رأي

محمد جبريل العرفي يكتب.. أعياد عشرية لثورتين.. وما بينهما خبر كان

في 1979 و2024 احتفل الليبيون بالعيد العاشر لثورتين. بداية لنقطع الطريق على المزايدين والخشبين، فالكرامة ثورة وفق التعريف العلمي للثورات، لانها تملك مشروع التخلص من وضع سيئ، وإحلاله بنظام أفضل، ولها قيادة تضحي في سبيل مشروعها، وللتذكير بخطاب العيد السادس “فالانقلاب مثل حرف القاف يقع في الدقيقة مرتين، بينما الثورة مثل القاف يقع في القرن مرة واحدة”؛ الليبيون في القرن العشرين فجروا ثورة الفاتح، وفي الواحد والعشرين فجروا ثورة الكرامة، وما بين الثورتين مؤامرة، الكرامة تحولت إلى ثورة الشعب منذ 16/10/2014 …. وقد أفصحت عن ذلك بلقاء ميراد بالحمى في 2014 كما أن رفاقي الذين حاججوني 2015 بأن قائدها نفسه يصفها بعملية، اليوم يعرفونها بثورة.

اقرأ أيضا: د. محمد جبريل العرفي يكتب.. تغيير حكومة النكبة الوطنية لن يحل الأزمة الليبية

سوريا كانت ولا تزال مستهدفة، فما زالت ترن في آذاننا الهتافات “حافظ حافظ لا تهتم.. الجولان نغرقها دم”، كانت مصر الناصرية ظهيرا للحماية عام 69 مثلما هي عام 2014، وعالميا ساهم المغفلون من العرب في تفكيك الاتحاد السوفيتي بتحريض من الغرب، والآن تتحالف بعض الأنظمة مع الغرب لعرقلة جهود تحرير فلسطين. الظروف التي قامت بها الكرامة أصعب من ظروف الفاتح، فليبيا كانت موحدة وتسعى للوحدة العربية، الآن انخفضت طموحاتنا لضمان وحدة ليبيا، والتدخل الأجنبي كان مستترا، أما الآن ففج واحتلال مباشر، بإطلالة العيد العاشر كنا قد طهرنا البلاد من الأجنبي وشرعنا في نهضة عمرانية وصناعية وزراعية وبنية تحتية، وفصلنا الثورة عن السلطة، الكرامة طهرت ثلاثة أرباع الوطن من الإرهاب، وبدأت الإنجازات التنموية في المناطق المحررة. الاستعراض العسكري في العيدين كان مبهراً.

العدو لا يروق له صنع القوة والتحرر والنهوض …. بدأت المصاعب في ليبيا، ابتداء من الغارة واضمحلال الدخل والحصار وظهور نماذج فساد كجهاز الدبيبة وصندوق التحول للإنتاج، ثم الثقة في الوعود الخلب للغرب، وانطلاء تقية الزنادقة، وتصديق توبة العملاء.
الهدف الثابت للأعداء تدمير القوات المسلحة، وتفكيك الأمن والتنظيم الثوري ووصفهما بأجهزة قمعية.
لكي لا يجهض مشروع الكرامة التحرري، فالأجدى الاعتماد على القدرات الذاتية الليبية، ثم شركاء المصير من العرب، وأخيراً الحلفاء الأجانب، مع إبقاء بذرة الشك مهما كانت التصريحات والوعود، أما عبارات “وعدني وخبط لي صدره” فستسقط في أول منعطف لمصلحة الآخرين. والتحرز من سوس النفعية ودسائس الغرضية….
القوة الوطنية الحريصة على مصلحة البلاد المتحفزة للتغيير الجذري، جاهزة وقادرة على تلبية الدعوة للعمل الجاد في وضح النهار لتصدر المشهد، للإجماع على رؤية وطنية تنبع من مؤتمر تأسيسي يحضره كل الليبيين، لتحديد الثوابت الوطنية، وأنظمة الدولة وهويتها، ثم يحيل ذلك إلى لجنة فنية لصياغته في دستور، كما يشكل المؤتمر إدارة مؤقتة تضطلع بأربع مهام فقط؛ هي بسط الأمن وتحقيق الاستقرار، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطن، والشروع في المصالحة السياسية، وتهيئة البيئة للانتقال إلى الوضع الدائم.
كل يوم نتأخر في ذلك في غير صالحنا، لأن عدونا يعول على الزمن لخلق فتنة داخلية، كما أن الفرصة الآن سانحة، فالعالم مشغول بفلسطين وأوكرانيا وحصار البحار، والغرب لا يحتمل زعزعة لإمدادات الطاقة، فالشتاء على الأبواب. أعيدوا قراءة خطاب العيد العاشر فقد أعطى إشارة البدء للعمل المدني، فلتتحمل القوى الوطنية مسؤوليتها وبحماية قواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى