محمد فتحي الشريف يكتب.. وثيقة الإسلام والجبهة الوسطية رحلة في فكر الشرفاء الحمادي
الكاتب رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات
تلقيت دعوة كريمة من الباحث السياسي الأستاذ صبرة القاسمي منسق عام الجبهة الوسطية، لحضور فعالية سياسية بعنوان (مصر تحارب وتحاور)، وعنوان الفعالية يؤكد على أن الحديث سيكون حول محاربة الدولة المصرية للإرهاب والتطرف، وفي الوقت نفسه سيتم مناقشة إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوة للحوار حول كافة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها، بهدف الوصول إلى صيغة توافقية مجتمعية حول المعالجات التي تطرحها الدولة لتلك القضايا، وهو أمر يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، المناخ الديمقراطي الذي تعيشه الجمهورية الجديدة.
ولدي عادة أتبعها دائما في الندوات أو المقابلات الصحافية أو الإعلامية التي أشارك فيها بالحديث، وهي أن أحصل على محاور أي لقاء حتى أستطيع أن أقدم وجهة نظري بشكل مقتضب ومباشر ومرتب، حتى لا أطيل الحديث ويستفيد المتلقي.
- اقرأ أيضا: محمد فتحي الشريف يكتب..القادة ومعركة الوعي
الرئيس (نحارب الإرهاب ونتحاور مع الوطنيين)
لذلك أعددت ورقة بحثية مختصرة أعبر فيها عن وجهة نظري في الخطوات الجبارة التي تقوم بها الدولة المصرية، ممثلة في القوات المسلحة وجهاز الشرطة في محاربة الإرهاب، وكذلك أهمية الحوار الذي دعا إليه الرئيس السيسي، وكيف يكون الحوار مثمرا، والهدف من الحوار، والإطار الذي يجب أن يسير فيه الحوار، وكذلك أدب الحوار، وثقافة الاختلاف، وأيضا كيف تطرح وجهة نظرك بقدر من احترام الآخر، وكيف نخرج من الحوار بوضع حلول واقعية لبعض الأزمات، وما المعالجات التي يجب أن نضعها في المرحلة المقبلة، وكيف نختار المتحاورين، وركزت على قول الرئيس السيسي.
وثيقة الدخول في الإسلام المفهوم الحقيقي للدين
هذا مجمل ما كنت أود الحديث فيه، ولكن عندما بدأت الفعالية كان هناك ترتيب للكلمات الخاصة بضيوف المنصة، وكان فضلا من صديقي الأستاذ صبرة أن يضع كلمتي عقب كلمة المفكر الإسلامي الأستاذ أحمد شعبان، الذي بدأ الحديث بطرح أسباب اختلاف المسلمين وتفرقهم، مؤكدا أن بعض النصوص التراثية المغلوطة هي أحد وأهم الأسباب.
لذلك عندما جاء دوري في الحديث تركت الأوراق التي أعددتها وكنت أنوي الحديث عنها، وبدأت أتحدث عن المشهد الحالي الذي تعيشه الأمة العربية، وكان أمامي على المنضدة كتاب للمفكر العربي الكبير الأستاذ علي الشرفاء الحمادي بعنوان (وثيقة الدخول في الإسلام) وهو الكتاب الذي فاز بالجائزة الأولى من الجبهة الوسطية، ومن حسن حظي أن هذا الكتاب وغيره من مؤلفات المفكر العربي الكبير الأستاذ علي الشرفاء الحمادي، إذ يتسم فكر الأستاذ علي بأنه فكر مستنير، يبحث دائما عن الرسالة الحقيقية للإسلام، وهي رسالة حب وتسامح، ولا يعرف هذا الدين البغض ولا القتل ولا الفرقة، ودائما ما تجد في مؤلفات الكاتب المقاصد الحقيقية للإسلام، إذ يحاول في كل الأطروحات أن يوضح للعوام الكم الهائل من الأكاذيب التي دست على الإسلام من خلال كتب التراث، كما وضع الكاتب في كتاب وثيقة الدخول للإسلام الحقائق المجردة لدين الإسلام، دين العدالة ودين الحق ودين السلام، وليس كما يروج أصحاب الأفكار العفنة والنصوص الخبيثة التي جعلت الإسلام دائما في وضعية الاتهام، إن مؤلفات الكاتب تدعو إلى التعريف بالإسلام الحقيقي وتعرية هؤلاء المتطرفين أمام الرأي العام، فكل ما يقدمه الشرفاء في مؤلفاته يستند إلى كتاب الله عز وجل الذي “لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد”.
رحلة في فكر الشرفاء الحمادي
ولذلك بدأت حديثي المقتضب عن فكر الأستاذ علي الشرفاء ومشروعه التنويري الذي دشن قبل سنوات، وأصبح اليوم منارة للتنوير في الوطن العربي والقارة الأفريقية وبعض دول العالم، فرسالة الإسلام العالمية تحتاج إلى توضيح وتبيان، وأيضا يجب أن نضع ستارة سوداء على التراث الذي يخالف كتاب الله ويدعو إلى العنف والتطرف.
مركز العرب يساند التنوير
ومن خلال شعار مركز العرب للأبحاث والدراسات (فكر، ثقافة، تنوير) الذي أسس ليساند كل فكر تنويري حقيقي، وكل رسالة سمحة تظهر صورة الإسلام للعالم، حتى نعيد إلى الأمة مجدها وتقدمها ونظهر للعالم أن حقيقة الإسلام هي السلام.
إطلاق مبادرة الوعي ركيزة الاستقرار
ثم بعد ذلك تحدثت عن أهمية الوعي، وكيف تم استهدفنا من خلال تغييب الوعي، وعرضت على الحضور الحملة التي يرغب مركز العرب في تدشينها على مستوى عربي وأفريقي بعنوان (الوعي ركيزة الاستقرار)، من خلال هذه الحملة سيتم وضع خطوط عريضة للحملة وأهدافها، إذ سيتم مناقشة كافة أهداف الحملة، من تصحيح المفاهيم الدينية، أسباب التطرف والإرهاب، وكيفية وضع معالجات، توعية الشعوب العربية بمخاطر الفرقة والاختلاف.
حملة من أجل مجابهة العنف والتطرف
وسيكون هناك منهج حقيقي لتلك الحملة في كافة المجالات، إذ سيتم الاستعانة بمؤلفات الأستاذ علي الشرفاء الحمادي في ملف الفكر، من خلال ساحة فكر وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ثم نقيم عددا من الندوات حول أسباب التطرف والإرهاب والمعالجة وتصحيح الفكر المتطرف من خلال إقامة الحجة، وسيتم عرض عدد من الأبحاث من خلال المركز حول بعض المشاكل المتعلقة بالفكر والثقافة والتنوير.
لقد فرض فكر الأستاذ علي الشرفاء الحمادي نفسه على الفعالية وغير مسارها، ولذلك كنت أود أن أجمل حديثي في خمس دقائق، ولكن حديثي امتد إلى أكثر من عشر دقائق وحتى أعود لعنوان الفعالية.
مصر تحارب الإرهاب (الجيش، الشرطة، الشعب)
قلت نصا: إن مثل تلك الفعاليات الفكرية تكون فرصة حقيقية لفهم الواقع الذي تعيشه مصر الحبيبة، فمصر في حرب ضروس مع الإرهاب والتطرف في الخارج والداخل، وعلى الرغم من دموية هؤلاء القتلة الخونة المجرمين فإن الإيمان بالوطن عقيدة راسخة في عقول وقلوب أبطال مصر من رجال القوات المسلحة والشرطة الباسلة الذين يتقدمون الصفوف لحماية الوطن والمواطن من هؤلاء تجعلنا في طمأنينة على أن النصر القادم، وشهداءنا في الجنة وقتلاهم في جهنم وبئس المهاد، ولذلك يظل عبء توعية العوام من أبناء الشعب المصري بمخاطر الإرهاب والتطرف يقع على عاتق المثقفين والنخب من السياسيين والباحثين والصحفيين والإعلاميين والفنانين والرياضيين وكل فئات المجتمع على حد سواء.
الدولة تخطو نحو الاستقرار
لقد تسارعت خطوات الدولة المصرية في القضاء على الإرهاب في كل بقعة طاهرة من بقاع مصر، وبفضل الله حل الأمن والأمان على بلادنا، وأن ظهور رؤوس الإرهاب بين الحين والآخر، من خلال مجموعة مغيبة تاهت في الظلام وغاب عنها الوعي وطمس على عقولها الغباء، فأصبحوا مجرمين مغيبين في جنهم إن شاء الله خالدين، لأنهم تجردوا من كل معاني الإنسان ونسوا الله عز وجل وتعاليمه، فكان لهم الخسران في الدنيا حيث القتل وفي الآخرة لهم عذاب عظيم.
نتحاور من أجل الوطن
في ظل الحرب على الإرهاب والتطرف كانت هناك دعوة مخلصة من الرئيس عبدالفتاح السيسي لتدشين حوار وطني يضم الجميع، وكانت لتلك الدعوة صدى واسع وترحيب كبير.
وتحدث الرئيس السيسي في مناسبات عديدة عن أهمية الحوار الهادف الحقيقي، وكان حديث الرئيس بالأمس واضحا عن الحوار حين قال “الهدف من الحوار أننا نسمع بعض” وأضاف “أي حد يقول اللي عاوزه في صالح الوطن”.
وختمت حديثي قائلا: لذلك أطالب بحوار راقٍ يتبادل فيه أصحاب الرأي آراءهم لصالح الوطن كما حث الرئيس، فالحوار أهم أدوات الوصول للحقيقة.
وأختم مقالي موجها كلامي إلى كل قادة الرأي والفكر والثقافة في الوطن العربي: علينا واجب مقدس وهو محاربة الجهل والتطرف والاختلاف، وعلينا أن نعلي من شأن ديننا وبلادنا، فهما النعمتان الباقيتان لكل شرفاء الوطن.