رأي

أحمد شعبان يكتب.. رسائل ثلاث

1 رسالة الى حماس

أنا: كيف تحاول أن تسترد حقوقك من المغتصب وأنت ضعيف، ألا ترى ما فعلت بأهلك من قتل ودمار، وعدوكم يراكم أقل من الحشرات؟

هو: بإيماني بالله أسترد حقوقي، أليس الله ينصر من ينصره؟

أنا: ولكن الله أمرنا أن نعد ما استطعنا من قوة.

هو: هذا ما فعلت بمعونة الله ومن يناصرونني.

أنا: لكن الله يخاطبنا بجماعة المسلمين، ألا ترى أن أمتنا مفككة؟

هو: الله يقول “عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم” ونحن اهتدينا.

أنا: وهل الهداية تكتمل دون وحدة المسلمين؟ ألم يكن الأجدى توحدكم أولا لتكونوا قوة يهابكم العدو فلا يبغي عليكم؟

هو: تراثنا الذي فرقنا يمنعنا.

أنا: لكن الدين يأمرنا بالتوحد ونبذ الفرقة والاختلاف.

هو: هذه هي المعادلة الصعبة، فكيف يمكن أن يتحقق ذلك؟

أنا: الإجابة بفهم كتاب الله بمنهجية تفصيله العلمية.

فابحثوا عمن لديه رؤية لتحقيق ذلك، من يعرف السبب الذي لولاه ما أنزل الكتاب، مكتشف نور الله.

فسنظل متفرقين تذرونا رياح وحوش البشر إلى أن نجد هذه الرؤية المعروضة على الساحة على مدى أكثر من أربعين عاما، دون أن يبالي بها أحد، أليس هذا عمى، أم ماذا ترونه؟

 

2 رسالة الى نخبنا

هل فقدنا إنسانيتنا..

أم نحن فاقدون لها رغم تشدقنا بها؟

القتل والدمار للأطفال والنساء والعجزة بعشرات الآلاف. نشاهدهم ولا نحرك ساكنا لنجدتهم، رغم إعلان الجماهير التي تؤمن بالإنسانية بصرخاتهم دون أدنى استجابة.

الغرب يبرر ذلك امتثالا لما جاء في كتبهم ولتمسكهم بالأرض التي اغتصبوها.

والمسلمون لفرقتهم واختلافهم ضعفاء، ويبررون ذلك لعدائهم للإخوان المسلمين، رغم أن كل التيارات الإسلامية التي نتبناها تشارك حماس في نفس مصادرها.

والسؤال:

ألا يوجد أي مشترك بين العرب والمسلمين ليوحدهم؟

أين كتاب الله الذي يؤمنون به جميعا؟ لكن للأسف اختلفوا في فهمه فتفرقوا رغم أنه مفصل على علم.

هل يوجد كتاب علم يمكن أن يختلف في فهمه!؟

فلماذا اختلفنا في كتاب الله الذي فصل على علم؟

3 رسالة إلى شيوخنا

لا يوجد فارق في المصدر، جميع أهل السنة والجماعة بكل مذاهبهم تنهل من معين واحد “المرويات” التي تحوي كل المتناقضات، وكل يأخذ منه ما يوافق فجوره وتقواه “هواه”.

وأيضا الشيعة اختارت بكل طوائفها معينا آخر “أئمة أهل البيت” تنهل منهم بنفس الطريقة.

وبذلك تكونت الفرق والمذاهب والطوائف، كل يحاول فرض نفسه بأنه يمثل الإسلام الصحيح، ولو بقتل المخالف لتوجهه.

فماذا لو أخذنا من معين واحد متفق عليه “القرآن الكريم”؟ ولكن كيف ونحن مختلفون حول فهمه؟

وهنا نتحدث عما ينقصنا “منهجية تفصيل القرآن العلمية” القرآن فصل على علم.

ومعنى التفصيل هو إنشاء كيان من أجزاء متفرقة.

فالقرآن “كل موحد” كيان يحوي كل ما في الوجود.

فكيف نتعرف على محتوياته؟

أولا: معرفة معاني ألفاظه

فهو محتوى من عند الله يسر بلسان عربي وليس باللغة العربية التي لا تتمشى مع المنطق العقلاني.

لذا لم ترد لغة في القرآن مطلقا، ولكن وردت لها أربعة اشتقاقات مذمومة هي “لغو، لغوب، الغوا، لاغية”.

فكيف نتعرف على هذا اللسان الذي يسر به القرآن؟

طالما كان القرآن يحوي الكون بتفصيل علمي فلا بد أن نتعامل معه بمنهجية العلوم الطبيعية والتي بنيت على:

“فرضية، تجربة، مشاهدة، استنتاج”. فكانت الفرضية من الآية الكريمة “مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت”.

معنى هذا أن الكلمة القرآنية أصلها ثابت “معناها”.

وعليه كانت الفرضية:

الكلمة القرآنية معناها ثابت لا يختلف في أي سياق مهما تعددت دلالاتها إلا من حيث النسبة والتوجه.

ثانيا: معرفة حقيقة موضوعاته

لما كان القرآن مفصلا على علم نجد الموضوع الواحد مذكورا في أكثر من آية وأكثر من سورة، ولكي نتعرف على حقيقته يجب تجميع كل الآيات المذكور بها الموضوع، لأن كلا منها يمثل وجها من حقيقته فبتجميع كل الأوجه نتعرف على حقيقة الموضوع.

ثالثا: التوجه القرآني

التشريعات القرآنية أنزلت حسب الأعراف السادة حينذاك حنى لا تكون نشازا، وفي ذات الوقت طلب منا أن نأمر بالعرف، أي بأعراف زماننا، فحينما تم إلغاء العبودية وإعلان العهد الدولي لحقوق الإنسان وجب علينا أن نمتثل لذلك، مع سحب هذا على كل جوانب حياتنا.

وبذلك سنجد أنفسنا موحدين ولسنا مختلفين فتظهر قوتنا للعيان فيهابنا العدو.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى