تقارير ومنوعات

مع استمرار الدبيبة في منصبه.. مخاوف من إندلاع نزاع مسلح في غرب ليبيا

لا يزال مصير ليبيا مجهولاً الى الآن، خصوصاً في ظل الصراع القائم على الحكم في البلاد وفشل محاولات إجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية العام الماضي. لتُثير تأكيدات المستشارة الأممية بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز، بأن البرلمان الليبي شكل بالفعل لجنة بخصوص إنجاز القاعدة الدستورية الخاصة بالانتخابات، التساؤلات حول طريقة العمل ومصير حكومة باشاغا الجديدة.

وفي هذا الشأن قالت وليامز إن “مجلس النواب شكل لجنة وسيرسل الأسماء الاثنين أو الثلاثاء ليبدأ بعدها عقد جلسات بين لجنتي البرلمان ومجلس الدولة من أجل وضع إطار زمني واضح للانتخابات مع قاعدة دستورية حاسمة، وأن البعثة تبذل جهدها لمنع وقوع أي صدام مسلح في البلاد”.

بموازاة ذلك، لازال رئيس الحكومة الجديدة المعينة من قبل البرلمان فتحي باشاغا، يحاول تسلم مهامه رسمياً في العاصمة طرابلس، دون الدخول في مواجهات مسلحة مع اليليشيات الرافضة ه والموالية لخصمه عبد الحميد الدبيبة.

يأتي ذلك في ظل إصرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية المقالة، عبدالحميد الدبيبة عدم تسليمها إلا لحكومة منتخبة ورفضه قرار البرلمان. إلا أن علي القطراني، النائب الأول لباشاغا، باشر العمل منذ أيام من مبنى ديوان حكومة الوحدة بمدينة بنغازي (شرق)، بالقوة عبر قوة أمنية طوَّقت المقر.

ويحذر الخبير في الشأن الليبي عبد الغني دياب، رئيس وحدة الدراسات في مركز العرب، من اضطرار  باشاغا في لنهاية للذهاب إلى العنف رغم تصريحاته الدبلوماسية التي قال فيها بأنه لن يلجأ الى العنف ضد الدبيبة وحلفه.

وتابع أن باشاغا سبق وأن فشل في تولي منصب رئيس الدولة عبر الإنتخابات الرئاسية التي فشل إنعقادها في 24 ديسمبر الماضي، كما فشل في تولي رئاسة الحكومة المؤقتة العام الماضي عبر ملتقى الحوار السياسي الليبي. وقد قرر أن يعود للساحة من جديد عبر تحالفه مع رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، وعاد بحكومة الإستقرار الجديدة وهذه المرة سيدخل طرابلس بالقوة.

لكن، وبحسب خبراء في الشأن العسكري، فإن قوة القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، بجانب الجماعات المسلحة الموالية للدبيبة، وكذلك الدعم التركي الكبير بالمرتزقة والتسليح، تحول دون دخول باشاغا لطرابلس.

ومن الجدير ملاحظة أن الرجلين يحظيان بدعم عدد كبير من المسلحين من مصراتة مسقط رأسهما، لكن الغالبية لا تزال تقف إلى جانب الدبيبة.

وفي السياق، كشفت مصادر أهلية في مصراتة، عن تعرّض أعيان وشخصيات عامة في المدينة لتهديدات من ميليشيات ومجموعات مسلحة بها، “لم يرُقْ لها” موقفها المحايد في الأزمة الحالية بين باشاغا، والدبيبة. وأشارت إلى أن أعيان وشخصيات في المدينة طلبوا من الرجلين، تجنيب مصراتة الصراع الداخلي بين المجموعات المسلحة العديدة المنتشرة بها، و”الخروج بخلافاتهم منها”.

بالإضافة الى ذلك، يُشار الى أن الكثير من الليبيين لا يثقون في الإجراءات الحالية، بسبب تاريخ باشاغا السابق ولجؤه للعنف  أثناء توليه منصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني. فقصص التعذيب الوحشي والانتقام من معارضيه خلقت سمعة غير طيبة له. كما أن تحالفه مع حفتر، جاء كالصاعقة على كثير من الليبيين، فالآخر أيضاً متهم بإرتكاب جرائم حرب أثناء محاولته الأخيرة لإحتلال طرابلس، وهو مكروه من قبل العديد من أهالي الغرب الليبي.

وفي النهاية، يبقى أمل الشعب الليبي بخروج كل هذه الشخصيات المنبوذة من المشهد السياسي الليبي، ووصول رجال وطنيين حقيقيين، بمقدورهم النهوض بالبلاد وتحقيق إزدهارها وإستقرارها، بعيداً عن جميع هذه الفتن والحروب الأهلية المدمرة.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى