السودان في أسبوع.. اشتباكات قبلية في دارفور والجيش يقصف مواقع الدعم السريع
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
مقتل وإصابة العشرات باشتباكات قبلية في ولاية دارفور غربي السودان
قتل 30 شخصا وأصيب العشرات، خلال ثلاثة أيام، إثر نزاع قبلي عنيف في ولاية جنوب دارفور غربي السودان.
ونقلت صحيفة “سودان تربيون” السودانية، عن مسؤولين في دارفور، قولهم إن “ولاية جنوب دارفور تأثرت بالقتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي بدأ في العاصمة الخرطوم وتمدد ليشمل 4 من أصل خمس ولايات في دارفور، حيث شهدت مدينة نيالا ومناطق كاس وأم دافوق ومرشنج قتالًا ضاريًا بين القوتين خلف أعدادًا كبيرة من الضحايا المدنيين”.
وأوضحت الصحيفة أنه على “مدى الثلاث أيام الأخيرة، تشهد مناطق واسعة في محلية كبم والوحدة الإدارية أم لباسة الواقعتان جنوب غرب نيالا، أعمال عنف ذات طابع قبلي بين السلامات والبني هلبة، وهما من القبائل العربية بولاية جنوب دارفور، مما أدى إلى 30 شخصا وإصابة العشرات”.وتتواصل، منذ أكثر من 3 أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو، الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين، بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع، تمردا ضد الدولة، بحسب قوله.
السودان: الجوار الغربي يرسل مرتزقة لـ”الدعم السريع” ودمرنا 80 % من الميليشيات
أكد الفريق ياسر عطا مساعد القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أن قوات الدعم السريع تستقدم مرتزقة من دول الجوار الغربي للسودان، وأدخلت الأسبوع الماضي 6 آلاف مقاتل تصدى لهم الجيش.
وأضاف “عطا” أن الجيش السوداني لديه المعلومات الكاملة بشأن الدول التي تغزي الدعم السريع، وأن الجيش دمر 80% من قوات الدعم السريع، وفقا لتصريحاته لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية.
وأشار الفريق ياسر عطا إلى أن محمد حمدان دقلو المشهور بـ”حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع كان يريد أن يصبح حاكماً على السودان، واجتهد في تحقيق ذلك، بينما كنا في المؤسسة العسكرية نتكلم معه عن تحديث الدولة السودانية وفقاً لما نادى به الشعب السوداني في ثورة ديسمبر المجيدة، لكن ارتباطاته مع دول الشر العالمية وجهات مشبوهة غذت فيه فكرة أنه يمكن أن يحكم السودان.
وأكد “عطا” أن الوصول إلى السلطة في البلاد ينبغي أن يكون عبر انتخابات حرة ونزيهة، يختار فيها الشعب من يحكمه، منوها إلى أن الجيش يسيطر على العمليات في الأرض تماما.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منتصف أبريل الماضي، ما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة في السودان.
الجيش السوداني يواصل عملياته ضد الدعم السريع ويُشكل لجنة جرائم حرب
قصفت مقاتلة تابعة للجيش السوداني، موقعا لقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، بحسب تقارير إعلامية.
وعلى صعيد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قراراً بتولي النائب العام لجمهورية السودان المكلف، رئاسة لجنة جرائم الحرب وانتهاكات وممارسات قوات الدعم السريع المتمردة، بحسب نص القرار.
وجاء في القرار أنه على “السادة رئيس وأعضاء اللجنة والأمانة العامة لمجلس السيادة ووزارتي المالية والتخطيط الاقتصادي والخارجية والجهات ذات الصلة وضع القرار موضع التنفيذ”.
وفي 15 نيسان/أبريل، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وكان كلّ من الطرفين يعتقد أنه سيفوز بها سريعا، ولكن بعد 4 أشهر، فقد الجيش السيطرة الكاملة على الخرطوم، وخسرت قوات الدعم السريع أي شرعية سياسية، وفق خبراء.
ويقول الخبير العسكري محمد عبد الكريم: “الحرب في السودان امتدت لزمن أطول مما كان متوقعا لها بل أكثر من الزمن الذي قدّره من خطّطوا لها. لم يكن أحد يتوقّع أن تستمرّ لأكثر من أسبوعين في أسوأ أحوالها”.
ويضيف أن الجيش كان يظنّ أن “الحسم سيتمّ في وقت وجيز على اعتبار أنه يعرف تفاصيل تسليح قوات الدعم السريع، وأن لديه ضباطا منتدبين للعمل في الدعم السريع”.
وبعد أربعة أشهر، قتل 3900 شخص على الأقل، ونزح أكثر من 4 ملايين، والحرب متواصلة.
في محاولة جديدة لوقف الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يترأسها محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، يرتقب أن تعقد قوى الحرية والتغيير، اجتماعاً للقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم الاثنين المقبل.
فقد أوضح المتحدث باسم الحرية والتغيير/المجلس المركزي جعفر حسن عثمان، أن قيادات القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري ستعقد اجتماعا في أديس أبابا، لمناقشة الوضع الإنساني وسبل وقف الحرب.
كما أضاف في تصريحات مساء أمس السبت أن الاجتماع سيناقش أجندة سياسية لتطوير رؤية لإنهاء الحرب، وعودة المسار المدني الديمقراطي للبلاد، وفق ما نقلت وكالة الأناضول .
يشار إلى أن القوى الموقعة على الإطاري هي إعلان الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، وقوى سياسية أخرى (الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، المؤتمر الشعبي) ومنظمات من المجتمع المدني، فضلا عن حركات مسلحة تنضوي تحت لواء الجبهة الثورية .
وقد تم توقيع هذا الاتفاق في 5 ديسمبر 2022، بين المكون العسكري وقوى مدنية أبرزها الحرية والتغيير/المجلس المركزي، لبدء عملية سياسية تنتهي باتفاق يحل الأزمة في البلاد.
السودان يشترط انسحاب الميليشيات للعودة إلى المفاوضات
فى الوقت الذى ربطت فيه الخرطوم مسألة العودة إلى طاولة المفاوضات بانسحاب الدعم السريع من منازل المواطنين، استمر تدهور الوضع الصحى والإنسانى فى البلاد، فى حين صعد الجيش السودانى هجماته على مواقع للدعم السريع بالخرطوم وأم درمان وولاية شمال كردفان.
وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش أطلق قذائف مدفعية، صوب تجمعات الدعم السريع بأحياء برى والشاطئ والصفاء شرق الخرطوم. كما قصف الطيران الحربى أهدافا للدعم السريع بضاحية الرياض شرق الخرطوم، ومواقع فى أم درمان.
جاء هذا فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع على عدة جبهات داخل الخرطوم وخارجها، فى حين كشفت مصادر محلية أن اقتتالا قبليا بولاية جنوب دارفور، أسفر عن مقتل 120 شخصا خلال يومين.
وذكرت الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش بمدينة الأبيض وسط البلاد، أنها هاجمت ما وصفتهم بـ«مليشيا» الدعم السريع على طريق بارا ــ الأبيض، وقتلت 26 من أفرادها.
وفى شأن متعلق بالتطورات السياسية، قالت الخارجية السودانية إن الحديث فى الساحة السودانية حاليا ليس عن مفاوضات وإنما عن إنهاء التمرد، مؤكدة أن خروج الدعم السريع من منازل المواطنين شرط أساسى وموقف عام قبل العودة للتفاوض.
وفى ظل استمرار القتال، حذرت الجهات الإغاثية من اقتراب البلاد أكثر فأكثر من كارثة صحية شاملة، حيث يشكل فصل الأمطار الراهن تهديدا كبيرا لغالبية المناطق التى تعانى أساساً بسبب النزاع.
وكانت منظمة «أطباء بلا حدود» قد قالت إنّ القتال أدى لخروج 3 أرباع المؤسسات الصحية من الخدمة، مشيرة إلى أن صراع الجيش والدعم السريع، يعيق دخول الكوادر الصحية الأجنبية للبلاد.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أدى القتال فى السودان إلى أزمة جوع شديدة يعانى منها 20 مليونا و300 ألف شخص، وفقا لبيان من برنامج الأغذية العالمي، أمس الأول.
ويعانى حوالى 6 ملايين و300 ألف شخص، من سكان البلاد البالغ تعدادهم 46 مليون نسمة، من نقص فى الغذاء يهدد الحياة، حسبما ذكر إيدى رو ممثل برنامج الأغذية العالمى فى السودان.
وفى سياق متصل، أعلنت وزارة الثقافة الفرنسية منح الكاتب الروائى السودانى عبد العزيز بركة ساكن وسام جوقة الشرف برتبة فارس فى الفنون والآداب للعام الجاري.
ويعتبر بركة ساكن من الروائيين السودانيين البارزين، الذين حظيت أعمالهم بانتشار واسع وترجمت إلى عدة لغات، أبرزها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية وغيرها، وتعالج رواياته قضايا المجتمع والحريات والأمنيات الضائعة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب