الشرفاء الحمادي: تدبر (القرآن الكريم) ومعرفة مقاصده الصحيحة يحقق السلام والسكينة والاطمئنان
حلقات أسبوعية يكتبها محمد فتحي الشريف (الحلقة الرابعة عشرة)
الملخص
يقول المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي: إن الله أمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يبلغ الناس جميعا أن يتدبروا (القرآن الكريم) وما فيه من عبر وتعاليم، وقيم وتشريعات تنظم علاقة الناس على أساس التعارف والمحبة والتعايش في مودة وسلام، وذلك من أجل بناء مجتمعات يعمها الأمن والسلام، ويتكاتف فيها الجميع على الخير والتنمية وكل أعمال البر والتقوى، ويتحدون من أجل دفع الضرر عن الناس المتضررين، وذلك تنفيذا لقول الله عز وجل (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ).. تابع التفاصيل.
- اقرأ أيضا: السيسي قيادة تاريخية لن تتكرر والوقوف معه لاستكمال مسيرة التنمية واجب وطني.. رسائل الشرفاء الحمادي
التفاصيل
التكليف الإلهي
نواصل اليوم الحديث عن أبرز النقاط التي جاءت في كتاب (رسالة الإسلام.. رحمة وعدل وحرية وسلام) للمفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، إذ وصلنا -بفضل الله وعونه- إلى الحلقة الرابعة عشرة التي نخص الحديث فيها عما جاء بالفصل الثالث بعنوان (التكليف الإلهي)، إذ يوضح الكاتب أن الله -عز وجل- بعث رسوله بهدف إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وهدايتهم إلى طريق الحق، فيقول نصًّا: لقد بعث الله سبحانه وتعالى رسوله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ليحمل للناس كافة كتابا مباركا، يخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم طريق الخير والصلاح، إذ يقول الله سبحانه وتعالى لنبينه محمد صلى الله عليه وسلم (كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ) (ص الآية 29).
التدبر والتذكر في كتاب الله
لقد أراد الكاتب أن يوضح للناس من خلال الآية السابقة أن القرآن الكريم كتاب أنزل على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- هذا الكتاب مباركا، وفيه يدعو الله -عز وجل- الناس أن يتدبروا آياته، وهي دعوة للتدبر والتفكر في كتاب الله، فالتدبر هو إدراك مغزى آيات الله ومقاصده، والتذكر هو تذكر آيات الله، ومن يفعل ذلك هم أصحاب العقول، الذين يفوزون في الدنيا والآخرة.
قيم وتشريعات تنظم العلاقات
ويواصل الكاتب الحديث عن أمر مهم هو جوهر الدين الإسلامي فيقول: إنه أمر من الله جل وعلا لرسوله بأن يبلغ الناس جميعا وأن يتدبروا آيات الله وما فيها من عبر وتعاليم، وقيم وتشريعات تنظم العلاقات الاجتماعية بين الناس على أساس التعارف والمحبة والعدل لبناء مجتمعات الأمن والسلام، تعيش في وئام وتسعى للخير، تتحد لدفع الضرر، وتتبع الله فيما أمر، تنفيذا لأمره تعالى في سورة المائدة (الآية الثانية) حيث جاء في سياقها (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة الآية 2).
التعاون على البر والتقوى
فالتعاون على البر والتقوى هو أساس الدين، فكل الأمور التي تدعو إلى الرحمة والتعاون والتعايش والسلام هي من الإسلام، وكل ما يدعو إلى الإثم والعدوان والقسوة والإرهاب والتطرف فهو من الشيطان وأتباعه الذين مهدوا لأنصارهم طريق الشر وجعلوهم يسلكونه تحت مزاعم وأباطيل وروايات لا يعرفها الدين ولا توجد في القرآن الكريم ذلك الكتاب المبين الذي يضم بين طياته كل الرحمة والعدل والإحساس والتسامح والتعايش والحب وكل أفعال الخير حتى تتضح حقيقة الإسلام الذي هو دين السلام.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب