استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نظيرته سامية حسن رئيسة جمهورية تنزانيا، وذلك بمقر رئاسة الجمهورية المصرية في قصر الاتحادية بالقاهرة.
جاء ذلك بحسب ما صرح به السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية.
هذا وجرت مراسم استقبال رسمية لسامية حسن فور وصولها، إلى الاتحادية.
اقرأ أيضا:
- عوض تاج الدين يكشف دخول مصر ذروة الموجة الرابعة لـ كورونا
- تعرف على الاتفاقيات التي وقعتها مصر والأردن بحضور ولي عهد المملكة الهاشمية
العلاقات بين مصر وتنزانيا
وترتبط مصر وتنزانيا بعلاقات تاريخية وثيقة، حيث احتفل البلدان في عام 2014 بمرور 50 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، حين أصبح سالم أحمد سالم الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية أول سفير لتنزانيا في مصر في عام 1964 في أعقاب الوحدة بين تنجانيقا وزنزيبار. وباعتبارها من دول حوض النيل، وعندها تبدأ بعض منابع النيل الأبيض، حيث تقع نصف بحيرة فيكتوريا تقريباً داخل الأراضي التنزانية، فإن العلاقات بين شعب مصر وشعوب تلك الأرض التى تمثل جمهورية تنزانيا الاتحادية اليوم، تعود إلى عصور بعيدة، حيث حدث تواصل دائم، بين شعوب حوض النيل، وتناقلت الثقافات بينهم في مراحل عديدة.
أما في العصر الحديث، فقد ربطت بين مصر وتنزانيا علاقة وطيدة ، حتى قبل نشأة اتحاد تنزانيا عام 1964، بل وقبل استقلال تنجانيقا عام 1961، ففي عام 1954م كوَّن الأفارقة اتحاد تنجانيقا الإفريقي الوطني بقيادة “جوليوس نيريري” وآخرين، للمطالبة بالاستقلال الكامل عن بريطانيا، هذا الكفاح من أجل الاستقلال تلقى دعماً مباشراً من الزعيم جمال عبد الناصر حتى نال الاتحاد بالأغلبية استقلال تنجانيقا عام1961م، وبعد ذلك بعام واحد انتُخِبَ نيريري رئيسًا للبلاد، ثم مَنَحت بريطانيا زنجبار استقلالها في عام 1963م، وفي عام 1964 تم الاتحاد بين تنجانيقا وزنجيبار، وكانت مصر في مقدمة الدول التي اعترفت بجمهورية تنزانيا الاتحادية، وقدمت لها الدعم، وربطت بين الزعيمين جمال عبد الناصر وجوليوس نيريري علاقة وطيدة، ومن الوقائع التاريخية التي تعكس هذه العلاقة، الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس التنزاني نيريري لمصر، حيث اصطحبه الرئيس جمال عبد الناصر إلى مجلس الأمة (البرلمان) في مصر.
هكذا ارتبطت مصر بعلاقة وطيدة مع تنزانيا، وحَّد طريقهما الكفاح ضد الاستعمار، والنضال من أجل التحرر الاقتصادي، والسعي من أجل التنمية والتقدم. وفي العقود التالية، تعددت أوجه العلاقات بين البلدين خاصة التعاون في مجال مياه النيل وإدارة المياه بصفة عامة، وفي مجالات التدريب والتعاون الفني، والتنسيق السياسي بشأن السلام والاستقرار في منطقة شرق أفريقيا، فضلاً عن العضوية المشتركة للبلدين في عدد من التجمعات والمنظمات الإقليمية والقارية.
العلاقات السياسية
استناداً للرصيد التاريخي من العلاقات بين مصر وتنزانيا، والمصالح المشتركة الكبيرة بين الشعبين، والرغبة المصرية التنزانية في التعاون من أجل التنمية، والسعي للمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة شرق أفريقيا وفي القارة الأفريقية ككل، شهدت العلاقات بين مصر وتنزانيا تطورات إيجابية كبيرة في كافة المجالات منذ عام 2014، بعد موقف تنزانيا الإيجابي والمساند لإرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيه 2013.
حيث حرصت تنزانيا على المشاركة في حفل تنصيب السيسي رئيسا للجمهورية في يونيو 2014 وأكدت على لسان وزير خارجيتها -آنذاك- بيرنارد بيمبي على ضرورة عودة مصر لممارسة دورها الطبيعي والتاريخي في أنشطة الاتحاد الأفريقي.
وخلال قمة الاتحاد الأفريقي الـ 28 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يناير 2017، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس التنزاني جون ماجوفولي، حيث أعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لتطوير التعاون مع تنزانيا في شتى المجالات والعمل على زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما، وكذلك أكد أهمية تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين في ظل التحديات المشتركة القائمة، ولاسيما خطر الإرهاب الذي يُشكل تهديدا للقارة الأفريقية بأكملها.
كما أكد الرئيس جون ماجوفولي حرص تنزانيا على تطوير العلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمعها بمصر على مختلف الأصعدة، مشيدا باستعادة مصر لدورها القيادي في أفريقيا، فضلاً عما تم إنجازه في مصر على صعيد تحقيق التنمية والاستقرار خلال العامين الماضيين، كما أعرب الرئيس التنزاني عن تقدير بلاده للدعم الفني الذي تقدمه مصر لأبناء تنزانيا في مجال بناء القدرات والتدريب.
أما التطور الأبرز في العلاقات بين مصر وتنزانيا في السنوات الأخيرة، فقد تمثل في الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السييسي إلى تنزانيا في 14 أغسطس 2017، حيث كانت أول زيارة لمسؤول مصري منذ عام 1968، وكان في استقباله الرئيس التنزاني جون ماجوفولي، وكبار المسؤولين التنزانيين، فضلاً عن السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى تنزانيا.
عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنزاني، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس التنزاني بزيارة السيسي.
كما وجّه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس التنزاني للمشاركة في المؤتمر الدولي للشباب، ومنتدى “أفريقيا 2017″، في شرم الشيخ ، وقد رحب الرئيس التنزاني بالدعوة، مؤكداً تطلعه لزيارة مصر.
اتفق الرئيسان على تطوير التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الفساد، وتفعيل اللجنة المشتركة بين الدولتين وانطلاق اجتماعاتها في أقرب وقت، بهدف تعزيز التعاون بين مصر وتنزانيا، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.
كما أكد الرئيسان أهمية تفعيل التعاون الأمني والعسكري بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة مع ما يمثله الإرهاب من مخاطر على أمن واستقرار مختلف الدول”.
وجه الرئيس “ماجوفولي” الدعوة للرئيس السيسي لوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء السد التنزاني، معرباً عن تطلعه لأن يضع الرئيس مشروع إنشاء السد تحت إشراف سيادته أسوة بالمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، وهو ما رحب به الرئيس مؤكداً أن بناء السد سيتم على نحو تفتخر به مصر وتنزانيا والقارة الأفريقية، وسيمثل نموذجاً يحتذى به للتعاون بين الأشقاء الأفارقة.
النصوص السابقة منقولة عن موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك