السودان في أسبوع.. مجازر مروعة للدعم السريع في الجزيرة ومطالب بنشر قوات دولية لحماية المدنيين
نشرة إخبارية تهتم بأحداث السودان.. تنشر الأحد من كل أسبوع
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية الذي لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
20 حالة اغتصاب وأكثر من 300 قتيل.. مجازر الدعم السريع بشرق ولاية الجزيرة
قتلى ونازحون، ومنازل وقرى خاوية على عروشها، وجثث على الطرقات، واختفاء لمعالم الحياة، هكذا بدت قرى شرق ولاية الجزيرة وسط السودان خلال 5 أيام من هجوم لقوات الدعم السريع على خلفية إعلان انشقاق قائدها بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش السوداني.
وقال شاهد عيان من مدينة تمبول للجزيرة نت “من لم يخرج بإرادته سيخرج رغمًا عنه، ليس بسبب الذل، والإهانة والاعتداء فقط، بل سيخرجهم الجوع”. وأضاف “نحن ننتظر دورنا فقط، أمرنا لله”.
وتشهد قرى شرق الجزيرة انتهاكات واسعة للدعم السريع عقب معارك مع الجيش السوداني والمستنفرين (عناصر شعبية مساندة)، سيطر فيها الدعم السريع على مدينة تمبول في 22 أكتوبر، لتشن هجماتها إثر ذلك على عدد من قرى شرق الجزيرة.
وحسب مؤتمر الجزيرة، يتجاوز عدد القتلى بمدينة تمبول 300 قتيل بينهم نساء وأطفال، والجثث الملقاة على الطرقات تزيد من صعوبة إجراء حصر دقيق حتى الآن، لمغادرة المواطنين المدينة.
وقال الأمين العام لمؤتمر الجزيرة المُبر محمود -في حديث للجزيرة نت- إن أكثر من 30 قرية بشرق الجزيرة هاجمتها قوات الدعم السريع وهجّرت سكانها قسرا، فضلا عن حالات اختطاف الفتيات والعنف الجنسي.
ووفقا للمُبر محمود، وثق مؤتمر الجزيرة 3 حالات اغتصاب لكوادر طبية، بجانب استخدام المواطنين كرهائن، حيث تحفظ الدعم السريع على بعض حالات الاحتجاز القسري وطلب فدية مالية.
وتجبر قوات الدعم السريع المختطفين على تسجيل فيديو ومناشدة ذويهم دفع فدية مالية نظير إطلاق سراحهم. وحسب المصدر ذاته، فقد طلبت قوات الدعم السريع مبلغا ماليا قدره 5 ملايين جنيه سوداني (يساوي ألفي دولار) تم دفعها والإفراج عن أحد المختطفين، وطلبت من آخر 50 مليون جنيه سوداني (19 ألف دولار).
استمرت نداءات الاستغاثة دون أن تجد مُلبيًا، وواصلت قوات الدعم السريع هجومها بالأسلحة الثقيلة على المدنيين في قرى الجزيرة. وتعد بعض قرى شرق الجزيرة التي استهدفها الدعم السريع مناطق نفوذ كيكل الذي أعلن انشقاقه عن هذه القوات.
وقال مؤتمر الجزيرة إن قوة من الدعم السريع اقتحمت منذ فجر اليوم الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول قرية السريحة التابعة لمحلية الكاملين شمالي الجزيرة ونصبت أسلحتها ومدافعها أعلى المباني وأطلقت النار صوب المواطنين العزل، وقُتل نحو 50 شخصًا وأصيب أكثر من 200 شخص.
وأضاف الأمين العام لمؤتمر الجزيرة المُبر محمود أنه بالتزامن مع هجوم الدعم السريع على شرق الجزيرة وقعت حوادث في قرى وسط الجزيرة، قتل على إثرها عشرات بينهم أطفال ونساء، مع التهجير الكامل للمواطنين والعنف المُفرط، ونهب الممتلكات وحرق المحاصيل الزراعية.
وأقرّ المُبر بصعوبة الإحصاء الدقيق لانقطاع شبكة الاتصالات. وتابع أنه على مدار الساعة يتم تحديث البيانات نقلا عن شهود عيان، داعيًا السلطات والمنظمات لتقديم العون للنازحين الذين يعيشون في ظروف بالغة التعقيد وبعضهم ما زال في العراء.
قبيل جلسة مجلس الأمن.. دعوات لتدخل دولي لإنقاذ السودانيين
طالبت قوى مدنية سودانية ومنظمات دولية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي البدء في التخطيط لنشر بعثة لحماية المدنيين في السودان.
وتزامنت هذه الدعوات مع احتدام المعارك في عدد من مناطق السودان ومقتل المئات.
وشددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” على أن الانتظار لإجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار، لم يعد خيارا في ظل التدهور الكبير الذي آلت إليه الأوضاع.
ويقول دبلوماسيون إن التطورات الجديدة قد تدفع مجلس الأمن الدولي لتبني موقف أكثر صرامة عندما يجتمع يوم الاثنين لمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول الخطوات التي ينبغي للدول الأعضاء اتخاذها لحماية المدنيين.
وقبل يومين من الاجتماع، وصف غوتيريش دعوات المدنيين السودانيين وجماعات حقوق الإنسان المحلية والدولية بتدخل دولي لحماية المدنيين بأنها تعبير عن الخطورة الكبيرة التي وصلت إليها الأوضاع في السودان.
وحذرت هيومان رايتس ووتش من خطورة التصعيد الأخير للقتال على المدنيين.
وقالت “يستمر تعرض المدنيين للتعذيب والإعدام بإجراءات موجزة، كما تواجه النساء والفتيات العنف الجنسي على نطاق واسع”.
وكانت لجنة تقصي الحقائق بشأن السودان التي شكلها مجلس حقوق الإنسان، قد أوصت في سبتمبر بنشر بعثة لحماية المدنيين.
ويرى مراقبون أن نشر مثل هذه البعثة لن يكون سهلاً، لكنهم يشيرون إلى أن حجم أزمة السودان، وتعنت الأطراف المتحاربة، كلها أسباب تستدعي اتخاذ إجراء عاجل لحماية المدنيين.
صندوق النقد: الحرب في السودان تتسبب في أضرار اقتصادية جسيمة للدول المجاورة
حذرت نائبة مدير دائرة أفريقيا في صندوق النقد الدولي، كاثرين باتيلو، من أن الحرب في السودان قد تتسبب بأضرار اقتصادية جسيمة في البلدان المجاورة، تضاف إلى عواقب النزاعات العالمية على الاقتصاد الأفريقي.
قالت باتيلو تزامنًا مع نشر الصندوق تقريراً عن النشاط الاقتصادي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إن ما يحدث في السودان أمر مفجع ومدمر للشعب السوداني ولكل الدول المجاورة أيضًا.
وتابعت: “العديد من هذه البلدان المجاورة ضعيفة أصلاً ولديها تحديات خاصة يجب أن تتغلب عليها، وتواجه حالياً تدفق لاجئين، ومشاكل أمنية، وصعوبات في مجال التجارة، ما يمثل تحديًا حقيقيًا لنموها”، علماً أن صندوق النقد الدولي أشار، في تقريره الذي يعرض توقعاته الاقتصادية للقارة إلى أن جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وإريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان قد تعاني بشكل خاص من هذا الوضع.
وأضافت أنه بالنسبة إلى جنوب السودان، أصبح الوضع مقلقا خصوصا بعدما خسرت البلاد أحد مصادر دخلها الرئيسية في فبراير الماضي، بعد تعرض خط أنابيب يسمح لها بتصدير النفط لأضرار في السودان. يأتي هذا في ظل الأهمية الكبرى لخط الأنابيب الحيوي لنقل نفط جنوب السودان الخام إلى الخارج، فيما يمثل النفط حوالي 90% من صادرات الدولة غير الساحلية.
5 من مستشاري حميدتي ينشقون عن الدعم السريع
أعلن 5 من مستشاري قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي انشقاقهم عن قوات الدعم السريع وعلى رأسهم محمد عبد الله ود أبوك، وذلك في مؤتمر صحفي عقد اليوم السبت في بورتسودان شمال شرق السودان، ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، انشقاقه عن الدعم السريع وانضمامه للجيش السوداني.
وقال مسؤول ملف شرق السودان في الدعم السريع عبد القادر إبراهيم محمد -خلال مؤتمر صحفي اليوم بفندق الربوة بولاية البحر الأحمر مدينة بورتسودان- “نختار هذا الموقف الوطني، وأعلن انسلاخ قيادات من مليشيا الدعم السريع المجلس الاستشاري”.
وأضاف أن نوايا سيطرة قوات الدعم السريع على سواحل السودان على البحر الأحمر لصالح دول أخرى هي السبب الرئيسي لاندلاع الحرب.
وأكد أن الدعم السريع طرح مشروعات بولاية البحر الأحمر بتكلفة 30 مليار دولار، تشمل 3 مطارات و3 موانئ وإنشاء 6 معسكرات لتدريب قوات من ضمنها قوات بحرية لنشر 30 ألف مقاتل على طول الساحل.
وأضاف أن التصديقات الأولية لهذه المشروعات تم تمريرها بنفوذ نائب رئيس مجلس السيادة حينها محمد حمدان حميدتي، لكن قيادة الجيش انتبهت لمخاطر المشروعات على السيادة الوطنية ورفضتها، مما دفع حميدتي للتهديد بالاستيلاء على السلطة حال رفض المشروعات بولاية البحر الأحمر.
ويأتي إعلان المستشارين الخمسة هذا بعد أيام قليلة من إعلان قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل، انشقاقه عن الدعم السريع وانضمامه إلى الجيش، مما شكل ضربة عسكرية ومعنوية كبيرة لقوات الدعم السريع دفعها لتصعيد هجماتها على المدنيين في ولاية الجزيرة الزراعية في وسط السودان.
فقد شنت قوات الدعم السريع أمس الجمعة هجوما دمويا على عدد من القرى في ولاية الجزيرة، أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 50 قتيلا وأكثر من 200 جريح.
وكانت قرى شرق الجزيرة شهدت انتهاكات واسعة للدعم السريع عقب معارك مع الجيش السوداني والمستنفرين (عناصر شعبية مساندة)، سيطر فيها الدعم السريع على مدينة تمبول في 22 أكتوبر/تشرين الأول، لتشن هجماتها إثر ذلك على عدد من قرى شرق الجزيرة.
وبحسب مؤتمر الجزيرة، تجاوز عدد القتلى بمدينة تمبول 300 قتيل، بينهم نساء وأطفال، وتزيد الجثث الملقاة على الطرقات من صعوبة إجراء حصر دقيق حتى الآن، لمغادرة المواطنين المدينة.
واندلعت المعارك في السودان منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان حميدتي.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب