القاهرة- حمدي أحمد
انهت المفاوضات بين الحكومة الاثيوبية وجبهة تيغراى سنتين من الخصومة وفتحت صفحة جديدة، واتفق فيها الطرفان على وقف دائم وشامل للأعمال القتالية، برعاية كاملة من الاتحاد الافريقى فى “بريتوريا” عاصمة جنوب أفريقيا.
وقال الوسيط الأفريقى والرئيس النيجيرى السابق “أولوسيفون أوباسانجو” إن الإتحاد الأفريقى سيشرف على الأتفاق، والذى سيسمح بنزع الأسلحة وإستعادة النظام العام وحماية المدنيين وضمان توصيل المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
أما مستشار الامن القومي ورئيس الوفد الحكومي الاثيوبي “رضوان حسين” فقد قال أنه يجب تنفيذ الإتفاق بصدق وأن الدمار الذى نتج عن الصراع بين الجانبين هائل.
وقال “إيناتشو رضا” رئيس وفد جبهة تيغراى إلى المفاوضات، إن علينا تجاوز الماضي وإقامة السلام وأكد على استعداد الجبهة لتنفيذ وتطبيق الإتفاق وتحدث ايضأ عن تقديم تنازلات وصفها بالمؤلما من أجل بناء الثقة ومعالجة الام شعب تيغراى.
ويسمح الاتفاق الذي وقع بين الجانبين بنقل المساعدات الإنسانية والطبية بعد أن تسبب القتال فى مقتل الألاف ونزوح الملايين داخل وخارج الاقليم الاثيوبى.
وجاء الاتفاق بعد مناشدات دولية عدة بوقف القتال لتجنب تفاقم الوضع الإنسانى وانزلاق البلاد نحو نفق مظلم
تحصل “مركز العرب للأبحاث والدراسات السياسية” على النص الكامل للبيان المشترك بعد توقيع اتفاق السلام بين حكومة اثيوبيا وجبهة تغراي في جنوب افريقيا، والذي تضمن وقف الأعمال العدائية واستئناف وصول المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الاساسية، ونزع السلاح بشكل منهجي ومنظم، واستعادة القانون والنظام الدستوري في اقليم تغراي.
نص الأتفاق
ويحتوي البيان المشترك على 12 مادة اتفق الجانبان على تنفيذها على النحو التالى :
بيان مشترك بين حكومة جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي
- وفقًا للمادة 3 من اتفاقية السلام الدائم والوقف الدائم للأعمال العدائية ، وافق ممثلو حكومة جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تغراي على إعلان لشعب إثيوبيا وبقية العالم أنه بعد 10 أيام من المحادثات المكثفة أبرمت اتفاقية سلام.
٢. لقد اتفقنا على إسكات البنادق بشكل دائم وإنهاء عامين من الصراع في شمال إثيوبيا. لقد أدى الصراع إلى درجة مأساوية من الخسائر في الأرواح وسبل العيش ، ومن مصلحة شعب إثيوبيا بأكمله ترك هذا الفصل من الصراع وراءه والعيش في سلام ووئام.
3 . ومن الأساسي أن نعيد تأكيد التزامنا بالحفاظ على سيادة إثيوبيا وسلامتها الإقليمية والتمسك بدستور جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفدرالية. فإن إثيوبيا لديها قوات الدفاع الوطنية واحدة فقط. كما اتفقنا على برنامج مفصل لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج لمقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تغراي ، مع مراعاة الوضع الأمني على الأرض.
٤. لقد اتفقنا على أن حكومة إثيوبيا ستزيد من تعزيز تعاونها مع الوكالات الإنسانية لمواصلة التعجيل بتقديم المساعدة لجميع المحتاجين إلى المساعدة في الإقليم.
٥. لقد اتفقنا على تنفيذ تدابير انتقالية تشمل استعادة النظام الدستوري في إقليم تغراي ، وإطار عمل لتسوية الخلافات السياسية ، وإطار سياسة العدالة الانتقالية لضمان المساءلة والحقيقة والمصالحة.
٦. للبدء في تنفيذ هذه التعهدات دون تأخير ، اتفقنا على وقف كافة أشكال الصراعات والدعاية المعادية. سنقوم فقط بالإدلاء ببيانات تدعم التنفيذ السريع للاتفاق. نحث الإثيوبيين في البلاد وخارجها على دعم هذه الاتفاقية ، ووقف أصوات الفرقة والكراهية ، وتعبئة مواردهم من أجل الانتعاش الاقتصادي وإعادة تأهيل الروابط الاجتماعية.
٧. وستواصل حكومة إثيوبيا جهودها لاستعادة الخدمات العامة وإعادة بناء البنى التحتية لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع. يجب على الطلاب الذهاب إلى المدرسة ، والمزارعين ، والرعاة إلى حقولهم ، والموظفين العموميين إلى مكاتبهم. تتطلب الاتفاقية دعم الجمهور من أجل تنفيذها السلس. هذا فصل جديد ومفعم بالأمل في تاريخ البلاد.
٨. ونعرب عن امتناننا لجميع الجهات الفاعلة التي ساهمت في نجاح هذا المسعى. على وجه الخصوص ، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ، الفريق الأفريقي الرفيع المستوى بقيادة فخامة الرئيس السابق أولوسيغون أوباسانجو ، بدعم من فخامة الرئيس السابق أوهورو كينياتا ، وسعادة الدكتورة فوموزيل ملالمبو ، نائبة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا السابقة . نشكر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ، معالي السيد موسى فقي محمد ، والمفوض بانكول أديوي وزملائه على عملهم الدؤوب خلال هذه المحادثات. نحن نعتمد على دعمهم المستمر أثناء تنفيذنا للاتفاقية.
٩. نشكر فخامة الرئيس سيريل رامافوزا ، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا ، وسعادة الدكتورة ناليدي باندور ، وزيرة إدارة العلاقات الدولية والتعاون بجنوب إفريقيا على التسهيلات الممتازة التي قدموها تحت تصرف هذه المحادثات. وكلماتهم المشجعة للأطراف تجاه هذه النتائج الناجحة. نحن مدينون لكرم الضيافة الذي قدمه لنا شعب وحكومة جمهورية جنوب أفريقيا.
١٠. نحن ممتنون لشعب إثيوبيا لتشجيعه هذه المحادثات وانتظار النتيجة بصبر. ونحن على ثقة من أنهم سيتبنون نتائج هذه المحادثات ويضمنون تنفيذها في الوقت المناسب.
١١. أخيرًا ، نحن على ثقة من أن أصدقاء إثيوبيا وأعضاء المجتمع الدبلوماسي سيقدمون دعمهم في إعادة بناء البنى التحتية في المجتمعات المتضررة والانتعاش الاقتصادي للبلاد.
١٢. ندعو جميع وسائل الإعلام إلى دعم السلام والمصالحة والوحدة والازدهار في إثيوبيا.
وكادت تلك المفاوضات أن تصل الى طريق مسدود لولا تدخل الاتحاد الافريقى ووسطاء أخرين للحد من تصاعد الخلافات بين الجانبين.
ومن أبرز تلك الخلافات نزع سلاح جبهة تيغراى وخضوع الإقليم لسيطرة الحكومة الاتحادية الأثيوبية وانسحاب القوات الأريترية وأيصال المساعدات إلى المتضررين.
ترحيب دولي بالأتفاق
رحب الأتحاد الأوروبي بتوصل الحكومة الأثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إلى أتفاق لوقف أطلاق النار
وقال رئيس المجلس الأوروبي “شارل ميشيل” إن الأتحاد الأوروبي يرحب بالاتفاق ويشكر الأتحاد الأفريقي على الجهود التي بذلها للوصول إلى أتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين .
وأكد “ميشيل” على أهمية تعزيز هذا الأتفاق من أجل تحقيق سلام دائم في أثيوبيا، كما شدد على استعداد الأتحاد الأوروبي في دعم الجهود والخطوات الضرورية لتحقيق السلام . كما أعرب عن استعداد الكتلة الأوروبية لتقديم المساعدات الإنسانية وتوفير الخدمات الأساسية للمدنيين في اثيوبيا .
ومن جانبه أشاد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالأتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” بجهود الوساطة التى بذلت من جانب الأتحاد الأفريقي وجنوب أفريقيا من أجل الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أثيوبيا ، كما أعرب “بوريل” عن استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم جهود السلام في اثيوبيا وتقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين هناك .
كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، بتوقيع اتفاق سلام دائم من خلال وقف دائم للأعمال العدائية بين حكومة جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية وجبهة تحرير تيغراي الشعبية، في جنوب أفريقيا، وأشاد “غوتيريش” بجهود الاتحاد الأفريقي في التوصل إلى إتفاق سلام بين الجانبين يضمن وقف لإطلاق النار وأيصال المساعدات الإنسانية والطبية للمنكوبين فى أثيوبيا .
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب