ساحة الفكرمقالات الشرفاء الحمادي

الاستعلاء والاستكبار عواقبهما وخيمة.. من أطروحات الشرفاء الحمادي.. الحلقة الرابعة

تقديم

قدم المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي بحثا فريدا بعنوان (معنى الرجوع إلى الله)، ونظرا لأهمية البحث وما جاء فيه من أفكار وأطروحات قمنا بتناول البحث في منصة مركز العرب للأبحاث والدراسات ومجلة رؤى البحثية على عدد من الحلقات حتى تعم الفائدة.. وإليكم الحلقة الرابعة :

الملخص

في الحلقة الرابعة من حلقات بحث (معنى الرجوع إلى الله) للمفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، يوضح الكاتب أن الظلم والاستكبار في الأرض والاستعلاء على الناس لها عواقب وخيمة عندما يأتي أمر الله، ومع أن العبر والعظات كثيرة ولكن الناس في غفلة، ثم يؤكد الكاتب أن هجر القرآن واتباع الأساطير والأباطيل أوردهم التهلكة، فكانت الحروب والصراعات التي أسقطت منهم كثيرا من القتلى من بينهم أصحاب رسول الله غارقين في دمائهم دون ومبرر، وارتوت صحراء الجزيرة بدمائهم..
التفاصيل في السياق التالي..

التفاصيل
الاستعلاء والاستكبار

وحين استفاقُوا على الخَراب وأَصبحوا إلى زوال لأنّهم ظَلَموا واستكبروا في الأرض، وغرّتهم قوتُهم وفسدوا فيها واستعلَوْا على الناس بأموالِهم وبقوتهم وجبروتهم وبغيِهم وظلمِهم فجاءَهم أمرُ اللهِ من حيثُ لا يحتسبونَ.

العبرة والعظة

وحينما يَذكرُ القرآنُ العقابَ الإلهيَّ على الأمم الظالمةِ، فذلك لِيعتبَر الناسُ بأنَّ قدرةَ اللهِ فوقَ قدرتهم، وعقاَبه لا يَرحمُ الظالمينَ، حيث يقول سبحانَه: «وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا» (الكهف: 59).
لعلهم يرجعون
فاللهُ يُمهل عبادَه لعلهم يرجعون، ويتجنّبون عذابَه ويستغفرون ربّهم ليتوبَ عليهم ليرفع عنهم غضبه فقد حذّر وأنذرَ، والله سبحانَه يخاطبُ رسولهَ الأمينَ بقولهِ: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ» (الشعراء)، وهكذا تغيّرت أحوالُ قومِ الرسولِ وأصحابهِ بعد وفاتهِ عليه السلامُ ونسوا تعليماتهِ وما بلّغهم به من آياتِ الكتابِ المبين.

الرسول المعلم

فلقد كان الصحابةُ يجلسون حولَ الرسولِ الأمينِ يتلو عليهم آياتِ اللهِ ويعلّمهم أحكامَه ويبيّن لهم ما فيها من الحكمة ويعرّفهم بالتشريعاتِ الإلهيةِ والقيمِ الأخلاقيةِ، وما يدعو إليه كتابُ اللهِ الناسَ باتباعِ ما أنزله اللهُ في كتابِه يبيّن لهم مبادئَ الرحمةِ والعدلِ والسَّلامِ والإحسان.

أعداء الإسلام

كانوا رحماءَ بينهَم في حياة رسول الله كالطلبةِ أمامَ المعلمِ الأعظمِ محمد بنِ عبدِ الله ورسوله الكريم، وكانوا يقفون معه جنباً الى جنبٍ ضدّ أعداءِ رسالة الإسلامِ وأرواحِهم على أكفّهم رخيصةً في سبيلِ الذّودِ عن رسالة الإسلام وحماية الرسول عليه السلام، من أن ينال منهم أعداءُ اللهِ.

هجر القرآن والتخلي عن الرحمة

وعندما توفى اللهُ رسولَه هجروا القرآن وتخلّوا عن صفاتِ الرحمةِ والعدلِ والإحسانِ، وانتشرت بينَهم الفتنُ وسالت بينهَم الدماءُ لأنّهم تنازعوا على السلطانِ ودخلَ بينهم الشيطانُ، فانتشر بينهَم الباطلُ والبهتانُ.

صراع غير مبرر وسفك دماء

فشبَّ الصراع بينهَم وسقط منهم الكثيرُ من القتلى من أصحاب رسول الله غارقين في دمائهم دون مبرر، وارتوت صحراء الجزيرة بدمائهم، يقتلون بعضهم باسم الردّةِ تارةً وباسم استرداد حق سلطة الخلافة تارةً وباسم حماية رسالة الإسلام تارةً أخرى، بالرغم من أمر الله لهم: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» (آل عمران: 103)، وعدم استجابتهِم لتحذير الخالقِ سبحانهَ في قوله: «وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» (الأنفال: 46).
وسوف نستكمل في الحلقة المقبلة طرح ونقاش جزء جديد من بحث (معنى الرجوع إلى الله).

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى