الرئيسيةمشروع الوعي

بالفيديو ..الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مسيرة حافلة

الحلقة الرابعة من سلسلة القيادة التاريخية للمفكر العربي الكبير الاستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي

(إنَّ هذه الأمانةَ حِملٌ ثقيلٌ، وإنني لا أقدرُ على حَمْلِها إلا بتوفيقِ الله، وعونٍ من إخواني المسؤولين والمواطنين جميعًا، فَضُمُّوا معي أيدَيَكم وقلوبَكم، وعبِّئوا معي مشاعرَكم وإخلاصَكم، لنبني بيدٍ واحدة، وقلبٍ واحد، مستقبلَ بلدِنا وعزَّ شعبِنا)

زايد بن سلطان آل نهيان

 

أهلًا بكم في الحلقة الرابعة والأخيرة من حلقات كتاب (القيادة التاريخية) الذي أعده الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي مدير ديوان الشيخ زايد سابقًا.

اقرأ أيضا: الإمارات في أسبوع.. بن زايد يستقبل المشاركين في أسبوع”الرعاية الصحية” والاقتصاد يحقق قفزات جديدة

في حلقة اليوم يتحدث الشيخ زايد عن المرحلة الثانية من رئاسته لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن حقق نجاحًا تاريخيًّا وغير مسبوق في الفترة الأولى.

ولذلك قسم الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي الفصل الثالث من كتاب (القيادة التاريخية) ضمن (سلسلة مؤلفات أقوال الشيخ زايد بن سلطان) إلى عدد من المحاور أولها: شروط قبول الشيخ زايد التجديد لفترة ثانية، ثانيًا: الاستجابة لمطالب الشعب، ثالثًا: متطلبات عملية البناء، رابعًا: الواجبات تجاه الأشقاء، خامسًا: ضرورة الحيطة.

ملامح الرئاسة الثانية

بعد انتهاء المرحلة الأولى من رئاسة الدولة قال الشيخ زايد: (لقد انتهت المدة التي تولَّيتُ فيها رئاسة الدولة وهي خمس سنوات، والتي أخذتُ على عاتقي خلالها أن أعمل كل ما يمكنني من أجل الأبناء والإخوان، ولا يجوز أن آخذ مما قطعته على نفس وتحملته أمام وطني وأمتي).

 

إسعاد الشعب

وأضاف الشيخ زايد قائلًا: (إنني قبلت القيادة، وتحمَّلت أعباء الرئاسة في الوقت الذي كانت فيه الإمارات مبعثرة، وكانت تعاني تخلفًا شديدًا، في هذا الوقت واجهت مسؤولياتي، وبدأت العمل في الداخل والخارج وبكل ما أملك من وقت وقوة وطاقة، وكان جهدنا في الخارج لا يقل أبدًا عن جهدنا في الداخل في بلدنا وإماراتنا، كنا نعمل ليل نهار من أجل إسعاد شعبنا الذي عانى طويلًا، وكانت اتصالاتنا مع إخواننا العرب وفي الدول الصديقة من أجل بناء علاقات قوية وطيبة على نفس المستوى).

إنجازات واضحة

ويواصل الشيخ زايد حديثه قائلًا: (لقد استطعنا أن نحقِّقَ الكثير من الاتصالات المهمة بين دولة الإمارات وهذه الدول، وكل هذه الإنجازات واضحة ويلمسها الجميع، ويعلم الله كيف كنت أسهر بنفسي على كل عمل نريد إنجازه في دولة الإمارات، حتى اتصالاتنا الخارجية كنت أتابعها وأسهر عليها لإيماني بأنها لصالح دولتنا).

من أجل رفعة الوطن

ويكمل الشيخ زايد قائلًا: (إن الإنسان لا يجوز له أن يسبح في البحر بيد واحدة أو يسير على قدم واحدة ما دام الله -عز وجل- قد خلق له يدين ورجلين، فلا بد أن يرتكز عليهما معًا، لا شك في هذه الحقيقة أبدًا، ولذلك أقول: الحمد لله، لم أُعرِب عن رغبتي في ترك الحكم إلا بعد أن رأيت جميع الأعمال التي قمت بها متكاملة، وأنها أخذت طريقها الذي أردناه وهو طريق يرفع رأس بلدنا عاليًا).

المسيرة وصلت إلى القمة

ويضيف الشيخ زايد قائلًا: (إن المسيرة قد وصلت إلى قمة الاعتزاز بها، واليوم أرى من واجبي أنه لا ينبغي أن أحُولَ بين إخواني وبين القيام بمهامهم، كي يأخذوا دورهم ويعرفوا المسؤوليات التي علينا وعليهم.. وإن كل إنسان يجب أن يعرف عمله ومسؤولياته، إنني أريد من إخواني جميعًا أن يمارسوا العمل بأنفسهم، وأن يعرفوا الواجبات والمسؤوليات التي عليهم تجاه إخوانهم وأبنائهم، وأيضًا تجاه الأجيال القادمة).

المساعدة والمساندة

ويكمل الشيخ زايد قائلًا: (إذا وافقني إخواني على ذلك فأنا أحمد الله وأشكره.. وإذا جاء رئيس دولة من بعدي فإني سأقف بجانبه وأسانده وأساعده بكل ما أملك من جهد وطاقة).

مواصلة المسيرة

ويواصل الشيخ زايد حديثه قائلًا: (أما إذا طلب مني إخواني الحكام وأبناء الشعب أن أستمر وأواصل تحمل أعباء ومسؤوليات القيادة، هنا سأحتاج إلى أشياء عرفت أبعادها في أثناء الممارسة وأصبحت أعرف مشاكلها تمامًا).

العبور بالأمة

ويكمل الشيخ زايد قائلًا: (سأعطي مثلًا على ذلك السيارة التي يملكها الإنسان، إن لم تكن صالحةً للسير هل يجوز لرب الأسرة أن يضع فيها أولاده وهو واثق من عدم صلاحيتها؟ طبعًا لا يجوز، كذلك سفينتنا التي تحمل هذه الأمة لا يجوز لها أن تعبر البحر وتواجه العواصف والأمواج.. ومع ذلك فقد عَبَرْتُ البحر بهذه الأمة.. وكنت أنا المسؤول عن نجاحها في التغلب على الأخطار التي تحيط بها، وأنا الآن أترك هذه الفرصة لإخواني بعد انتهاء مدة مسؤوليتي).

شروط قبول المسؤولية

ويتابع الشيخ زايد حديثه قائلًا: (أما إذا أَلَحَّ الشعب وطالبني بالبقاء، وأن أتحمل المزيد فلا أستطيع أن أقبل إلا بشروط وبتوافر عوامل عرفت أنها ضرورية لتأمين استمرار المسير، بالإضافة إلى أنه من واجبي كقائد أن أحتاط لما يجب أن أتحمله من أعباء، وأن أتنبه إلى الطريق الذي سأقود فيه الأمة، خاصة أن المسيرة القادمة ستكون أشدَّ وأكثر صعوبةً ومشقةً).

مطالب وجهود لتحقيقها

ويضيف الشيخ زايد قائلًا: (إن الوعورة والصعوبة في المرحلة القادمة سيكون مصدرها الشعب نفسه، فقبل سنوات قلائل لم يكن شعبنا يملك قدرًا كبيرًا من الوعي والثقافة.. وقد أصبح يملك هذا القدر من الوعي والثقافة الآن.. أبناء شعبنا الآن تعلَّموا وتنوَّروا وتثقَّفوا، ومطالبهم الآن أصعب من السابق، وستكون في المرحلة القادمة أكثر صعوبةً ومشقةً ولا بد من الاستجابة لها وتلبيتها، لذلك لا بد من الاستعداد الكافي لمواجهة مطالب الأبناء، وكل ما يحتاجون إليه).

صعوبة البناء

ويكمل الشيخ زايد قائلًا: (أيضًا الوطن الذي نبنيه وكافة ما تفرضه عملية البناء من جهدٍ ومشقةٍ وإخلاص، وهناك أيضًا الأشقاء وواجباتنا تجاههم، كل ذلك لا بد من الاستعداد له.. لذلك أليس من حقي أن أحتاط إذا ما ألح عليَّ الشعب للاستمرار في هذا الطريق).

التجديد ومستقبل الوطن

يقول الشيخ زايد: (لقد مضت خمس سنوات من عمر الاتحاد، وتمَّت معها دورة في الرئاسة كنت أتشرَّف بحمل مسؤولياتها، ثم أولانِي إخواني ثقتهم مرة أخرى في حمل مسؤولية هذه الدورة الرئاسية الجديدة، وبهذه المناسبة فإنني أتقدَّم بالشكر إلى إخواني أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، ولكم على الثقة التي منحتموني إياها، وأعتبرها تكليفًا لي وتشريفًا، على أنني لا أقدِر على حملها إلا بتوفيق الله وعونٍ من إخواني المسؤولين والمواطنين جميعًا، فضُمُّوا معي أيدَيَكم وقلوبَكم وعبِّئُوا معي مشاعرَكم وإخلاصَكم لنبنيَ بيدٍ واحدةٍ، وقلبٍ واحدٍ، مستقبلَ بلدِنا وعزَّ شعبنا).

إصرار الشعب والعودة

ويكمل الشيخ زايد حديثه قائلًا: (إن الذي يجعلني أعود ثانية لرئاسة الإمارات هو إصرار الشعب ورغبة إخواني الحكام أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، ولا شك أنني لمست بعض الإيجابيات التي جعلتني أعدل عن قراري ذلك، فأنا أحمل أمانة كبيرة، وهي ليست كبقية الأمانات، فأهل الأمانة طلبوا مني أن تبقى الأمانة مع صاحبها).

جنود للوطن

ويضيف الشيخ زايد قائلًا: (كونوا على ثقةٍ بأنني لن أتخلى أبدًا عما يرغب به أبناء شعبي، والواجب عليَّ، إذا كنت أنا الرئيس أو أيًّا من يكون من الإخوة، أن يكون جنديًّا لهذا الوطن).

 التشاور في الأمر

ويكمل الشيخ زايد حديثه قائلًا: (أؤكد لكم أننا جنود لهذا الوطن والكل مسؤول في موقعه، ويجب عليَّ أن أتكلم معكم بصراحة، وأن نتشاور في أمرنا تمشيًا مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن أبناء وطن واحد مطلوب منا التشاور، وأن ما يُفرَض عليَّ من واجب يُفرَض على كل واحد منكم، فواجب القائد هو واجب يُفرَض على كل واحد منكم).

المحافظة على الوطن

ويتابع الشيخ زايد حديثه قائلًا: (واجب القائد هو واجب الجندي، ومن واجبنا أن نحافظ على وطننا وعروبتنا وتراثنا، وديننا الحنيف، لأننا ورثنا هذا كله عن أجدادنا).

التكاتف والإخلاص

ويضيف الشيخ زايد قائلًا: (عليكم بالتمسك بدينكم ووطنكم وعروبتكم، لأن من واجب المسلم أن يعمل لأخيه المسلم كما يعمل لنفسه، وعلينا التكاتف والإخلاص والتعاون في سبيل رفعة ومجد هذا الوطن.. وأشكركم على هذا الشعور، شعور الوحدة والإخلاص).

إعادة النظر وتقييم القضايا

ويواصل الشيخ زايد حديثه قائلًا: (من الأمور البديهية أن نعيد النظر، وأن نقيم بعض القضايا حسب ما تتناسب مع الزمن ومع الظروف، فالوسائل أو الأجهزة التي يستخدمها الإنسان في البداية لا بد أن تتطور عندما يجتاز مراحل جديدة من مسيرته، فنحن هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة نتحسس الأخطاء ونواجه القصور، ولكننا نسارع في إصلاح هذه الأخطاء والقصور في حينه، وكما يفعل الطبيب وهو يعالج المريض، إذ يلجأ إلى تغيير نوع العلاج، ونوع الدواء عندما يكتشف أن هذه الوسائل غير مفيدة، كذلك بالضبط هي الإدارة العليا لشؤون الأمة، وإن اختلفت التسميات وتعقدت).

تغيير الدستور

ويتابع الشيخ زايد حديثه ويقول: (إن المجلس الأعلى اتخذ قرارًا باستمرار العمل بالدستور المؤقت حتى يواجه الظروف المناسبة، حتى يمكن تغيير ما نراه من المواد حسب الظروف والمصالح).

مصلحة البلاد الدستور

ويواصل الشيخ زايد حديثه قائلًا: (إن المجلس الأعلى وجد أن الدستور الدائم يمكن أن يكون غير مناسب، فنصبح مجبورين على تنفيذه، ولكن المجلس رأى أن الدستور المؤقت يمكن تغييره حسب صالح البلاد).

سُنَّة التغيير

ويضيف الشيخ زايد قائلًا: (ولو ألقينا نظرة موضوعية على الظروف الراهنة وقارنَّاها بالظروف التي كانت سائدة عند إعلان الدستور المؤقت لخرجنا بنتيجة واحدة، وهي أن تلك الظروف قد تغيَّرت جذريًّا سواء في الداخل أو الخارج، الأمر الذي يستتبع بالتالي تغيير الدستور وفقًا لما استُجِدَّ من أمور، وألا نكون كمن ألغى سنَّة التطور وجمَّد الزمن عند نقطة معينة).

دستور دائم

ويختتم الشيخ زايد قائلًا: (إننا نرى ضرورة الإسراع إلى إصدار الدستور الدائم المستوحى من ديننا وتقاليده، فقد أصبح عمر الاتحاد الآن كافيًا لوضع دستور دائم يوضح طبيعة العلاقات في داخل الدولة بين مختلف مؤسساتها، ويحدد هذه العلاقات في ضوء التجربة الماضية بحيث تراعي وضعًا قد تأكد خلال السنوات الماضية، وتتمثل الآن في التحام شعب دولة الإمارات المتحدة المتزايد للوحدة).

انتهت حلقة اليوم من سلسلة (القيادة التاريخية)، ضمن مشروع “بالوعي تُبنى الأمم”.

فكرةٌ أعدَّها وأشرفَ على تنفيذها:

محمد فتحي الشريف

تقديم:

سامح رجب

إخراج:

محمد أمين

إنتاج:

مركز العرب للأبحاث والدراسات

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى