الطالب يوسف دلياني ينتزع لفلسطين الجائزة الأولى كأفضل محاور سياسي في مؤتمر الأمم المتحدة النموذجي الدولي

في لحظة تتجاوز حدود الإنجاز الفردي إلى ما هو أعمق من مجرد تفوّق أكاديمي، سطّر الطالب الفلسطيني يوسف دلياني، من الصف الثاني عشر في مدرسة القدس الأمريكية، إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجل الحضور الشبابي الفلسطيني في المحافل الفكرية الدولية، بفوزه بالجائزة الأولى كأفضل محاور سياسي في مؤتمر نموذج الأمم المتحدة الدولي الذي انعقد في حرم جامعة سيانس بو باريس بمدينة ريمس الفرنسية، إحدى أبرز المنصات الأكاديمية في مجال العلوم السياسية في أوروبا والعالم.
جاء تتويج دلياني بهذا اللقب وسط منافسة شديدة ضمّت أكثر من 300 مشارك ومشاركة من نخبة طلاب الجامعات والمدارس الثانوية الدولية، الذين اجتمعوا خلال الفترة ما بين الرابع والسادس من نيسان الجاري، ضمن نقاشات متعددة اللغات – بالإنجليزية، الفرنسية، والإسبانية – تحت شعار هذا العام: “نهاية وبعث التاريخ”، في دعوة فلسفية لإعادة النظر في سطوة التاريخ على مجتمعات اليوم.
تميّز دلياني بحضور فكري هادئ ومتزن، وقدرة لافتة على التعبير عن الرواية الفلسطينية بلغة سياسية تتكئ على العمق لا على الشعارات، وعلى المعرفة لا على الانفعال. في مداخلاته، تجلّى وعي سياسي مبكّر وبلاغة خطابية بلغاتٍ مختلفة، مكّنته من إدارة النقاشات بمنطق رصين وأفق يتجاوز عمره الأكاديمي، الأمر الذي لفت أنظار لجان التحكيم ونال احترام الحاضرين من مختلف الثقافات.
ويأتي هذا التتويج امتدادًا لمسار ناصع من التميّز، إذ يُعد هذا الفوز الرابع لدلياني في محافل إقليمية ودولية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بما يعزّز مكانته كأحد أبرز الوجوه الشبابية الفلسطينية في ساحات الحوار السياسي العالمي، ويكرّس حضوره كصوت عقلاني وواعٍ يحمل القضية الفلسطينية إلى المنابر الدولية بثقة واتزان.
وفي تعليق له بعد تسلّمه الجائزة، قال الطالب دلياني:
“لم أحمل اسمي إلى هذه المنصة، بل حملت وجع غزة، وصمود القدس، وحنين المخيمات. لم أكن أمثل نفسي، بل صوت شعب يُقصى قسراً عن المحافل الدولية، لكن قضيته تبقى حاضرة في الضمير الإنساني. هذه الجائزة ليست تتويجًا لي، بل لحضور فلسطيني يؤمن بأن للكلمة الحرة والواعية قدرة على اقتحام أكثر الساحات انغلاقًا.”
ويُذكر أن جامعة سيانس بو – باريس تُعدّ من أرفع المؤسسات الأكاديمية في العالم في مجالي العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وقد احتلّت المرتبة الثانية عالميًا في تصنيف QS 2024، ما يمنح لهذا الفوز وزنًا مضاعفًا من حيث رمزيته ومكانته الأكاديمية.
إنّ يوسف دلياني لا يمثّل حالة استثنائية بقدر ما يجسّد ملامح جيل فلسطيني جديد، يُدرك أن الدفاع عن قضيته لا يمر فقط عبر الشعارات، بل عبر احتراف اللغة العالمية، والفكر الرصين، والمنطق القادر على اختراق جدران التحيّز والتهميش. هو نموذج لشباب يحملون قضيتهم بوعي لا يستعرض، بل يُقنع… وبصوت لا يصرخ، بل يُسمع.