المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. كيف أسس الشيخ زايد الإمارات وساند القضايا العربية؟
الكاتب مفكر عرب إماراتي.. خاص منصة العرب الرقمية
كتب المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي مقالا أدبيا بديعا عن تأسيس دولة الإمارات العربية وتوحيدها من خلال ما قام به المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمة الله تعالى عليه- إذ وضع استراتيجية محكمة تم فيها بناء البشر والحجر، كما أحدث طفرة حقيقية في الدولة، وصنع نهضة غير مسبوقة في التعليم والبنية التحتية، حتى أصبحت الإمارات رائدة في كافة المجالات، وكذلك تحدث المقال عن دور أبوظبي التاريخي المساند للأشقاء العرب في قضاياهم.
نص المقال
في زحمة الأحداث المتلاحقة التي تعيشها أمتنا العربية.. تراكم غيوم ملبدة بالسواد في سماء الوطن العربي، تكاد تحجب عن المواطن العربي حقيقة ما يجري في وطنه العربي، وتجعلته يخشى على حلمه الضياع في أن يحقق لأمته واقعا أعز وأكرم، وسط هجمة إعلامية شرسة تحاول تشكيل العقل العربي ليتخذ مواقف تتفق ومخططات الصهاينة في استمرار استباحة بعض الدول العربية.
دور القائد التاريخي
والقيادة دور تاريخي، ومسؤولية عظيمة تأخذ بيد الشعوب إلى طريق التقدم، ومسيرة التطور، وترفع من شأنها لتلحق بركب الأمم وتساهم معها في بناء حاضرة الإنسان وصياغة مستقبله وحماية أمن وطنه واستقراره.
الشيخ زايد وتوحيد الإمارات
ولقد شاءت العناية الإلهية أن تسند دور القيادة في دولة الإمارات لرجل عشق الصحراء وصفاءها، وأحب فيها ضوء الشمس الساطع فأكسبه ذلك وضوح رؤية ومضاء العزم، وحمل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رحمه الله، على كاهله مسئولية توحيد الإمارات في دولة واحدة راسخة البنيان تمد يدها بكل الخير للأشقاء والأصدقاء والجيران من أجل أن يعمم السلام منطقة الخليج.
مكانة عالمية مرموقة
وبعزمه وإيمانه، وفقه الله، في قيام دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبح لها مكانة مرموقة بين دول العالم وكلمة مسموعة عند الشقيق والصديق تتمتع بالاحترام والتقدير لأنه، رحمه الله، كان يحمل راية الحوار من أجل السلام وتحقيق الاستقرار والأمان للجميع، لتستطيع الدول وضع آليات تبادل المصالح والمنافع مما يزيد في تقوية العلاقات فيما بينهم.
آليات البناء والتطوير
ولقد حدد، رحمه الله، ثلاثة أهداف تطوي بها المنطقة مرحلة الماضي ببؤسه ومعاناته لتنطلق إلى آفاق المستقبل الرحبة وهي:
- تطوير المنطقة بالبنية التحتية، وإقامة المصانع، وبناء المدارس والجامعات.
- تحقيق الرفاهية للمواطن من مسكن كريم ومجتمع يتوفر لديه الاكتفاء الذاتي.
- بناء الإنسان القادر على تحمل المسؤولية وبناء قوات مسلحة للدفاع عن الوطن حماية لأرضه ومنجزاته وتطوير أجهزة الأمن والشرطة.
الشيخ زايد واستثمار الإنسان
وانطلاقا من تلك الفلسفة كانت مواقفه الإنسانية المتتالية تأكيدا لرؤية مبدئية أساسية هي أن الإنسان هو أعظم استثمار لأية دولة تتطلع إلى الازدهار والتقدم فأسس لبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة ذات سيادة محددة المعالم تمد اليد للجميع من أجل التعاون البناء على أسس من الاحترام المتبادل، دون أدنى مساس بالسيادة الوطنية، وبذل كافة الطاقات في دعم العالم العربي وتأكيد وحدته، إيمانا بأن قوة العرب في وحدتهم.
الشيخ زايد وحقوق الإنسان
مناصرة حقوق الإنسان في أي مكان في العالم، وتأييد حرية الشعوب، انطلاقا من تلك الفلسفة، استطاع أن يقيم علاقات متوازنة مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، في عالم يحكمه الصراع وتتجاذبه العقائد المتناقضة، وبذلك حفظ البلاد من مخاطر الاحتواء والصراعات الدولية، ليصل بها دائما إلى بر الأمان والسلام والاستقرار والازدهار.
رسالة الإسلام
وإن إيمانه برسالة الإسلام وملاءمتها لكل زمان ومكان تأخذ حيزا كبيرا من فكره وجهده، فهو يعمل جاهدا على أن تأخذ الشريعة الإسلامية مكانتها بوصفها منهجا إلهيا وقانونا وسلوكا عاما ينظم العلاقات الاجتماعية على أساس من الرحمة والعدل.
ليس البترول العربي أغلى من الدم العربي
إنه ينطلق من عقيدة راسخة بأن قانون السماء هو سيد القوانين جميعا، وكلمة الله هي دائما الكلمة العليا.
علمنا كيف يكون القرار الشجاع في حرب أكتوبر سنة 1973، عندما قال قولته التاريخية التي تردد صداها في جميع أنحاء العالم (ليس البترول العربي أغلى من الدم العربي) بعدما اتخذ قراره الشجاع بقطع إمدادات البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا التي تساند دولة العدوان.
الشيخ زايد وفلسطين
وعلمنا كيف يطالب بأعلى صوته بإعادة الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، ومرة أخرى ظل زايد، رحمه الله، الصوت الأمين المعبر عن مشاعر مئات الملايين في الوطن العربي، بإيمانه بالله الذي لا يعرف التخاذل والاستسلام وبإباء عربي أصيل، بكل قوة الإيمان وعظمته بالمصير المشترك للأمة العربية، وقد كان دائما يبادر في مشاركة أشقائه القادة العرب للسعي في حل النزاعات فيما بينهم ليتفرغوا في بناء أوطانهم والاهتمام بتحقيق آمال شعوبهم في التطور والتقدم، ليتحقق العيش الكريم لهم وتوظيف الثروات التي أنعم الله عليهم في الارتقاء بنهضة مواطنيهم في مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والتربوية، وكان سباقا، رحمه الله، في مد يد العون والدعم لكل أشقائه دون تمييز.
الشيخ زايد الضمير العربي الحي
رحمك الله يا زايد، فقد كنت الضمير العربي الحي الذي حمل آمال أمته في الوحدة وحماية الوطن العربي من كل تهديد، واليوم يصدق عليه قول الشاعر:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
=======================
تعريف بالكاتب
شغل المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، منصب المدير الأسبق لديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية، ورئيس مؤسسة رسالة السلام العالمية.
الكاتب لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وينفذ مشروعا عربيا لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب والعنف الذي يُمَارَس باِسم الدين، وقدم الكاتب للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني وانعكاسه على الواقع العربي.