السودان في أسبوع.. الدعم السريع يشكل حكومة موازية والجامعة العربية تحذر من تقسيم السودان
نشرة إخبارية تهتم بأحداث السودان.. تنشر الأحد من كل أسبوع

تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية الذي لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
اقرأ أيضا: السودان في أسبوع.. الجيش يسيطر على قاعدة الزرق بدارفور وفيضانات غير مسبوقة تضرب البلاد
الإعلان عن تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع بالسودان
وقعت ميليشيا الدعم السريع ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها لتشكيل “حكومة سلام ووحدة” بالأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية، وفق ما أفاد سياسيان سودانيان لرويترز.
والسياسيان السودانيان، الهادي إدريس، وإبراهيم الميرغني، هم من الموقعين على الميثاق، ومن بين الموقعين على الميثاق أيضا عبد العزيز الحلو، وهو رئيس “الحركة الشعبية- شمال” التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في ولاية جنوب كردفان والذي يطالب منذ وقت طويل بأن يتبنى السودان “النهج العلماني” وفق وكالة “رويترز”.
ومن غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة، والتي أثارت بالفعل قلق الأمم المتحدة، باعتراف واسع النطاق.
وقال إدريس وهو مسؤول سابق، ورئيس “الجبهة الثورية السودانية” إن “تشكيل الحكومة سيعلن من داخل البلاد في الأيام المقبلة”.
ووفقا لنص الميثاق، اتفق الموقعون على أن السودان يجب أن يكون “دولة علمانية وديمقراطية وغير مركزية بجيش وطني واحد” لكنه احتفظ بحق الجماعات المسلحة في الاستمرار بالوجود.
وجاء في الميثاق أن من مهام الحكومة “عدم تقسيم البلاد بل توحيدها وإنهاء الحرب، وهي المهام التي لم تتمكن الحكومة المتحالفة مع الجيش والتي تعمل انطلاقا من بورتسودان من تحقيقها”.
وجاء التوقيع على الميثاق خلال مراسم مغلقة في العاصمة الكينية نيروبي.
وأثارت استضافة كينيا لهذا الحدث تنديدات من السودان وانتقادات داخلية في كينيا للرئيس وليام روتو، بسبب إدخال البلاد في صراع دبلوماسي.
وفرضت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع المتهمة بـ”ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق” في السودان.
وأدت الحرب التي اندلعت في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم.
ويعيش نحو نصف سكان السودان أي حوالي 26 مليون شخص وهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي مع تزايد مخاطر المجاعة في مختلف أنحاء البلاد وتدهور شديد للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد بسبب استمرار الصراع الدائر منذ 20 شهرا، وفق تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
الحكومة السودانية تهاجم كينيا.. وتؤكد أن استضافة نيروبى لاجتماعات الدعم السريع خطوة عدائية
عقدت ميليشيا الدعم السريع جلسات في العاصمة الكينية نيروبي، فيما تواصل التشاور مع بعض الحركات المسلحة الحليفة لها، على تكوين حكومة موازية، بديلة للسلطة في بورتسودان، وهو ما أثار غضب شديد من الحكومة السودانية تجاه كينيا.
ويبدو أنه لا يوجد مؤشر على تراجع حالة التوتر بين الرئيس الكينى وليام روتو، والحكومة السودانية، بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السوداني، ورئيس مجلس السيادة، خاصة على خلفية استضافة نيروبي ميليشيا الدعم السريع، في سعى الأخيرة لتكوين حكومة موازية.
وزارة الخارجية السودانية، رفضت من جهتها، الدفاع والمبرر الذى طرحه، موساليا مودافادي، أمين عام مجلس الوزراء للشئون الخارجية الكينى، لاستضافتها قوات الدعم السريع في نيروبي، وأكدت الحكومة السودانية في ردها أنه لا يوجد ما يبرر تصرفات كينيا واحتضان الرئيس ويليام روتو لقوات الدعم السريع.
واعتبر السودان، أن الخطوة عدائية، ووصفها بـأنها غير مسئولة، وقال “إن هذه الخطوة العدائية وغير المسئولة لا يمكن تبريرها”.
وتابعت خارجية السودان :”وقد سعت حكومة السودان عبر الاتصالات الدبلوماسية إلى تغيير هذا الموقف دون جدوى. ومن المؤسف أن يضع الرئيس الكيني مصالحه الشخصية والتجارية… فوق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين”.
وأضافت السودان أن “استضافة قادة ميليشيا قوات الدعم السريع الإرهابية والسماح لهم بممارسة أنشطة سياسية ودعائية، بينما يواصلون ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وذبح المدنيين على أساس عرقي ومهاجمة معسكرات النازحين وارتكاب أعمال الاغتصاب، يشكل تأييدًا وتواطؤًا في هذه الجرائم الشنيعة”.
ومن ناحيته دافع موساليا مودافادي عن تصرفات كينيا، قائلاً إنها تتماشى مع دورها الأوسع في مفاوضات السلام والتزامها بدعم السودان في إيجاد حل لأزمته السياسية المستمرة.
وأشار إلى أن كينيا لديها تاريخ في تسهيل اتفاقيات السلام في المنطقة، بما في ذلك بروتوكول ماشاكوس عام 2002، الذي ساعد في إنهاء الحرب الأهلية السودانية الثانية.
وتابع :”ونلاحظ أن هذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها الجماعات في السودان إلى إيجاد حلول لأزمتها من خلال الاستفادة من المساعي الحميدة للدول المجاورة، في الواقع، في يناير 2024، اجتمعت الأطراف وأصحاب المصلحة في الصراع السوداني في دولة مجاورة لرسم طريق للمضي قدمًا في الحوار الشامل”.
واستمر :”إن طرح قوات الدعم السريع والمجموعات المدنية السودانية لخارطة طريق وقيادة مقترحة في نيروبي يتوافق مع دور كينيا في مفاوضات السلام والذي يلزمها بتوفير منصات غير حزبية لأطراف الصراع للسعي إلى الحلول”.
وشدد على ضرورة إيجاد توازن دقيق بين الأهداف الأمنية والعودة إلى الحكم المدني في السودان لتحقيق الديمقراطية والازدهار للشعب السوداني.
وعقدت قوات الدعم السريع اجتماعا في نيروبي، الثلاثاء، حيث دارت المحادثات حول تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
وشهدت المناقشات احتدام الخلاف، حول رئاسة مجلس السيادة بين قوات الدعم السريع، و”الحركة الشعبية-شمال” بقيادة عبد العزيز الحلو، وسط تداول عدة مقترحات بشأن عاصمة الحكومة الموازية، من بينها كاودا في جنوب كردفان.
وفشل قادة الدعم السريع وحلفاءهم في توقيع ميثاق سياسى مؤسس للحكومة الموازية في نيروبي، ولم يتم الإعلان عن موعد جديد للتوقيع، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وكشفت سودان تربيون، عن عقد اجتماعات مكثفة لحسم النزاع حول الرئاسة، حيث تمسك الحلو برئاسة المجلس، مبررًا ذلك برفض الجيش الشعبي أن يقوده جيش آخر، فيما أصرت قوات الدعم السريع على تولي الرئاسة باعتبارها صاحبة المشروع.
والثلاثاء الماضي شهدت نيروبي جلسة احتفالية للإعلان عن تحالف “السودان التأسيسي – تأسيس”، الذي يضم قوى سياسية وحركات مسلحة وزعامات من الإدارة الأهلية إلى جانب قوات الدعم السريع، ويهدف إلى تشكيل سلطة موازية للحكومة الشرعية القائمة في بورتسودان.
وشارك في الترتيبات رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، وقيادات الجبهة الثورية السودانية، إضافة إلى رئيس الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز آدم الحلو، وإبراهيم الميرغني، إلى جانب قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو.
وفي غضون ذلك، كثفت قوات الدعم السريع اتصالاتها مع قائد حركة تحرير السودان، عبد الواحد محمد نور، لإقناعه بالانضمام إلى تحالف “تأسيس”.
وكان المتوقع أن تشهد اجتماعات نيروبي توقيع بيان تأسيسى، إلى أنه الأطراف المشاركة لم تتوافق على صيغة، وتم تأجيل التوقيع ليوم 21 فبراير، إلا أنه تم تأجيله مرة أخرى، إذ فشلت في التواصل لاتفاق على من يرأس المجلس السيادى، كما دارت مشاورات حول اختيار العاصمة.
الجامعة العربية تحذر من أي خطوات تؤدي إلى تقسيم السودان
أعربت الامانة العامة لجامعة الدول العربية عن قلقها واستهجانها ازاء أية خطوات يكون من شأنها أو يترتب عليها المس بوحدة السودان او تعريضه للتقسيم او التفتت تحت أي ذريعة أو مسمي.
وذكرت الأمانة العامة جميع الأطراف بسعيها الدؤوب للمساهمة في معالجة الأزمة السودانية انطلاقاً من الثوابت العربية القائمة أساساً على الحفاظ على سيادة السودان ووحدته الترابية وصيانة مؤسساته القومية.
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، أمس الأربعاء، عزمهم على تشكيل حكومة انتقالية برئاسة رئيس وزراء تكنوقراط غير منتمي إلى أي جهة أو حزب.
أتى ذلك، خلال لقاء البرهان بالسفير الإيطالي المعتمد لدى السودان والمقيم بإثيوبيا، ميشيل توماسي.
يذكر أن الحرب التي اندلعت في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وتسببت في أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
وتعاني خمس مناطق في السودان، بينها ثلاث في شمال دارفور، من المجاعة التي من المتوقع أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى من الولاية بحلول شهر مايو المقبل، وفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة.
السودان: الكوليرا تقتل 58 شخصا وتصيب 1300 آخرين بجنوب البلاد
قالت السلطات الصحية، إن تفشي مرض الكوليرا في مدينة بجنوبي السودان أسفر عن وفاة نحو 60 شخصا وإصابة حوالي 1300 آخرين خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وتم إلقاء اللوم في تفشي المرض في مدينة كوستي الجنوبية بشكل رئيسي على مياه الشرب الملوثة بعد أن تم تعطيل منشأة إمدادات المياه في المدينة خلال هجوم من قبل جماعة شبه عسكرية سيئة السمعة، بحسب وزارة الصحة. وهذه الجماعة تقاتل الجيش السوداني منذ حوالي عامين.
وقالت الوزارة في بيان إن المرض أدى إلى وفاة 58 شخصا وإصابة 1293 آخرين بين يومي أمس الأول الخميس واليوم السبت في كوستي، التي تبعد 420 كيلومترا (261 ميلا) جنوب العاصمة الخرطوم.
وأوضحت الوزارة أنها اتخذت سلسلة من التدابير لمكافحة التفشي، بما في ذلك إطلاق حملة تطعيم ضد الكوليرا في المدينة، التي تقع على الضفة الغربية لنهر النيل الأبيض، مقابل مدينة ربك، عاصمة ولاية النيل الأبيض.
وقالت الوزارة إنها قامت أيضا بتوسيع سعة مركز العزل بالتعاون مع الأمم المتحدة ومجموعات طبية دولية أخرى.
وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود أن مركز علاج الكوليرا في مستشفى كوستي قد استنفد طاقته الاستيعابية، مما دفع السلطات الصحية لاستخدام غرف الطوارئ للبالغين والأطفال لتوفير مساحة إضافية لعلاج المرضى المصابين.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب