رأي

«الاقتصاد الأصفر.. مفتاح التنمية المستدامة واستثمار الصحارى في إفريقيا» 

"سلسلة مقالات لمركز العرب للدراسات والأبحاث، تتناول الوان الاقتصاد الإفريقي المختلفة،  من الإقتصاد الأخضر،  الأزرق،  البرتقالي،  الأصفر،  الإسود،  الأبيض، البني، الأحمر، الفضي، الأرجواني ثم الإقتصاد الرقمي"

رامي زهدي- خبير الشؤون الإفريقية

المقال الرابع:  4/11

مقدمة: تعريف الاقتصاد الأصفر

الاقتصاد الأصفر، الذي يُعرف أيضًا باقتصاد الصحراء أو الاقتصاد القائم على استغلال الموارد المتاحة في المناطق الجافة وشبه الجافة، يركز على تحقيق التنمية المستدامة في البيئات التي تعاني من ندرة المياه والتصحر. يشمل هذا الاقتصاد أنشطة مثل الزراعة الذكية مناخيًا، الطاقة الشمسية، السياحة البيئية في المناطق الصحراوية، وإدارة الموارد المائية المحدودة.

إفريقيا، كقارة تضم أكبر الصحارى في العالم مثل الصحراء الكبرى وصحراء كالاهاري، تمتلك إمكانات هائلة لتحويل اقتصادها الأصفر إلى عامل نمو رئيسي يدعم التنمية المستدامة ويواجه التحديات البيئية والاجتماعية.

اقرأ أيضا: عبد الغني دياب يكتب.. العيون تتجه نحو القاهرة

توصيف الاقتصاد الأصفر في إفريقيا

تشغل المناطق الجافة والصحراوية ما يزيد عن 60% من مساحة القارة الإفريقية، مما يجعل الحاجة إلى تطوير الاقتصاد الأصفر ضرورة حتمية. يتضمن الاقتصاد الأصفر في إفريقيا:

  1. الزراعة في المناطق الجافة:

الاعتماد على أنظمة ري مبتكرة وزراعة محاصيل مقاومة للجفاف.

  1. الطاقة الشمسية:

استغلال أشعة الشمس القوية التي تغمر المناطق الصحراوية لتوليد طاقة نظيفة ومستدامة.

  1. السياحة الصحراوية:

استثمار الجمال الطبيعي للصحراء في جذب السياح عبر تنظيم رحلات سفاري وتجارب بيئية.

  1. إدارة الموارد المائية:

تطوير تقنيات حصاد المياه وإعادة تدويرها في المناطق التي تعاني من ندرتها.

أهمية الاقتصاد الأصفر لإفريقيا

  1. مواجهة التغير المناخي:

التصحر والجفاف هما تحديان رئيسيان يواجهان القارة. يمكن للاقتصاد الأصفر أن يقدم حلولًا مستدامة للتكيف مع هذه الظروف.

  1. تحقيق الأمن الغذائي:

عبر تطوير أنظمة زراعية مبتكرة في المناطق الجافة، يمكن تحسين إنتاجية المحاصيل وضمان إمدادات غذائية مستقرة.

  1. تحفيز الابتكار:

يستلزم الاقتصاد الأصفر تطوير تقنيات مبتكرة لإدارة الموارد الطبيعية، مما يحفز البحوث والابتكار.

 

  1. خلق فرص العمل:

يمكن للمشاريع المرتبطة بالطاقة الشمسية والزراعة الصحراوية أن توفر فرص عمل في المناطق النائية.

  1. تعزيز التكامل الإقليمي:

من خلال مشاريع مشتركة لإدارة الصحراء وتنميتها، يمكن تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية.

الوضع الراهن للاقتصاد الأصفر في إفريقيا

 

رغم الإمكانات الكبيرة، لا يزال الاقتصاد الأصفر في إفريقيا يعاني من عدة تحديات:

 

  1. ضعف البنية التحتية:

نقص الطرق والمرافق الأساسية في المناطق الصحراوية.

  1. نقص التمويل:

قلة الاستثمارات المخصصة لتطوير المشاريع المرتبطة بالاقتصاد الأصفر.

  1. التصحر السريع:

زيادة رقعة الأراضي الصحراوية بسبب التغير المناخي والممارسات الزراعية غير المستدامة.

  1. غياب الأطر القانونية:

نقص التشريعات والسياسات التي تدعم استغلال الموارد الصحراوية بطريقة مستدامة.

فرص نمو الاقتصاد الأصفر في إفريقيا

  1. الاستثمار في الطاقة الشمسية:

إفريقيا تمتلك إمكانات هائلة لتصبح مصدرًا عالميًا للطاقة الشمسية، خاصة مع وجود مبادرات مثل مشروع “ديزرتيك”.

  1. تقنيات الري الحديثة:

تطوير أنظمة ري تعتمد على التكنولوجيا مثل الري بالتنقيط والزراعة بدون تربة.

  1. السياحة الصحراوية:

تعزيز السياحة البيئية في الصحارى الإفريقية التي تتميز بجمالها الطبيعي وهدوئها.

التعاون الإقليمي:

إطلاق مشاريع مشتركة لإدارة الموارد الصحراوية بين الدول التي تشترك في الصحارى الكبرى مثل الصحراء الكبرى وصحراء كالاهاري.

  1. التكنولوجيا والابتكار:

الاستثمار في الأبحاث والتكنولوجيا لتطوير حلول مبتكرة لمشكلات التصحر والجفاف.

مستقبل الاقتصاد الأصفر في إفريقيا

مع تزايد الاهتمام العالمي بقضايا التغير المناخي والتنمية المستدامة، يتمتع الاقتصاد الأصفر بفرص واعدة للتحول إلى أحد ركائز التنمية في إفريقيا. يمكن للدول الإفريقية أن تستفيد من التمويل الدولي المخصص لمواجهة التغير المناخي ومن المبادرات العالمية لتعزيز التنمية المستدامة.

دور مصر في دعم الاقتصاد الأصفر الإفريقي

تلعب مصر، بموقعها الجغرافي ومكانتها الإقليمية، دورًا هامًا في دعم الاقتصاد الأصفر في إفريقيا:

  1. نقل التكنولوجيا:

تقديم خبرات مصر في الزراعة الصحراوية والطاقة الشمسية للدول الإفريقية الأخرى.

تعزيز التعاون الإقليمي:

تنظيم مؤتمرات ومبادرات لدعم تنمية المناطق الصحراوية.

  1. التدريب وبناء القدرات:

تطوير برامج تدريبية للكوادر الإفريقية في مجالات الزراعة المستدامة وإدارة الموارد المائية.

الاستثمار:

تشجيع الشركات المصرية على الاستثمار في مشاريع الاقتصاد الأصفر في إفريقيا.

التوصيات

  1. تعزيز الشراكات الدولية:

الاستفادة من المبادرات الدولية للحصول على التمويل والتكنولوجيا لتطوير الاقتصاد الأصفر.

  1. زيادة الوعي:

تنظيم حملات توعوية لتسليط الضوء على أهمية الاقتصاد الأصفر وفوائده.

  1. وضع سياسات مستدامة:

إطلاق سياسات وتشريعات لدعم المشاريع المرتبطة بالاقتصاد الأصفر.

  1. تشجيع البحث العلمي:

الاستثمار في الأبحاث المتعلقة بالصحراء والتقنيات المستدامة.

  1. إطلاق مشاريع إقليمية:

تنفيذ مشاريع مشتركة بين الدول الإفريقية التي تتشارك في الصحارى لتطويرها بشكل مستدام.

خاتمة

الاقتصاد الأصفر يمثل أفقًا جديدًا للتنمية المستدامة في إفريقيا. إذا تمكنت الدول الإفريقية من استغلال إمكاناتها الصحراوية بشكل فعال، فإنها تستطيع تحقيق نمو اقتصادي يحافظ على البيئة ويوفر فرص عمل وموارد مستدامة للأجيال القادمة.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى