كما أن نظرية الغرس يمكن توظيفها في معرفة الدور الترويجي لتلك القنوات تجاه قضايا معينة دون غيرها ودراسة اتجاهات الجمهور المتكونة نحوها. تبين من خلال النتائج إمكانية توظيف نظرية الغرس في نطاق الدعاية والإعلان والاستفادة من نتائجها في تطوير المحتوى الدعائي والإعلاني. كما تبين أن تلك القنوات يمكن تطوير محتواها ليسهم في الوعي الثقافي للجمهور العربي الذي يتابعها بدرجة أكبر مما تقدمه.
[1] رابط القناة على اليوتيوب: https://www.youtube.com/channel/UCa7lQu3RM6p88h4KOfTpqWA/videos[2] حماد زهير، تحليل المحتوى في بحوث الإعلام، 2015، ط1، دار أمواج للنشر والتوزيع، عمان الاردن، ص22.
[3] (موسي، 1988 مرجع سابق، ص243 – ص268).
[4] Zhang, Yuanyuan And Krcmar, Marina, ” Effects Of Television Viewing Of Sexual Content On Behavioral Intentions In Priming And No PRIMING Conditions: A Cultivation Analysis From A Theory Of Reasoned Action Perspective”, Paper Presented At The Annual Meeting Of The International Communication Association, New Orleans Sheraton. New Orleans la. May, 27, 2004, P158.
[5] Eman Mosharafa, All you need to Know About: The Cultivation Theory, 2015, P24.
[6] Eman Mosharafa, same Op. Cit , P26.
[7] Eman Mosharafa, same Opcit, P27.
[8] Eman Musharafa, “Same Op. Cit.“, 23.
http://creativecommons.org/licenses/by-nc/3.0/).
[9] Zhang, Yuanyuan & Krcmar, Marina, “Op. Cit.”, P158.
[10] Men and Tsai (2012), P2
[11] سارة نصر، الدولة وحروب الجيل الخامس: تشكيل الوعي والتصدي لها، دار بيروت للنشر والتوزيع، 2021، ص131.
[12] موسى عبدالرحيم حلس، ناصر مهدي، ” دور وسائل الإعلام في تشكيل الوعي الاجتماعي لدى طلبة الجامعات”، مجلة جامعة الأزهر بغزة، سلسلة العلوم الإنسانية 2010، المجلد 12، العدد 1، ص 137.
[13] موسى حلس وناصر مهدي، مرجع سابق، ص 149.
[14] السيد محمد مسلم حليفي، مرجع سابق، ص 276.
[15] السيد محمد مسلم حليفي، مرجع سابق، ص 280.
[16] بسام الجمل، في جدل الديني والثقافي، مجلة نقد وتنوير، العدد العاشر، السنة الثالثة، ديسمبر 2021، ص15.
[17]Terigele, The effect of media system diversity on intercultural communication competence under one-way media flow, M. A Thesis, Journalism and Mass Communication Program, Study Committee, Iowa State University Ames, Iowa 2015.
[18] دعاء طلعت عبد الرازق يوسف، دور العلاقات العامة في نشر الوعي الثقافي دراسة وصفيه تحليليه بالتطبيق على وزارة البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية، دراسة ماجيستير غير منشورة، جامعة أفريقيا العالمية، كلية الإعلام، قسم العلاقات العامة والإعلان، 2017م.
[19] هدير متولي عليوة، “التعرض للأفلام الجاسوسية المصرية على موقع اليوتيوب ودورها في تشكيل الانتماء الوطني لدى الجمهور المصري”، المجلة العلمية لبحوث الإعلام وتكنولوجيا الاتصال – العدد السابع/ يناير- يونيو 2020م.
[20] د. نصيف غالي حنا، وسائل الإعلام والمشاركة السياسية للمرأة العاملة ” دراســة ميدانيــة بمحافظة بين سويف في ضوء نظرية التنشئة الاجتماعية والغرس الثقافي”، حولية كلية الآداب – جامعة بني سويف مج 3، 2014م، كلية الإعلام والعلاقات العامة، جامعة النهضة – بني سويف.
[21] موسى عبد الرحيم، وناصر مهدي، مجلة جامعة الأزهر بغزة، سلسلة العلوم الإنسانية 2010، المجلد 12، العدد2، ص 135 -180
[22] محمد طلال عباس المساوي، اتجاهات الجمهور السعودي نحو دور وسائل الإعلام الجديد في نشر الوعي الصحي لديهم دراسة ميدانية بالتطبيق على الأزمة الصحية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، المجلة العلمية لبحوث العلاقات العامة والإعلان – العدد العشرين – يوليو / ديسمبر 2020.
[23] Qiongyao Huang, & Others, Relationship cultivation and public engagement via social media during the covid-19 pandemic in China, Public Relations Review, Volume 47, Issue 4, November 2021.
[24] Zakir Shah, Jianxun Chu, Usman Ghani, Sara Qaisar , Zameer Hassan, Media and altruistic behaviors: The mediating role of fear of victimization in cultivation theory perspective, International Journal of Disaster Risk Reduction, Volume 42, January 2020.
[25] Zhenya Tang, Andrew S. Miller, Zhongyun Zhou, Merrill Warkentin,” Does government social media promote users’ information security behavior towards COVID-19 scams? Cultivation effects and protective motivations”, Government Information Quarterly, Volume 38, Issue 2, April 2021.
[26] Jackson-Cruz& Elizabeth R., “Social Constructionism and Cultivation Theory in Development of the Juvenile “Super-Predator”, Master Thesis, Behavioral and Community Sciences, University of South Florida, March 2019.
[27] Niels G. Mede, Legacy media as inhibitors and drivers of public reservations against science: global survey evidence on the link between media use and anti-science attitudes, HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES COMMUNICATIONS | https://doi.org/10.1057/s41599-022-01058-y , Febreuary 2, 2022.
[28]Terigele,”The effect of media system diversity on intercultural communication competence under one-way media flow”, M.A. Thesis, Iowa State University Ames, Iowa 2015.
[29] Yoori Hwang& Se-Hoon Jeong, The glamorous world: how Instagram use is related to affluence estimates, materialism, and self-esteem, International Journal of Mobile Communications, Vol. 18, No. 5, 2020.
[30] Anuradha Mishra, The media effect on individuals in the cultural transformation of Shekhawati Region: a case study, International Journal of Indian Culture and Business Management, Vol. 19, No. 3, August 2, 2019, pp 263-280.
[31] Manisha Behal& Pavleen Soni, The mediating role of parental mediation in the relationship between media use and materialism, International Journal of Business Innovation and Research, Vol. 23, No. 3, October 8, 2020, pp 283-297.
[32] Ana Sofia Cardoso& Others, Classifying the content of social media images to support cultural ecosystem service assessments using deep learning models, Ecosystem Services, Volume 54, April 2022.
[33] Jonathan Intravia, Kevin T. Wolff, Rocio Paez, Benjamin R. Gibbs. Investigating the relationship between social media consumption and fear of crime: A partial analysis of mostly young adults Author links open overlay panel, Computers in Human Behavior, Vol. 77, December 2017, Pp158-168.
[34] Allan Pearlstein, Television Crime Drama Programme Viewing and O J. SIMPSON Bias: Applying the Cultivation Theory, M.A Thesis, Arts in Communication Studies, Greenspun School of Communication University of Nevada, Las Vegas, May 1996.
[35] Matabane, Paula Ione Whatley, The Relationship between Experience, Television viewing and selected perceptions of social reality: A Study of the black Audience (cultivation Theory, Ideological Hegemony, Media effects).Howard University. ProQuest Dissertations Publishing, 1985.
[36] هدير عليوة، مرجع سابق، 2020، ص
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب