الالتزام بمنهج الله يخرجنا من الظلمات إلى النور.. تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) الحلقة الخامسة
تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) للشرفاء الحمادي يكتبها محمد فتحي الشريف
الملخص
نواصل الحديث عن ما جاء في باب (القرآن والسنة)، إذ يؤكد الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، على أن الله عز وجل كلف رسوله برسالة الإسلام بهدف إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وهذا الأمر يتطلب العودة إلى كتاب الله بكل ما فيه من أبواب الخير والإيمان به، وترك كل ما يخالفه، وإلى تفاصيل الحلقة.
اقرأ أيضا: القرآن منهج للحياة وخارطة طريق لسعادة الناس.. تأملات في كتاب (رسالة الإسلام).. الحلقة الرابعة
رؤية ثاقبة
ويستمر الإبحار فيما جاء بالباب الأول من كتاب (رسالة الإسلام) للمفكر الكبير الأستاذ علي الشرفاء الحمادي، وبعد أن تحدثنا عن الفرق بين القرآن والسنة نواصل اليوم الحديث عن ما طرحه الكاتب من رؤية ثاقبة حول الإسلام الصحيح الذي أنزله الله عز وجل على رسوله فيقول الكاتب: (لقد منُّ الله على رسوله بتكليفه برسالته للناس، ليخرجهم من الظلمات إلى النور).
شامل ومختصر
فالكاتب يوضح أن الله عز وجل قد من على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كلفه بتبليغ رسالة الإسلام، وهذا شرف عظيم للرسول من الله، وأضاف الكاتب إن الهدف من رسالة الإسلام بشكل مختصر وشامل في الوقت نفسه هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور من خلال تنفيذ تعليمات دين الإسلام الذي يرسم طريقا مستقيما يشع منه النور.
التعليمات الإلهية
ويكمل الأستاذ علي الشرفاء في باب (القرآن والسنة) وهو الباب الأول من هذا الكتاب ويقول: (إن الله عز وجل جعل ذلك في تكوينه وصاغ سلوكه وتعامله مع الأقربين من قومه وغيرهم من الشعوب المختلفة بأخلاقيات القرآن الكريم، مطبقا في كل علاقاته التعليمات الإلهية للقيم النبيلة والسامية التي تضمنتها آيات القرآن الكريم).
سلوك الرسول
وهنا يشرح الكاتب معنى اصطفاء الله للرسول في تكوينه وصياغة سلوكه في التعامل مع الجميع القريب والبعيد والمؤمن والكافر، والقوي والضعيف، الفقير والغني، إذ كان سلوك الرسول عليه الصلاة والسلام مطابقا لما نزل في كتاب الله وكأنه قران يمشي على الأرض.
أخلاق عظيمة
ثم يدلل الكاتب على ذلك بقول الله عز وجل (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (الآية 4 سورة القلم)، إذ تعد تلك الآية وصفا دقيقا بليغا لما كانت عليه أخلاق الرسول الكريم، فكانت أخلاقه عظيمة بعظمة القرآن الكريم والدين الحنيف.
خشية الله
ويوضح الشرفاء الحمادي أن الحديث الواضح الجلي الذي لا لبس فيه ولا خلاف عليه هو القرآن الكريم منهج الله لعباده فيقول الكاتب: (لقد أصبح الرسول (عليه الصلاة والسلام) قرآنا يمشي بين الناس ويحمل كتاب الله المبين، يعلمهم ما فيه من حكمة ويعرفهم مقاصد الآيات لما يصلح الناس وينفعهم، فكان الحديث حديث الله وكلماته تأكيدا لقوله سبحانه (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (سورة الزمر الآية 23).
وقوله سبحانه (ويل يومئذ للمكذبين) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (سورة المرسلات).
وقوله سبحانه (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (سور الأعراف الآية 185).
وقوله تعالى (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (سورة الجاثية الآية 6).
العدل والحق
وبعد أن وضع الكاتب فكرته في هذا الباب حول النص الحقيقي للدين الإسلامي الذي هو العدل والحق والإحسان والرحمة والمغفرة والتعايش وحب الخير والدعوة للسلام، وأن ما يخالف ذلك متروك سواء أكان حديثا أم تراثا، وهنا يستشهد الكاتب بكلام الله عز وجل في هذا الأمر الذي جاء واضحا وصريحا في كافة الآيات ومنها قوله تعالى (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ).
نترك ونرفض
وفي ختام الحلقة الخامسة نؤكد على عدة أمور أولها أن نلتزم بالأخذ والتعاطي والإيمان والعمل بكتاب الله عز وجل وحده وكل ما يتوافق معه، ونترك ونرفض ونسدل ستارة سوداء على كل ما يخالف القرآن من أكاذيب وأباطيل.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب