الرئيسيةرأي

أ.د. فكري سليم يكتب.. العلاقات المصرية الإيرانية.. إلى أين؟

الكاتب خبير وأستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة الأزهر.

تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التي أعرب فيها عن أمله في أن تشهد العلاقات المصرية الإيرانية تطوراً وانفتاحاً جدياً بين البلدين، يرى بعض المحللين السياسيين أن الظروف مواتية لتطبيع العلاقات المصرية الإيرانية لأسباب متعددة، منها ما أشار إليه عبد اللهيان فيما يخص عودة العلاقات الإيرانية السعودية، وهو الأمر الذي يعول عليه العديد من أولئك المحللين، مؤكدين اقتراب عودة العلاقات المصرية الإيرانية، في ربط واضح بين الحالتين المصرية والسعودية.

لكننا كنا وما زلنا نختلف مع تلك التحليلات، لأن الحالة السعودية في إعادة العلاقات مع إيران بعد ثورة عام 1979م تختلف- لأسباب عدة- عن الحالة المصرية، بدليل ما شهدته العلاقات الإيرانية السعودية من تطور منذ عام 1991 وحتى عام 2016م، بينما لم تعد العلاقات المصرية الإيرانية إلى طبيعتها، وبالتالي فالربط بين الحالة السعودية والحالة المصرية لا يحالفه الصواب، صحيح فقد كانت هناك بودار تحسن في العلاقات المصرية الإيرانية استدعت نفس التفاؤل الذي نراه اليوم في تصريحات عبد اللهيان والكثير من المحللين السياسيين، لكن العلاقات ظلت تراوح مكانها منذ أن انقطعت بعد الثورة الإيرانية عام 1979م.

وقد يقول قائل: إن الظروف الإقليمية والعالمية تغيرت لصالح إيران المتواجدة في العراق، وأن العراق أصبح يقوم بدور الوسيط بين مصر وإيران لإعادة العلاقات، أو يقول إن عودة العلاقات المصرية السورية قد تعمل على جسر الهوة بين إيران ومصر، أو أن ما آلت إليه الأوضاع في اليمن قد يسهل عملية التطبيع، لأنها ستكون في صالح اليمن ودول الجوار.. وهذه كلها تحليلات لها وجاهتها ويقبلها منطق السياسة القائم على المصالح.

لكننا نرى أن كل الأمور السابقة تعد أوراقاً رابحة في يد إيران، ومن الممكن أن تستغل في الوقت المناسب، تلك الأوراق لم تكن موجودة قبل سقوط العراق، إذ  لم يكن التواجد الإيراني في المنطقة العربية على النحو الذي نشاهده منذ أن سقط العراق، فتغلغلت إيران فيه وتحكمت في مفاصله عن طريق أحزاب وميليشيات وحشود موالية لها هناك، ثم جاء ما يعرف بالربيع العربي ليزداد التدخل الإيراني ويبلغ حد التحكم في مصائر دول عربية أخرى.

وبالتالي فصانع القرار المصري يدرك ويتفهم كل تلك المعطيات ونتائجها، وبناءً عليه ومن منطلق سياسة مصرية متزنة لا تعرف التشدد بل تتسم بالمرونة، طلبت مصر من الجانب الإيراني منذ سنوات عديدة أن يكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لمصر والدول العربية لزعزعة أمنها واستقرارها، كما طالبت بعدم دعم التيارات والحركات الإسلامية المتشددة التي كانت عاملاً أساسياً في الإرهاب الذي عانت منه مصر لعقود.

فقضية الأمن القومي المصري والعربي قضية أساسية في إعادة العلاقات بين مصر وإيران، وعندما تطمئن مصر للجانب الإيراني وترى أن سلوكه على أرض الواقع مُعبِّر عن حسن النوايا؛ فلن تمانع على الإطلاق من عودة العلاقات المصرية الإيرانية، دون ربطها بعودة العلاقات الإيرانية السعودية التي أشار إليها وزير الخارجية الإيراني في تصريحاته، أو يستشهد بها محللون سياسيون.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى