رأي

إدريس إحميد يكتب.. الشرق الأوسط- مستقبل الدول العربية إلي أين؟

أهمية منطقة الشرق الأوسط تتجاوز نطاقها الجغرافي لتشمل الأبعاد السياسية والاقتصادية والدينية، مما يجعلها منطقة مؤثرة على مستوى العالم .

منطقة الشرق الأوسط ترتبط بعدة عوامل مهمة تجعلها منطقة ذات تأثير عالمي، من أهمها:

1. الموقع الجغرافي الاستراتيجي: تقع المنطقة في مفترق طرق بين قارات آسيا، إفريقيا، وأوروبا، مما يجعلها محورية في التجارة العالمية والاقتصاد.

2. الموارد الطبيعية:
تعتبر منطقة الشرق الأوسط غنية بالموارد الطبيعية، خاصة النفط والغاز الطبيعي، ما يجعلها مركزاً مهماً للطاقة في العالم.

3. التاريخ المشترك:

تضم المنطقة العديد من الحضارات القديمة التي أثرت في التاريخ البشري، مثل الحضارات السومرية، الفرعونية، والفارسية، بالإضافة إلى كونها مهد الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام، المسيحية، اليهودية).

4. الصراعات السياسية والاقتصادية:

تشهد المنطقة صراعات سياسية مستمرة بسبب التنافس على الموارد، والتحالفات الدولية، والنزاعات الإقليمية.

5. الترابط الثقافي والديني:

تعيش في المنطقة شعوب متنوعة عرقياً ودينياً، مع وجود تأثيرات ثقافية ودينية متبادلة.
إجمالاً، يتداخل التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد بشكل معقد في الشرق الأوسط، مما يجعله واحداً من أهم المناطق في العالم.

((التحديات)) :

تشهد المنطقة العديد من التحديات والفرص في ظل الديناميكيات السياسية والاقتصادية المتغيرة. هناك عدة عوامل أساسية قد تؤثر على شكل هذا المستقبل :

1. التنافس الجيوسياسي:

المنافسة بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين لها تأثير كبير على استقرار المنطقة. تدور صراعات بالوكالة في العديد من البلدان مثل سوريا واليمن وليبيا، فيما تحاول هذه القوى فرض نفوذها على الدول الكبرى في المنطقة.

2. التحولات الاقتصادية:

على الرغم من الاعتماد الكبير على النفط والغاز، هناك محاولات من بعض الدول مثل السعودية والإمارات اقتصاداتها عبر مشاريع مثل “رؤية السعودية 2030″ و”مشاريع نيوم” في السعودية، ومشروعات التنوع في الإمارات. ومع التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة، سيتعين على دول المنطقة التكيف مع هذه التغيرات.

3. الأنظمة السياسية:

استقرار الأنظمة السياسية في بعض البلدان يشهد تحديات كبيرة، في ظل الاحتجاجات الشعبية والتغيرات الاجتماعية. قد تتطور بعض الدول نحو مزيد من الإصلاحات السياسية، بينما تبقى أخرى تحت الأنظمة السلطوية.

4. الصراعات والتوترات الإقليمية:

النزاعات المستمرة في بعض البلدان مثل سوريا واليمن وليبيا، إلى جانب التوترات بين إيران والسعودية والإمارات، والتي ينظر اليه بالخطر الشيعي التوسعي في ظل احتلالها للجزر الإماراتية ” :

جزيرة أبو موسى – جزيرة طنب الكبري – جزيرة طنب الصغري- منذ عام 1971.

والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كلها عوامل تؤثر على الاستقرار الإقليمي.

5. التكنولوجيا والابتكار:

هناك توجه متزايد نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة في المنطقة، مما قد يسهم في إحداث تحول اقتصادي واجتماعي. استثمارات في الذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية، والاقتصاد الرقمي من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً في المستقبل.

6. البيئة والتغير المناخي: التحديات البيئية مثل التصحر، ندرة المياه، والتغيرات المناخية قد تفرض ضغوطًا إضافية على المنطقة، وستحتاج الدول إلى تعاون أكثر في مجال إدارة الموارد الطبيعية.

7. العلاقات العربية-الإسرائيلية :

تمثل القضية الفلسطينية محور الصراع بين العرب والصهاينة منذ مائة عام ،

منذ نشوء الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر ، منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917 ، والذي مكن الصهاينة من فلسطين .وبداية الصراع العسكري عام 1948 وحرب عام 1967 دامت ستة ايام بين إسرائيل وسوريا ومصر. والأردن ، والتي احتلت فيه المزيد من الأراضي في سيناء. المصرية والضفة الغربية والقدس الشرقية والجولان السورية وغزه التي كانت تحت الإدارة المصرية .
وتمو تدمير القوات العربية و معظم الطائرات العربية على الأرض في الضربة الجوية المباغتة في اليوم الأول من الحرب.

عانت الجيوش العربية من خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
كانت نتائج حرب 1967 مؤلمة للأطراف العربية، وأسست لمجموعة من الصراعات اللاحقة في المنطقة، بما في ذلك حرب 1973
(حرب أكتوبر) ومحاولات السلام مثل اتفاقيات كامب ديفيد .كل ذلك كن خلال دعم أمريكا التي تعهدت بالدفاع عن إسرائيل والدول الأوربية.
وقد كان للحرب الباردة بين الاتحاد السوفييثي وامريكا وحلف الناتو،
وقد انقسمت الدول العربية ، وتحالفات الدول الخليجية مع أمريكا، التي ارتبطت بتفاقيات وتواجد عسكرية لحماية انظمتها .
اما بقية الدول ارتبطت بالاتحاد السوفييثي واهمها التسليح ومعاهدة دفاع مشترك ، إلى انهار الاتحاد السوفييثي الذي أحدث تغييرات استراتيجية ، واستفادت امريكا في زيادة تواجدها في المنطقة وتعزيز علاقاتها مع دول الخليج ،
وداعما لإسرائيل ولا متصاص غضب شعوب المنطقة مابعد حرب الخليج الثانية .

إقامة مؤتمر مدريد للسلام 1992 ، الذي انتج مايسمي بعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائلييين وإقامة السلطة الفلسطينية، لينتهي الأمر بتراجع إسرائيل عن الاتفاقات وزيادة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين وسجنهم ، واخيرا قتل الشهيد ياسر عرفات ، بعدما تم محاضرته امام أنظار العالم وأثناء القمة العربية في بيروت والتي صدرت المبادرة العربية للسلام ، والتي رفضها الكيان الصهيوني بدعم من امريكا التي اعترفت بالقدس عاصمة للصهاينة في عهد ترامب في ولايته الاولي !
الجامعة العربية :

يمكن القول إن الجامعة العربية تواجه تحديات كبيرة في الوقت الحالي، لكن الحديث عن “فشل” قد يكون مسألة نسبية ويعتمد على معايير التقييم.

فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية مواقف متباينة: منذ نشوء القضية الفلسطينية، سعت الجامعة العربية إلى دعم الحقوق الفلسطينية، لكن مواقف الدول الأعضاء غالبًا ما تتباين حسب تحالفاتها السياسية والمصالح الاقتصادية. على سبيل المثال، بعض الدول تطالب بحل الدولتين أو تدعم المقاومة الفلسطينية، في حين أن دولًا أخرى قد تكون أقل حماسًا أو تحاول التوسط لعلاقات مع إسرائيل.

من ناحية، يمكن اعتبار الجامعة العربية قد فشلت في تحقيق بعض أهدافها، مثل تعزيز الوحدة العربية، وحل النزاعات الإقليمية، والتعامل مع الأزمات الكبرى مثل الحرب في سوريا ، وللأسف الشديد لعبت دورا بأن احداث مايسمي بالربيع العربي ، واحالة ملفات سورية وليبيا الي مجلس الأمن الدولي ،الذي سيطرته عليه الولايات المتحدة الأمريكية، ونفذت من خلاله نشر الفوضي الخلاقه في مصر التي افشلت هذا المخطط ، بينما نجحت في سوريا وليبيا .
لذلك وأمام المتغييرات الدولية وغياب التنسيق العربي بسبب الانقسام واختلف الرؤي والمصالح ،
أصبح من الصعب إيجاد موقف موحد يجمع الأفكار في مواجهة التحديات التي تواجه العرب والمنطقة بصفة عامة .
وقد وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على المنطقة واستفرادها بالقرار ، في ظل اختلال التوازن الدولي ،
وسوف تتواصل السياسة الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني بقوة ، امام فشل الأمم المتحدة في إيجاد حل للقضية الفلسطينية، حيث الاستقواء والاستهزاء الصهيوني .
مما افسح المجال لتنفيذ المخططات الصهيوني في المنطقة ابتداء من إنهاء القضية الفلسطينية، وطرد الفلسطينيين من أرضهم ، وفرض التطبيع على بقية الدول العربية ، والسيطرة على اقتصاديات ومقدرات المنطقة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ، وخاصة مع وصول إدارة دونالد ترامب التي سوف تتعاطي عن الكيان الصهيوني في سابقة لم يقوم بها إدارة أمريكية في تاريخها !
ويجب أن نعلم بأنه لا يوجد موقف أو إجماع عربي لمواجهة أو الضغط على الإدارة الأمريكية!

وقد تأكدت التحذيرات التاريخية التي دفعت العرب لمواجهة الكيان الصهيوني من عام 1948 حتي اخر الحروب عام 1982 في لبنان .
وأمام مايحدث من عدوان واجرام صهيوني على غزة ولبنان ، يجد الجامعة العربية نفسها في موقف يؤكد بأنها كيان هلامي ليس إلا امام واقع مرير ومستقبل غامض!

 

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى