رأي

أسماء عصمت تكتب.. عشرة مشاهد ساخنة.. ولا يزال العرض مستمرا!

هذه المشاهد حقيقية وحدثت بالفعل وتَمُت للواقع بصلة وثيقة.. وأي تشابه بين أبطال المشاهد التالية وأبطال مقاطع الفيديو والريلز الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي أو اللقطات المذاعة في نشرات الأخبار فهو تشابه حقيقي، وما هذه المشاهد إلا نقل للواقع وتوثيق له.

معذرة على قسوة المشاهد..

المشهد الأول 

إحدى طرقات مستشفى..

ممر ضيق على جانب منه أهالي المصابين يفترشون الأرض ويضعون أياديهم على وجوههم ليستوعبوا المجزرة..

الجانب الآخر من الممر أربعة أطفال أعمارهم بين أربع وخمس سنوات يتحلقون حول شيء ما وتنطلق ضحكاتهم وأصواتهم بالغناء “لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله”، يقترب منهم أحد المارة ليجدهم يحملون شيئا يشبه سرير أطفال صغيرا وبه رضيع عمره شهور.

ويسألهم ماذا تفعلون؟

يجاوبونه وهم يضحكون: بنلعب…

لعبة الشهيد!!

المشهد الثاني

نهار خارجي

المشهد العام بنايات متهدمة ووسطها لعب أطفال.. كراسات.. آنية طعام متسخة.. باختصار المشهد به بقايا حياة..

رجل ستيني يتجول بين الهدد ويمسك بيديه قطعة من القماش يجمع فيها أشلاء جثث لأطفال صغار يتضح ذلك جليا من التفاصيل التي يجمعها الرجل.. الأصابع والأكف والأقدام التي تشير بأصابع الاتهام إلى لا إنسانية متعمدة وحقارة ليس لها حدود..

الرجل الستيني يتمتم تارة ويصرخ تارة “حتت لحم يا الله بنلم حتت لحم ما عارفين لمين هادا حسبنا الله ونعم الوكيل”.

المشهد الثالث 

نهار خارجي رجل ستيني ينحني ليملأ كفه ببقايا دماء على الأرض.. برك دماء لشهداء يغسل بها وجهه قائلا “هذا أشرف دم ولادي الاتنين وأحفادي الاتنين.. منذ يومين اتصل على جوال ابني والجوال بيرن وبشعر أنه بيناديني يقولي طلعني أنا وولدي”.

المشهد الرابع 

نهار خارجي وسط البيوت المتقدمة وعلى بقايا عامود أسمنتي يجلس طفل سبع سنوات تقريبا يسأله مراسل صحفي ليه بتبكي؟

مالك: قصفوا دارنا.

المراسل: وايه يعني تبنوا غيره.

مالك: قتلوا أبوي وأمي.

المراسل: أبوك وأمك استشهدوا.

مالك: أبوي وأمي شهداء لكن ما بنشوفهم تاني سابوني أنا وأختي ما لنا حد..

المشهد الخامس

نهار خارجي

غبار العمارات المتهدمة يملأ الجو من آثار البحث تحت الأنقاض..

شاب في العقد الثاني من العمر يتحدث إلى مراسل إحدى القنوات الفضائية: البنت هادي تقولي طلع أبويا!!

وقفوا العدوان من شان الله..

عشان الأطفال.. احنا كل دقيقة نسمع أصوات أطفال تحت الأنقاض طلعونا طلعونا يا عمي.

فجأة يسقط الشاب مغميا عليه من شدة الانفعال وقسوة الحدث.

المشهد السادس

نهار خارجي

أحد مراسلي القنوات الإخبارية أوقف طفلا مذعورا يجري ليلحق بجثة أخيه المتوجهة إلى المستشفى ليسأله:

ماذا تتمنى للمستقبل وبماذا تحلم؟

يجيبه الطفل: نحن لا نتمنى ولا نحلم.. الموت يأخذنا ونحن صغار..

الموت لا يترك لنا فرصة للحلم أو الأمنية.

المشهد السابع

نهار خارجي

من أمام إحدى عربات الإسعاف يستغيث ويتحدث لمن حوله طفل أشقر جميل الطلة.. تشوب ثيابه دماء كثيرة يقول في كلمات ونفس غير منتظم: كنت ألعب أنا وأصحابي غميضة وأغمضت عيني لأفتحها على صوت قذيفة ولم أجد أحدا من أصحابي الذين كانوا يختبئون في مدخل أحد المنازل.. ماتوا جميعا وتحولت اللعبة إلى حقيقة حزينة!

المشهد الثامن

نهار خارجي

رجل خمسيني يحمل كرتونة صغيرة على راحتيه بها حلوى يكبش بيديه وينثرها على الملتفين حوله.

سأله أحد المارين: لماذا توزع حلوى؟

أجابه الرجل: بحلي على ولادي الخمسة الشهداء وزوجتي..

ذهبت لإحضار ماء لنشرب وذهب ابني الأكبر للمخبز ليشتري خبزا وظل أبنائي الخمسة وزوجتي في المنزل فماتوا من جراء القصف الوحشي.

المشهد التاسع 

نهار خارجي

مظاهرات حاشدة في شوارع عديدة من بعض عواصم العالم وبعض مدن الدول العربية تندد بالعدوان غير الآدمي على الطفولة والإنسانية في غزة.

المشهد العاشر

ليل داخلي

بعض رؤساء دول العالم الغربي يجلسون في غرفهم المغلقة وخلف مكاتبهم الأنيقة يضعون على مكاتبهم لافتة مدون عليها:

“لا صوت يعلو فوق صوت وحشية إسرائيل”.

انتهت المشاهد لكن لا يزال العرض مستمرا!!!

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى