
إعداد/ محمود سامح همام – باحث سياسي مصري متخصص في الشؤون الأفريقية
تمهيد
منذ الثورة الإسلامية عام 1979، دعمت إيران القضية الفلسطينية وسعت إلى ترسيخ نفوذها في المنطقة عبر تحالفات واستراتيجيات متعددة. وفي ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة، تبنت طهران موقفًا أكثر عدوانية، مستغلة موقعها الجغرافي وعلاقاتها الإقليمية للضغط على إسرائيل وحلفائها الغربيين. أحد أبرز محاور هذه الاستراتيجية يتمثل في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات التجارية العالمية، حيث تسعى إيران إلى تعزيز وجودها عبر دعم حلفائها في المنطقة.
وفي هذا السياق، اكتسب السودان أهمية جديدة في الحسابات الإيرانية، خاصة مع امتداد ساحله بطول 465 ميلًا على البحر الأحمر. ووسط الصراع المستمر بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال حمدان دقلو “حميدتي”، وجدت طهران فرصة لتعزيز نفوذها عبر تزويد الجيش السوداني بأسلحة قد تغيّر موازين القوى. لكن هذا الدعم العسكري يثير تساؤلات جوهرية: ماذا تريد إيران في المقابل؟ وهل ستنجح في تحقيق أهدافها عبر هذه الاستراتيجية؟
اقرأ أيضا: ليبيا في أسبوع.. المظاهرات تحاصر حكومة الدبيبة ومصر تعيد 71 مواطنا من طرابلس
أولًا: العلاقات السودانية الإيرانية: بين المصالح الاستراتيجية والتحديات الجيوسياسية
شهدت العلاقات بين السودان وإيران تحولات كبرى على مدار العقود الماضية، حيث تميزت بفترات من التقارب الاستراتيجي والتوترات الحادة، وفقًا للمتغيرات الإقليمية والدولية. ففي تسعينيات القرن الماضي، عززت طهران تعاونها مع النظام العسكري الإسلامي بقيادة الرئيس عمر البشير، حيث قدمت الدعم الفني والدبلوماسي لحكومة الخرطوم في إطار سعيها لترسيخ نظام إسلامي ومواجهة الحركات الانفصالية في جنوب السودان. وقد حظي هذا التقارب بتأييد التيار الإسلامي الذي ظل مؤثرًا في المشهد السياسي السوداني حتى بعد الإطاحة بالبشير عام 2019، حيث يساند العديد من الإسلاميين المعزولين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان. (1)
إلا أن هذه العلاقة شهدت انتكاسة حادة في يناير 2016 عندما قطعت الخرطوم علاقاتها مع طهران، على خلفية اصطفافها إلى جانب المملكة العربية السعودية عقب الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، والذي جاء ردًا على إعدام رجل الدين الشيعي السعودي الشيخ نمر باقر النمر و46 آخرين. وفي أعقاب ذلك، اتجهت حكومة البشير نحو دول الخليج العربي طلبًا للدعم، بل وساهمت القوات السودانية، وخاصة قوات الدعم السريع، في العمليات العسكرية التي قادها التحالف العربي ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، كما أن البعد الطائفي ألقى بظلاله على العلاقات بين البلدين، حيث شكّل الانقسام السني-الشيعي تاريخيًا عاملًا معقدًا في العلاقات السودانية الإيرانية. ففي عام 2014، خفض البشير مستوى العلاقات مع طهران، مبررًا ذلك بما اعتبره محاولات إيرانية لنشر التشيع في السودان، مؤكدًا أن بلاده ذات هوية سنية ولا ترغب في إضافة عنصر جديد للصراعات الداخلية.
ومع ذلك، جاء الاتفاق السعودي-الإيراني الذي رعته بكين في مارس 2023 ليتيح للخرطوم فرصة لإعادة تقييم سياستها الخارجية، حيث أبدت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ترحيبها بهذا التحول، في وقت كان فيه حميدتي يسعى لتعزيز مكانته السياسية والعسكرية. وعندما أُعلن رسميًا عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإيران في أكتوبر 2023، كان أحد أبرز الملفات التي أثارت قلق طهران هو التقارب المتزايد بين الخرطوم وإسرائيل في إطار اتفاقيات إبراهيم المدعومة من الولايات المتحدة، يأتي هذا التطور في ظل تفاعلات إقليمية متسارعة تفرض على السودان وإيران إعادة صياغة تحالفاتهما وفقًا لحسابات المصالح والتحديات الجيوسياسية، وهو ما يجعل مستقبل العلاقة بين البلدين مرهونًا بالتوازنات الإقليمية والدولية المتغيرة. (2)
ثانيًا: التوازن الدبلوماسي السوداني بين إيران وإسرائيل
في ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، تواصل الخرطوم انتهاج سياسة خارجية قائمة على موازنة المصالح المتباينة بين القوى الإقليمية والدولية. في هذا الإطار، التقى القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني، علي الصادق علي، بالرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي في طهران في 5 فبراير، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية. وخلال اللقاء، جدد رئيسي موقف بلاده الرافض للتطبيع مع إسرائيل، واصفًا إياها بـ”النظام الصهيوني المجرم”، كما انتقد دون تسمية أي دولة، الحكومات الإسلامية التي اختارت الانخراط في اتفاقيات التطبيع. (3)
تاريخيًا، التزم السودان بعدم إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل بموجب قانون صدر عام 1958، إلا أن الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019 فتحت المجال أمام واشنطن لإدراج الخرطوم في اتفاقيات إبراهيم، في مقابل رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليه. وعلى الرغم من ذلك، أكد عضو مجلس السيادة السوداني، الأدميرال إبراهيم جابر، أن تجديد العلاقات مع إيران لا يعني بالضرورة التخلي عن مسار التطبيع مع إسرائيل، مشددًا على أن السودان سيتخذ قراره بناءً على مصالحه الوطنية أولًا. (4)
وفي 2 فبراير 2023، وقعت الخرطوم وتل أبيب اتفاقًا لتطبيع العلاقات، وهو ما اعتبرته إسرائيل خطوة مهمة، خاصة فيما يتعلق بملف ترحيل طالبي اللجوء السودانيين. إلا أن اندلاع النزاع المسلح في السودان في منتصف أبريل/نيسان 2023 أدى إلى تجميد أي تطورات إضافية على هذا المسار، ومع تعمق التقارب السوداني الإيراني، تبدو التزامات الخرطوم باتفاقيات إبراهيم في موضع اختبار، لا سيما أن موقفها من التطبيع كان متحفظًا منذ البداية، حتى قبل التصعيد الأخير في غزة. وفي ظل هذه المعادلة المعقدة، يظل المشهد الدبلوماسي السوداني مرهونًا بالمتغيرات الإقليمية والدولية التي تفرض على الخرطوم إعادة تقييم تحالفاتها بما يخدم أولوياتها الاستراتيجية. (5)
ثالثًا: الدعم الإيراني للجيش السوداني: تحالف استراتيجي ومقايضات جيوسياسية
يشكل الدعم الإيراني للقوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان امتدادًا لاستراتيجية طهران في تعزيز نفوذها الإقليمي، مستندةً في ذلك إلى شبكة متماسكة من الضباط الإسلاميين داخل الجيش السوداني، التي تعززت بفعل عمليات التطهير المتكررة. كما يحظى هذا الدعم بغطاء سياسي من قبل الميليشيات الإسلامية وقادة النظام السابق المرتبطين بالمؤسسة العسكرية، الأمر الذي يعكس استمرار التعاون بين التيار الإسلامي السوداني وطهران، رغم الاختلافات المذهبية. وقد تجسد هذا التعاون تاريخيًا في تقديم إيران تدريبات عسكرية لقوات الدفاع الشعبي السودانية، مما يعكس عمق العلاقات الأمنية بين الجانبين. (6)
في المقابل، من المرجح أن تسعى طهران للحصول على تنازلات استراتيجية من الخرطوم، وفي مقدمتها إنهاء العلاقات المتعثرة أصلًا مع إسرائيل والتخلي الكامل عن اتفاقيات إبراهيم. فإيران، التي ترى في التطبيع مع إسرائيل تهديدًا لمصالحها الإقليمية، تدرك أن السودان يشكل ساحة مهمة في هذه المواجهة، لا سيما في ظل تاريخ تل أبيب الطويل في تشجيع النزاعات وتسليح الفصائل السودانية المناهضة للحكومات المتعاقبة في الخرطوم. وفي هذا السياق، اتهم القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني، علي الصادق علي، إسرائيل بدعم قوات الدعم السريع خلال زيارته إلى طهران في يناير، في حين طالب مسؤولون سودانيون الولايات المتحدة بالتدخل لوقف الدعم العسكري الإماراتي لهذه القوات، قبل أن تواجه الخرطوم انتقادات غربية بشأن تقاربها مع إيران.
ورغم بوادر التقارب بين الإمارات وإيران خلال العام الماضي، فإن الملف السوداني لا يزال نقطة خلاف رئيسية، حيث تُتهم أبو ظبي بتقديم الدعم المالي والعسكري لقوات الدعم السريع، ما يضيف بعدًا جديدًا لتعقيد المشهد السوداني. وبينما تحاول الأطراف الإقليمية إعادة رسم خريطة النفوذ في السودان، تظل مواقف الخرطوم خاضعة لحسابات المصالح والتحولات السياسية في المنطقة. (7)
رابعًا: التطورات العسكرية والدبلوماسية في السودان: الدور الإيراني وتوازنات القوى الإقليمية
شهدت القوات المسلحة السودانية تطورات عسكرية لافتة خلال الأشهر الماضية، حيث ساهم الاستخدام المنسق للطائرات المسيّرة والمدفعية والمشاة في تحقيق تقدم ميداني مهم، تمثل في استعادة السيطرة على المدينة القديمة في أم درمان، ومقر الإذاعة والتلفزيون الوطني، وجسر واد البشير، الذي يشكل شريانًا استراتيجيًا لإمدادات قوات الدعم السريع. ويُعزى هذا النجاح جزئيًا إلى دخول طائرات إيرانية مسيّرة حديثة إلى ساحة المعركة، والتي تُستخدم بفعالية في عمليات الاستطلاع وتوجيه ضربات المدفعية. وتشير التقارير إلى أن هذه الطائرات تُشغَّل من قاعدة وادي سيدنا شمال أم درمان، فيما زعمت قوات الدعم السريع أن القوات المسلحة السودانية تتلقى شحنات منتظمة من هذه الطائرات عبر بورتسودان. (8)
يعود التعاون العسكري بين الخرطوم وطهران في مجال الطائرات المسيّرة إلى عام 2008، حيث ساعدت إيران السودان في بناء ترسانة من طائرات “أبابيل-3”، التي تمتلك قدرات مناسبة لحروب المدن. كما نجحت الخرطوم في تطوير نسخة محلية منها تحت اسم “زاجل-3”. وإلى جانب ذلك، دخلت الطائرات الإيرانية من طراز “مهاجر” الخدمة لدى القوات المسلحة السودانية، حيث يُعد الطراز الأحدث منها، “مهاجر-6”، إضافة نوعية بفضل قدرته على حمل ذخائر تصل إلى 150 كجم. ورغم أن هذه الطائرة تُعد عرضة لأنظمة الدفاع الجوي المحمولة بسبب سقف تحليقها المنخفض، فقد أثبتت فعاليتها في العمليات العسكرية، رغم بعض الخسائر التي تكبدتها في الميدان، والتي أعلنت قوات الدعم السريع عن بعضها عبر وسائل الإعلام. (9)
في سياق الدعم العسكري الذي تقدمه طهران للخرطوم، برزت تقارير تشير إلى مساعٍ إيرانية للحصول على منفذ بحري على الساحل السوداني للبحر الأحمر، مقابل تقديم مزيد من الدعم العسكري المتطور للقوات المسلحة السودانية. ووفقًا لمصدر استخباراتي سوداني، فإن طهران سعت إلى إنشاء قاعدة بحرية أو الحصول على حق الوصول إلى أحد الموانئ السودانية. غير أن هذه الادعاءات قوبلت بنفي رسمي من الحكومة السودانية، حيث أكد وزير الخارجية السابق، علي الصادق علي، أن طهران لم تتقدم بمثل هذا الطلب خلال زيارته الأخيرة لإيران، وهو ما كررته وزارة الخارجية الإيرانية والقوات المسلحة السودانية. (10)
ورغم النفي الرسمي، فإن المصالح الاستراتيجية الإيرانية في البحر الأحمر تبقى محل اهتمام، لا سيما في ظل وجود ميليشيا الحوثي الموالية لطهران على الضفة الشرقية للممر المائي، وهو ما قد يمنح إيران نفوذًا متزايدًا في أحد أهم الممرات البحرية العالمية. وتزامنًا مع ذلك، نشرت إيران ثلاث سفن عسكرية في المنطقة، بما في ذلك سفينة استخباراتية يشتبه في قيامها بدور محوري في نقل المعلومات الاستخباراتية للحوثيين. (11) غير أن عودة هذه السفينة إلى إيران في أبريل، بالتزامن مع تراجع الهجمات الحوثية، يطرح تساؤلات حول مدى استمرارية هذا النشاط، ويمثل أي وجود إيراني محتمل في السودان على البحر الأحمر مصدر قلق إقليمي ودولي، حيث تتعارض مثل هذه الخطوة مع المصالح الاستراتيجية لعدة أطراف، وفي مقدمتها مصر، التي تدعم القوات المسلحة السودانية ولديها أربعة موانئ على البحر الأحمر، مما يجعلها معنية بالحفاظ على التوازن الأمني في المنطقة. كما أن روسيا، التي تسعى منذ سنوات إلى إنشاء قاعدة بحرية في السودان، قد تنظر إلى النفوذ الإيراني المتزايد هناك بعين الريبة. (12)
على الجانب الخليجي، ورغم التقارب الأخير بين الرياض وطهران، فإن السعودية لن تنظر بعين الرضا إلى أي وجود عسكري إيراني على الساحل المقابل لميناء جدة، (13) الذي يمثل المدخل الرئيسي للحجاج المسلمين إلى مكة والمدينة. ومن ناحية أخرى، يواجه السودان تحديات داخلية في هذا السياق، حيث إن السماح بوجود عسكري أجنبي على أراضيه قد يجذب انتباهًا غير مرغوب فيه، ويهدد استقرار موانئه الاستراتيجية، (14) لا سيما في ظل التوترات العسكرية المتزايدة في المنطقة، أما على الصعيد الدولي، فمن المرجح أن يؤدي منح إيران منفذًا بحريًا على البحر الأحمر إلى ردود فعل قوية من الولايات المتحدة، التي سبق أن نفذت عمليات إلكترونية ضد الأصول البحرية الإيرانية في المنطقة. (15) وفي حال حدوث مثل هذه الخطوة، فإن واشنطن قد تلجأ إلى إعادة فرض عقوبات على السودان، وهو ما قد يؤثر سلبًا على محاولات الخرطوم لإعادة الاندماج في الاقتصاد العالمي، وفي ظل هذه المعطيات، يبقى الملف السوداني ساحة تجاذب إقليمي ودولي، حيث تسعى الخرطوم إلى تحقيق توازن دقيق بين احتياجاتها العسكرية الملحة والتزاماتها السياسية والاستراتيجية في بيئة إقليمية معقدة. (16)
ختامًا، على الرغم من أن حاجة السودان للدعم العسكري ضد قوات الدعم السريع جادة، فمن المرجح أن تتخذ الحكومة السودانية نهجًا مدروسًا تجاه تحسين علاقاتها مع إيران. لا تتمتع القوات المسلحة السودانية بدعم شعبي أكبر من قوات الدعم السريع، ويرى الكثير من السودانيين أنها متورطة بشكل عميق مع الإسلاميين الذين مارسوا السلطة في السودان خلال العقود الثلاثة من نظام عمر البشير غير الشعبي. إن الإسلاميين السودانيين، السنة الفخورين المرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالحكومة الانتقالية، ليسوا مرشحين جيدين ليصبحوا دمى في يد إيران الشيعية. ومن غير المرجح أيضًا أن يلتزم الجيش السوداني (الذي يقوده إسلاميون سنة) عسكريًا بالسعي لتحقيق الأهداف الإيرانية. هناك بالطبع إمكانية لانتصار قوات الدعم السريع في الصراع الدائر، ولكن في الوقت الحالي، ليس لقوات الدعم السريع وجود في شرق السودان وليس لها أي علاقات مع إيران.
ليس للسودان مصلحة في إعادة فرض العقوبات الأمريكية المُضرة، بعد سنوات من محاولة إقناع واشنطن بأنه ليس دولة راعية للإرهاب. بمجرد انتهاء الصراع الحالي، سيحتاج السودان إلى المساعدة، لا إلى العوائق، في إعادة إعماره، وسيحتاج إلى البحث عن مساعدة تتجاوز إيران. كل هذه العوامل تُعيق إنشاء منشأة بحرية إيرانية في السودان أو تحالف رسمي. ومع ذلك، إذا أدت المساعدة الإيرانية إلى انتصار للقوات المسلحة السودانية، فمن المؤكد أن طهران ستطالب بالدفع بأي شكل من الأشكال.
قائمة المراجع
- Press TV. “Iran, Sudan Call for Enhancement of Ties in Various Fields.” Press TV, February 5, 2024. https://www.presstv.ir/Detail/2024/02/05/719530/Iran-Sudan-Amir-Abdollahian-Ali-al-Sadiq-relations-cooperation-meeting-Tehran.
- Sudan Tribune. “Sudan Says Cutting Ties with Iran Was a ‘Political Necessity.’” Sudan Tribune, January 31, 2016. https://sudantribune.com/article56230/.
- Mehr News Agency. “Tehran Welcomes Khartoum’s Request to Restore Ties.” Mehr News Agency, February 5, 2024. https://en.mehrnews.com/news/211719/Tehran-welcomes-Khartoum-s-request-to-restore-ties.
- Sudan Tribune. “Sudanese Army Denies Iran’s Request for a Red Sea Military Base.” Sudan Tribune, March 4, 2024. https://sudantribune.com/article283689/.
- Ravid, Barak. “Alongside Netanyahu, Ugandan President Says He’s Considering Embassy in Jerusalem.” Haaretz, February 4, 2020. https://www.haaretz.com/israel-news/2020-02-04/ty-article/.premium/alongside-netanyahu-ugandan-president-says-hes-considering-embassy-in-jerusalem/0000017f-e99b-dc91-a17f-fd9f0ec10000.
- Press TV. “Iran, Sudan Call for Stronger Ties, Condemn Israeli Actions in Gaza.” Press TV, January 20, 2024. https://www.presstv.ir/Detail/2024/01/20/718573/Iran-Sudan-Mokhber-acting-Foreign-Minister-Ali-al-Sadiq-relations-Israel-unrest-Palestine-Gaza–.
- Sudan Tribune. “Sudan’s Army Accuses Israel of Supporting RSF Paramilitary Forces.” Sudan Tribune, January 20, 2024. https://sudantribune.com/article282831/.
- “Are Iranian Drones Turning the Tide in Sudan’s Civil War?” Reuters, April 10, 2024. https://www.reuters.com/world/middle-east/are-iranian-drones-turning-tide-sudans-civil-war-2024-04-10/.
- Dabanga Sudan. “Sudan War: Iranian Drones Played Decisive Role in Omdurman Battle.” Dabanga Sudan, March 25, 2024. https://www.dabangasudan.org/en/all-news/article/sudan-war-iranian-drones-played-decisive-role-in-omdurman-battle.
- Military Africa. “Sudan’s Small but Deadly Drone Fleet Could Turn the Tide of War.” Military Africa, April 2023. https://www.military.africa/2023/04/sudans-small-but-deadly-drone-fleet-could-turn-the-tide-of-war/.
- Military Africa. “RSF Shoot Down Sudan’s Army Mohajer Drone.” Military Africa, January 2024. https://www.military.africa/2024/01/rsf-shoot-down-sudans-army-mohajer-drone/.
- Asharq Al-Awsat. “Sudan’s RSF Downs Iranian-Made Drone in Omdurman.” Asharq Al-Awsat, March 2024. https://english.aawsat.com/arab-world/4820061-sudans-rsf-downs-iranian-made-drone-omdurman.
- The Wall Street Journal. “Iran Tried to Persuade Sudan to Allow Naval Base on Its Red Sea Coast.” The Wall Street Journal, April 2024. https://www.wsj.com/world/middle-east/iran-tried-to-persuade-sudan-to-allow-naval-base-on-its-red-sea-coast-77ca3922.
- “Sudan Denies Receiving Request from Iran to Build Naval Base in Country – Foreign Minister.” Sputnik, March 4, 2024. https://sputnikglobe.com/20240304/sudan-denies-receiving-request-from-iran-to-build-naval-base-in-country—foreign-minister-1117117028.html.
- Dabanga Sudan. “Sudan and Iran Dismiss Talk of Red Sea Naval Base as ‘Scuttlebutt’.” Dabanga Sudan, March 2024. https://www.dabangasudan.org/en/all-news/article/sudan-and-iran-dismiss-talk-of-red-sea-naval-base-as-scuttlebutt.
- Sudan Tribune. “Sudan Denies Iranian Request to Establish Naval Base on Red Sea Coast.” Sudan Tribune, March 2024. https://sudantribune.com/article282884/.