عبد الله المقري يكتب.. الانتخابات الليبية الموعد القادم
الكاتب صحفي وسياسي ليبي.. خاص منصة العرب الرقمية
بعد الخيبة التي أتت بظلالها على المشهد الليبي، والتي تأثر بها أغلب الليبيين الذين كانوا ينتظرون إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها حسب خارطة الطريق الأممية، وحسب قانون الانتخابات، وحسب إجراءات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وحسب الضجيج الدولي حول معاقبة من يعطل العملية الانتخابية في وقتها، أثار التعطيل والتأخير أو الإلغاء دون توضيح، حفيظة المترشحين، وأيقن المواطنون بأن كل الأجسام المتواجدة في المشهد السياسي الليبي لديها مصلحة في تأخيرها أو حتى إبطالها، لاسيما أن الميليشيات وتنظيم الإخوان المسلمين والتدخل الخارجي يريدون استمرار حالة الفوضى وحالة الدولة غير المستقرة، ويريدون أن لا تجرى انتخابات يخرج منها هذا التنظيم الإرهابي من المشهد السياسي، وترحل فيه تركيا المحتلة للعاصمة طرابلس ومرتزقتها، ويعيد فيه الشعب الليبي دوره السياسي من أجل بناء دولته الحرة المستقلة، وتعود فيه قدرة الشعب الليبي على الانتقال إلى مرحلة متقدمة من حيث بناء المؤسسات الوطنية، ومن حيث الالتزام بالمبادئ الأساسية والثوابت التي تحقق للإنسان حريته وحقوقه الأساسية.
إن الليبيين المسجلين في القوائم الانتخابية وهذا الطيف العددي الكبير من المترشحين للمجلس الرئاسي ومجلس النواب، قد تم تجاهلهم، وهذا في حد ذاته يخالف القوانين والتشريعات التي تنظم العملية الانتخابية وخارطة الطريق التي رسمتها الأمم المتحدة منذ ما قبل الصخيرات إلى ما بعد جنيف، وترتب على ذلك أن تجرى الانتخابات في موعدها، وطالما لم يتم ذلك فإن مجلس النواب المختص بتحديد الموعد الجديد يتطلب منه إعادة النظر في هيكلية المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ونقل مقرها إلى مكان يحقق لها العمل بحرية دون تهديد بالسلاح كل يوم من قبل الميليشيات التي يجب أن يتم سحب السلاح منها وتسليمه للقوات المسلحة العربية الليبية التي بدورها تضمن سلمية الإجراءات الانتخابية، وتمنع التعدي على مقراتها والعاملين بها، وتضمن سلامة المترشحين.
وإجراء الانتخابات يتطلب دعما شعبيا ملتزما وفق مشروع وطني يشمل كل الليبيين، يقوم على أسس هدفها إنقاذ الوطن وبناء الدولة، وضمن مصالحة يديرها الليبيون أنفسهم، ويكون للشباب الليبي من خريجي الجامعات والمعاهد العليا الأرضية المناسبة لخوضها، والمساهمة في إدارة الدولة وفق العلوم والمعارف المتقدمة في مجالات الاقتصاد والصناعة والطاقة، ووفق ما تملكه ليبيا من موارد طبيعية مختلفة، ويصاحب ذلك رسم سياسات مع الخارج أساسها العلاقات والتبادلات الاقتصادية مع الدول التي تستورد النفط والغاز والكيماويات، وقيام شراكة للاستثمار في مجال الطاقة المتعددة الجوانب وعودة اللحمة الوطنية الاجتماعية.
بعد ان تناولنا موضوع الانتخابات الليبية الموعد القادم يمكنك قراءة ايضا
برتوكول تعاون بين الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وجامعة التراث العراقية ببغداد
المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء يكتب.. ثورة الروح
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك