الإمارات في أسبوع.. أبوظبي وواشنطن آفاق جديدة لشراكة استراتيجية بين البلدين
نشرة أسبوعية لأهم أخبار الإمارات العربية المتحدة.. خاص مركز العرب

أبوظبي- مركز العرب
تعد العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا متميزًا للشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات، حيث تمتد هذه العلاقات لعقود من التعاون الوثيق على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية. ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، شهدت تطورًا ملحوظًا يعكس المصالح المشتركة والالتزام المتبادل بالحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
اقرأ أيضا: الإمارات في أسبوع.. إطلاق مسمى عام المجتمع على 2025 وتوقعات بنمو قطاع البنية التحتية 5%
ويعزز التعاون الاقتصادي بين الدولتين مكانتهما كشريكين رئيسيين في مجالات التجارة والاستثمار، إذ تعد الإمارات واحدة من أهم الأسواق للمنتجات والخدمات الأمريكية في الشرق الأوسط، بينما تستفيد من الاستثمارات والتقنيات المتقدمة الأمريكية. كما تلعب الدولتان دورًا محوريًا في القضايا الإقليمية والدولية، سواء من خلال التعاون في مكافحة الإرهاب أو تعزيز السلام في المنطقة.
طحنون بن زايد يبحث افاق العلاقات مع ترامب
وفي هذا الصدد بحث الشيخ طحنون بن زايد، نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، آفاق الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وسبل تعزيزها بما ينعكس إيجاباً على المصالح المشتركة للبلدين.
وحسبما أوردت وكالة أنباء الإمارات، فقد أكد نائب حاكم أبوظبي على مواصلة الإمارات تعزيز علاقتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة من خلال تعزيز شراكتهما، وتسريع الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية والصناعات والطاقة والرعاية الصحية، كون هذه المجالات تمثل ركائز أساسية للنمو.
وأشاد بقيادة الرئيس دونالد ترامب وسياساته الاقتصادية، والتي تُشجع على الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز الشراكات الاقتصادية.
وكان الشيخ طحنون بن زايد، وضمن الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، اجتمع يوم أمس مع سكوت بيسينت وزير الخزانة الأمريكي، وبحث معه أوجه التعاون المشترك بين دولة الإمارات العربية والولايات المتحدة الأمريكية في مختلف الجوانب الاقتصادية والمالية، وسبل تعزيزها.
كما التقى مع مايكل والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وأجرى معه محادثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر المستجدات والتطورات في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
يُذكر أن الشيخ طحنون بن زايد يقوم بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يعقد خلالها اجتماعات رسمية مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وأقطاب الشركات العالمية، لبحث سبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية والاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين، ويرافقه في الزيارة وفد يضم عددا من المسؤولين في القطاعين العام والخاص.
استثمارات إماراتية بقيمة 1.4 تريليون دولار في أميركا
وعقب الزيارة ذكر مسؤول في البيت الأبيض أن الإمارات التزمت بإطار استثماري مدته 10 سنوات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة، وذلك بعد لقاء مسؤولين إماراتيين كبار بالرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع.
وقال المسؤول لرويترز أن الإطار الجديد “سيزيد بشكل كبير استثمارات الإمارات الحالية في الاقتصاد الأميركي” في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والطاقة والتصنيع.
وأضاف أن الاتفاق جاء بعد اجتماع عقده ترامب يوم الثلاثاء مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد في المكتب البيضاوي وعشاء أقامه نائب الرئيس جيه.دي فانس وعدد من أعضاء الحكومة مع وفد الإمارات الذي ضم رؤساء صناديق الثروة السيادية وشركات إماراتية كبيرة.
وبموجب الإطار أعلنت القابضة (إيه.دي.كيو)، وهي صندوق الاستثمار الإماراتي، وإنرجي كابيتال بارتنرز، التي تعمل في قطاع توليد الطاقة والطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، إبرام شراكة بالمناصفة لضخ استثمارات إجمالية تتجاوز 25 مليار دولار في مشاريع قادرة على توليد 25 غيغاوات من الطاقة، وذلك “لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة التي تحتاجها مراكز البيانات وشركات الحوسبة السحابية وغيرها”.
وقال المسؤول إن إكس.آر.جي الذراع الاستثمارية لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أعلنت أيضا التزامها بدعم إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة من خلال الاستثمار في منشأة نيكست ديكيد لتصدير الغاز المسال في تكساس.
وأضاف أن الشركتين لديهما خطة إضافية لاستثمارات كبيرة في أصول أميركية في قطاعات الغاز والكيماويات والبنية التحتية للطاقة والحلول منخفضة الكربون.
وتقوم العلاقة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة على أساس الالتزام المشترك بتعزيز السلام والأمن في الخليج العربي، ومكافحة التطرف، وردع التهديدات التي تواجه الاستقرار الإقليمي، حيث يتدرب رجال ونساء القوات المسلحة للدولتين معاً بالتنسيق المستمر فيما بينهم، ما يؤدي بدوره إلى وجود تناغم فعّال للغاية على مستوى تخطيط وتنفيذ العمليات.

وبعيداً عن ساحة المعركة، وتشارك الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة في منع تدفق الأموال والمقاتلين الأجانب إلى الجماعات الإرهابية ومكافحة الإيديولوجيات المتطرفة.
وشهدت التجارة الثنائية والتعاون الاقتصادي نمواً هائلاً خلال السنوات الأخيرة، إذ ازداد إجمالي حجم التجارة الثنائية بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة من حوالي 5,22 مليار دولار في عام 2004 إلى 24,5 مليار دولار في عام 2018. وتعد الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكبر عملاء الولايات المتحدة بالنسبة للمبيعات العسكرية الخارجية، إذ قامت بشراء معدات وخدمات دفاعية أمريكية تبلغ قيمتها أكثر من 20 مليار دولار على مدى العقد الماضي، ومن بين ذلك أحد أكبر أساطيل طائرات إف-16. تعد الخطوط الجوية الإماراتية مجتمعة أكبر عملاء طائرات بوينج. إضافةً إلى ذلك، تدعم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة مئات الآلاف من الوظائف الأمريكية، وتوفر السيولة لأسواق رأس المال التي تحفز الابتكار والتقدم في العديد من القطاعات.
وتشترك الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة في نظرتهما المستقبلية للتسامح، والمساواة بين الجنسين، والتنوع، وتقدم التعليم، والأسواق الحرة، وتعزيز الفنون والثقافة. يعمل عشرات الآلاف من الأمريكيين في الإمارات العربية المتحدة ويزورونها كل عام. كما يدرس الآلاف من الشباب الإماراتي في الجامعات الأمريكية. وتربط مئات من الشراكات والتبادلات في مجالات الرعاية الصحية والثقافية والعلمية والتعليمية بين شعبي البلدين.
وتُعد الإمارات العربية المتحدة الدولة العربية الوحيدة التي شاركت مع الولايات المتحدة في ست عمليات عسكرية للتحالف على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، ومن بين ذلك النضال الحالي ضد داعش. تزور السفن البحرية الأمريكية موانئ الإمارات العربية المتحدة أكثر من أي موانئ أجنبية أخرى، ويتم استضافة أكثر من 4000 عامل أمريكي في قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي. تُمثل الإمارات العربية المتحدة أكبر سوق تصدير للولايات المتحدة في الشرق الأوسط طوال عشر سنوات، إذ بلغت صادراتها إلى الإمارات العربية المتحدة 19,5 مليار دولار في عام 2018. وحققت الولايات المتحدة في عام 2018 فائضاً تجارياً بقيمة 14,5 مليار دولار مع دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فهي تُعَد رابع أكبر سوق للولايات المتحدة على مستوى العالم.
وتدعم استثمارات الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة مئات الآلاف من الوظائف الأمريكية ذات الأجور الجيدة.
تُعد الإمارات العربية المتحدة أكبر دولة متبرعة بالمساعدات الخارجية من حيث النسبة المئوية من الدخل القومي الإجمالي، وتقدم الدعم لمجتمعات الولايات المتحدة التي تتعافى من الكوارث أو التي لديها احتياجات أخرى.
وتعد الولايات المتحدة هي الدولة الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع دولة الإمارات العربية المتحدة ولديها سفير مقيم في الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1974. يتمتع البلدان بعلاقات ودية مع بعضهما البعض وأقاما علاقات قوية بين الحكومتين بما في ذلك علاقات وثيقة. التعاون الأمني. زادت جودة العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات بشكل كبير نتيجة حملة التحالف بقيادة الولايات المتحدة لإنهاء الاحتلال العراقي للكويت. تستضيف موانئ الإمارات عددًا من السفن البحرية الأمريكية أكثر من أي ميناء خارج الولايات المتحدة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب