السودان في أسبوع.. حرب الجسور تشتعل في الخرطوم.. والأمم المتحدة تندد بالوضع البائس
نشرة إخبارية تهتم بأحداث السودان.. تنشر الأحد من كل أسبوع
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية الذي لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
حرب السودان.. السيطرة على الجسور مفتاح سر معارك الخرطوم
سلطت المعارك العنيفة التي تجددت، بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم، الضوء على أهمية الجسور التي تربط بين مدن العاصمة الثلاثة في تحديد ما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية في نهاية المعارك، وسط مخاوف كبيرة من تعرض المزيد من الجسور للدمار.
ومنذ اندلاع القتال بين الطرفين في منتصف أبريل، أسهم التحكم في الجسور التي تربط بين مناطق ومدن العاصمة الثلاثة كثيرا في تحديد خريطة السيطرة على تلك المدن والمناطق.
ومن بين 10 جسور رئيسية تربط بين مدن العاصمة السودانية الثلاثة – الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري – على النيلين الأزرق والأبيض ونهر النيل، يسيطر الدعم السريع على 6 جسور مقابل واحد للجيش.
وفيما خرج جسر شمبات الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري عن الخدمة بعد ضربه في نوفمبر الماضي يتقاسم الطرفان السيطرة على جسري الحلفايا الرابط بين المدينتين أيضا والفتيحاب الرابط بين أم درمان والخرطوم.
ويرى محللون أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ترجيح كفة الدعم السريع في السيطرة شبه الكاملة على مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري هو سيطرتها منذ الأيام الأولى من اندلاع الحرب على جسور رئيسية وهي “المنشية” و”سوبا” الرابطان بين الخرطوم ومناطق شرق النيل، إضافة إلى جسري ” النيل الأزرق” و”المك نمر” الرابطان بين شمال الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، وجسر توتي الواصل بين الخرطوم وجزيرة توتي الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من الخرطوم.وفي الجانب الآخر، مكنت السيطرة على جسري “الفتيحاب” و”النيل الأبيض” من جهة أم درمان الجيش من تحقيق أفضلية ميدانية في المدينة رغم تواجد قوات الدعم السريع في نحو 30 في المئة من مناطقها حتى الآن.
واستفاد الجيش من قطع جسر شمبات في نوفمبر من العام الماضي في تحقيق التقدم الذي أحرزه في منطقة وسط أم درمان خلال العام الحالي، فبعد 4 أشهر من تدمير الجسر الحيوي الواقع على النيل الأبيض تمكن الجيش في مارس من استعادت مبنى الإذاعة والتلفزيون وعدد من الأحياء في مدينة أم درمان القديمة بعد نحو 11 شهرا من سيطرت قوات الدعم السريع عليها.
اجتماع رباعي بنيويورك وتحذير من “إبادة جماعية”
حذر الاتحاد الأوروبي في بيان، من أنه سيعمل لفرض عقوبات إضافية على قادة طرفي الحرب في السودان، مشيرا إلى أنه “لن يكون شاهدا على إبادة جماعية” في هذا البلد الذي يعيش حربا دموية منذ منتصف أبريل 2023.
وتزامنت تحذيرات الاتحاد الأوروبي مع إعلان الولايات المتحدة عن عقد اجتماع رباعي في نيويورك نهاية الاسبوع الحالي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لمناقشة الأزمة السودانية وتقييم التحديات وتحديد السبل للمضي قدما بشكل جماعي.
وتشارك في الاجتماع كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية
وذكر الاتحاد الأوروبي بالالتزامات الواردة في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2736 الذي يطالب بوقف الحصار، وتهدئة القتال في الفاشر على الفور.
وطالب الاتحاد الأطراف المتحاربة والقوات التابعة لها بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي، من خلال حماية المدنيين من الصراع، وتوفير الوصول الإنساني دون عوائق والسماح للمدنيين بالتحرك.
وحث الاتحاد كلا من قائدي الجيش وقوات الدعم السريع عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو على الجلوس على طاولة المفاوضات لإيجاد حل سلمي للصراع.
الولايات المتحدة تعلن مساعدة إنسانية جديدة للسودان بقيمة 424 مليون دولار
صعد المجتمع الدولي خلال الساعات الماضية من لهجته وسط مطالب متزايدة بتدخل إنساني عاجل. واتهم مسؤولون أمميون أطراف الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 بتجاهل القانون الدولي، وعدم الرغبة في وقف القتال وارتكاب انتهاكات كبيرة في حق المدنيين.
وشهدت الحرب السودانية تطورات خطيرة خلال الأيام الأخيرة، حيث احتدم القتال حول الفاشر وفي عدد من محاور العاصمة الخرطوم ومنطقة الفاو، وسط تزايد ملحوظ في أعداد الضحايا المدنيين.
ويخاطر الاحتدام الحالي للقتال بتوسيع وترسيخ الصراع المسلح؛ واستقطاب عرقي أعمق للمجتمع السوداني، وبالمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
الأمم المتحدة: الوضع بالسودان “يائس” والمجتمع الدولي لا يهتم
حذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من أنّ الوضع في السودان “يائس” والمجتمع الدولي “لا يلاحظ ذلك”، مشيرا بالخصوص إلى أوضاع النازحين الذين يحاولون الفرار من البلد الغارق في الحرب.
وقال غراندي في مقابلة مع وكالة فرانس برس الأحد إنّ “هذه الأزمة الخطيرة للغاية – أزمة حقوق الإنسان وأزمة الاحتياجات الإنسانية – تمرّ دون أن يلاحظها أحد تقريبا في مجتمعنا الدولي” المنشغل بأزمات أخرى، من أوكرانيا إلى غزة.
كما أوضح أنّه منذ بدء الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023 “نزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم”، بينهم أكثر من مليوني سوداني لجأوا إلى دول أخرى.
لكن “ما يثير القلق” بالنسبة للمسؤول الأممي هو أنّ “الناس بدؤوا ينتقلون إلى ما هو أبعد من الجوار المباشر في محاولة منهم للعثور على المساعدة في مكان أبعد”.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب