رأي

د. سيد عيسى يكتب.. من دروس أكتوبر (الإيمان يحقق المعجزات)

عندما يحل علينا شهر أكتوبر من كل عام يتذكر الشعب المصري الانتصار العظيم للجيش المصري على العدو الإسرائيلي في حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان المجيدة، التي أعادت العزة والكرامة العربية، لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية فقط، ولكنها كانت حرب إعادة الكرامة وتحقيق الانتصار العظيم المبهج وكسر هيبة العدو الصهيوني المتغطرس.

وفي حرب أكتوبر دروس وعبر وعظات عظيمة، إذ إنها أثبتت قوة الجندي المصري والعربي عندما يتسلح بالإيمان ويقف خلفه الشعب المصري والعربي بكل قوة، ففي تلك المعركة تحققت المعجزات، وتغيرت القوانين الطبيعية فمن كان يملك التحصين والقوة والإمداد الأمريكي الغربي، خسر وسقط أمام الإصرار والإيمان والتخطيط الجيد والعبقرية المصرية العربية في التخلص من خط بارليف الحصين الذي انهار أمام قوة الإيمان والتخطيط المحكم.

إن معركة أكتوبر خاضها الجيش المصري بمساندة عربية غير مسبوقة وتكاتف من كل الدول العربية باستخدام أوراق الضغط الاقتصادي على الغرب وأمريكا، فكان سلاح البترول أحد أهم أوراق الضغط، وشاهدنا مواقف تاريخية من دول الخليج السعودية والإمارات والعراق والكويت وكل الدول العربية، وشاهدنا موقفًا تاريخيًّا من الجزائر وسوريا شريك المعركة ودول المغرب العربي، وشاهدنا مشاركة من السودان وليبيا.

لقد كان الإيمان العميق من الجيش المصري بحقه في تحرير أرضه وكسر شوكة الصهاينة إحدى أهم الأوراق التي تفوقت على المعدات والأسلحة، وهنا تغيرت القواعد وحصلت المعجزة التي لا تزال تعطي درسًا ملهمًا في فنون القتال، وكان شهر رمضان بكل ما فيه من روحانيات توقيتًا زمنيًّا للحدث ليذكرنا بانتصار الحق على الباطل ويعيدنا إلى الماضي العربي الناصع.

تظل الوحدة العربية والتكاتف في القرار الذي يخدم الأمة هو أحد أهم عوامل التفوق العربي في كل مكان وزمان، وكان أول دروس أكتوبر هو وحدة الصف العربي في تلك الحرب العظيمة، والدرس الثاني هو إيمان الجندي المصري بحقه والدفاع عنه بقوة وبسالة، ويبقى التخطيط المحكم والسرية في تفاصيل المعركة أحد أهم الدروس المستفادة.

وكان التخطيط والتنفيذ بدقة والإصرار درسًا آخر من دروس النجاح والتفوق، وكان التفاؤل وعدم السير وراء الإحباط والسلبية سببًا جديدًا من أسباب النجاح والتفوق.

وفي النهاية أقول، إن الدولة المصرية تستطيع أن تحقق المستحيل في ظل التكاتف بين الجيش والشعب، ووحدة القرار العربي بما يخدم الأمة، وهذا الأمر كان واضحًا جليًّا في نصر أكتوبر الذي يظل نبراسًا ونورًا للأجيال المقبلة، يتعلمون منه التضحيات التي قدمها الآباء والأجداد ويسيرون على نهجهم حتى يحققوا النصر في كل مجالات الحياة.

الإيمان بالله -عز وجل- وبحرية الوطن والمحافظة على أرضه ومقدراته واجب على كل وطني يدافع عنه بروحه ودمه.. كل عام ومصر بخير وفي تقدم وسلام ونصر.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى